الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: قدرات محور المقاومة تهدّد نظام الهيمنة الأميركي
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (8/1/2024) الضوء على أخبار الميدان الإقليمي في الصراع بين المقاومة والصهاينة، إذ ركّزت على متابعة التقارير التي تناولت ردود الفعل الصهيونية على العمليات الأخيرة لحزب الله في فلسطين المحتلة. كما اهتمت بخبر إعلان أهم شركتين للنقل التجاري عن توقف سفنهما عن عبور البحر الأحمر، معتبرة أن الحصار الخارجي الذي تمارسه المقاومة على أميركا والصهاينة وصل إلى أعلى مراحله.
حصار من الخارج وضغط من الداخل
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "جام جم" أن "أكثر من 3 أشهر مرت على عملية طوفان الأقصى التي أدخلت كيان العدو الصهيوني في مأزق استراتيجي، إذ تشير الأدلة المتوفرة إلى أن الضغوط والضربات التي سببتها هذه العملية كانت خطيرة ومفاجئة لدرجة أن الصهاينة يريدون تغيير الأجواء وصرف الأذهان عن هذا الفشل الذي لا يمكن إصلاحه بسياسة توسيع الحرب في المنطقة".
وتابعت الصحيفة أن "هذا الكيان أصبح هشًا للغاية لدرجة أنه حتى بعد 90 يومًا من قتل المدنيين في غزة، لم يتمكن من تغيير الوضع لصالحه، لأن الهزائم المتتالية في ساحة المعركة، والفشل في تحقيق الأهداف المحددة سلفًا، دفعت الاحتلال إلى توسيع عملياته الهجومية، وممارسة أنشطته الإرهابية في أجزاء أخرى من محور المقاومة في مرحلة جديدة"، مضيفة أن "اغتيال الشهيد السيد رضي الموسوي والشهيد صالح العاروري والعملية الإرهابية في كرمان التي أُسندت إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، هذه الأحداث كشفت حقيقة "إسرائيل" بشكل أكبر وغيرت معادلات المنطقة".
الصحيفة أشارت إلى أن "إعلان حزب الله أن جريمة اغتيال الشهيد العاروري لن تمر دون رد وأن المقاومة على أعلى درجات الجاهزية للرد على هذه الجريمة، لم يعد كلامًا فحسب بل أصبح عملًا ملموسًا في الأيام الأخيرة، إذ استهدف الحزب المنشآت العسكرية الإسرائيلية في منطقة جبل ميرون بـ 62 صاروخًا ليعلم قادة الكيان الصهيوني الغاصب أن جرائمهم لن تمر دون رد"، وتابعت: "من جهة أخرى، فإن الخنجر اليمني وما يقوم به أنصار الله من زعزعة استقرار مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب قد شكّل ضغطًا كبيرًا على الأطراف الغربية وجعل الوضع حرجًا بالنسبة لهم، في وضع لم يتخيلوا فيه أبدًا أن القوة الإقليمية التي كانت تحت الحصار لفترة طويلة ستظهر بهذه القوة، وستغلق محور الاتصال البحري لصالح الشعب الفلسطيني وتوفر أرضية مؤاتية لنشاط حماس والمحور".
ووفقًا للصحيفة، "فإن المقاومة العراقية لم تقف مكتوفة الأيدي، فقد تم حتى الآن استهداف القواعد التي يتمركز فيها الجنود الأميركيون في المنطقة من قبل فصائل المقاومة أكثر من 120 مرة، وقد صرح المتحدث باسم قوى المقاومة في العراق وسوريا بخصوص هذه التحركات قائلًا :"إن الهجوم على القواعد الأميركية هو رد على دعم واشنطن للإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد الكيان الصهيوني".
وأضافت: "بغض النظر عن القدرة الصاروخية لمحور المقاومة، فقد تنبأ قادة هذا المحور بعدة سيناريوهات، يمكن في حال تحققها أن تسبب صدمات أكبر لكيان العدو وتحدّد مصيرًا مختلفًا لنظام الهيمنة، فهذه الحقائق الميدانية دفعت الكتلة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى دخول الميدان بكل قوتها وعدم الخجل من سفك دماء الأطفال والمدنيين من أجل إقامة المواجهة الشاملة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني"، معتبرًة أن "الحقيقة الواضحة هي أن الولايات المتحدة التي كرست كل قوتها لـ"إسرائيل"، لم تفشل فقط في تحقيق الأهداف المعلنة في الحرب الأخيرة، بل فقدت أيضًا صورتها الدولية، إذ نجد تناقضات واضحة في أفعال وأقوال الإدارة الأميركية، وقد أصبح الديكتاتوريون مألوفين، كما أدى هذا التقاعس أمام الانتهاك إلى تكاليف سياسية كبيرة على واشنطن، سيظهر جزء منها في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في أميركا".
وقالت الصحيفة: "الولايات المتحدة تقود العالم منذ أكثر من قرن، وتركز كل خططها على تأخير تراجعها، إلا أن الضربات العنيفة التي تلقتها من محور المقاومة في الأشهر الأخيرة جعلتها تدرك هذا الوهم الفج وتطرح تحديات خطيرة، فهذه الحكومة المستبدة (الإدارة الأميركية)، التي حاولت في السابق إقامة توازن استراتيجي في المنطقة لصالح الصهاينة وقيادة الدول العربية إلى التطبيع وحل الخلافات والاعتراف بالكيان الغاصب وتعميق العلاقات معه، أصبحت الآن عالقة في مستنقع تحاول النجاة من الغرق فيه".
تشكل قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية تهديدًا خطيرًا لـ"إسرائيل"
بدورها، أشارت صحيفة "إيران" إلى أن "قوة إيران العسكرية تتزايد يومًا بعد يوم، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، فبالإضافة إلى تعزيز القوة الصاروخية، التي أدت إلى ردع الأعداء، تعمل إيران على تصميم وإنتاج أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار الهجومية الأمر الذي أدى إلى زيادة القوة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، لدرجة أن قوتها الصاروخية أصبحت تحديًا كبيرًا للكيان الصهيوني وأميركا، ولا يمكن للغرب أن يغض الطرف عن هذه الحقيقة".
وبحسب الصحيفة، "ركّزت جمهورية إيران الإسلامية في السنوات الأخيرة على تصميم وإنتاج الطائرات بدون طيار، فبالإضافة إلى تكلفة إنتاجها الرخيصة، لها العديد من الاستخدامات الفعّالة للقتال، وهذا الأمر جعل إيران تصبح إحدى القوى التي لا يمكن تعويضها في مجال الطائرات بدون طيار"، ورأت أن "قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية جعلت الولايات المتحدة والغربيين يعتقدون أن هذه الطائرات تلعب دورًا حاسمًا في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال الادعاء بأنّ إيران تقدم طائرات بدون طيار انتحارية لروسيا، على الرغم من أن التدخل العسكري الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية قد تم نفيه عدة مرات من قبل السلطات السياسية في إيران".
وتابعت: "الآن وفي خضم جرائم الكيان الصهيوني في غزة، يعتبر إعلام العدو أن الطائرات المسيَّرة الإيرانية تعد تهديدًا متزايدًا لـ"إسرائيل" وأميركا، وقد اعترفت الصحف الإسرائيلية في إشارة إلى قوة الطائرات بدون طيار في إيران، بأن هذه الطائرات بدون طيار الإيرانية، وكذلك قوة المقاومة الإقليمية، تشكل تهديدًا متزايدًا لأميركا والكيان الصهيوني في غرب آسيا".
ازدواجية المعايير في حرب أوكرانيا وحرب غزة
من جهة أخرى، لفتت صحيفة "مردم سالاري" إلى أن "الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا سيئة من وجهة نظر الغرب، لكن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد غزة جيدة، هذا هو منطق القوة الغربية وحقوق الإنسان عندهم"، مشيرة إلى أن "منظمة مراقبة حقوق الإنسان قالت "إنه يتعين على الولايات المتحدة والدول التي تتمتع بحق النقض، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، استخدام مقاعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للموافقة على تنفيذ قرارات المجلس التي تطالب "إسرائيل" بالتوقف عن انتهاك قوانين الحرب الخاصة بها، والتي أودت بحياة الآلاف من المدنيين"، مذكرة بأن "أميركا هي الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني منذ بدء العدوان على غزة، وقد ساعدت في تأجيج الحرب من خلال إرسال الأسلحة والدعم السياسي".
وتابعت الصحيفة أنّ "هيومن رايتس ووتش انتقدت ما أسمته "المعايير المزدوجة" في التزام واشنطن بقوانين الحرب"، وقالت: "لقد جذبت المعايير المزدوجة التي يتبعها الغربيون انتباه العالم في كثير من الأحيان، بما في ذلك مقارنة أدائهم في أوكرانيا وفلسطين"، واعتبرت أن "ما يحدث على الساحة في غزة يتناقض تمامًا مع الآليات الدولية للتسوية السلمية للنزاعات، فهذه الآليات التي تم بناؤها في نظام ميثاق الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين، أصبحت الآن غير مطبقة".
وختمت بالقول: "إنّ المعايير المزدوجة في التعامل مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والهجوم الإسرائيلي على غزة، كانت سببًا في رفع صوت الجميع، لقد أدى الصراع بين "إسرائيل" وحماس إلى تحويل انتباه الغرب عن الصراع في أوكرانيا، وأصبح استخدام الرئيس الأميركي جو بايدن لكلمة إبادة جماعية لوصف تصرفات الجيش الروسي في أوكرانيا مثيرًا للجدل".