الخليج والعالم
دبلوماسيون وخبراء إيرانيون: طوفان الأقصى أحرج الأنظمة المُطبّعة
تونس – عبير قاسم
دعمًا للقضية الفلسطينية وفي سياق دفع مسار المقاومة لتحرير القدس الشريف، عُقد المركز الثقافي الإيراني في تونس ندوة فكرية بحضور شخصيات إيرانية بارزة ومتخصّصة في مجال المقاومة والقضية الفلسطينية، وهم الدکتور "منوشهر متكی وزير الشؤون الخارجية الإيراني الأسبق، والدكتور حسین رویوران الذي يعدّ من أبرز المحللين السياسيين في مجال المقاومة والقضية الفلسطينية، فضلًا عن كونه رئيس اللجنة السياسية لمنظمة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والدکتور سعد الله زارعي رئيس مركز البحوث و الدراسات "نور" ومجالات المقاومة، إضافة الى نُخب سياسية وإعلامية وفكرية تونسية.
وتأتي الندوة في إطار احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد القادة الشهداء التي تتزامن هذا العام مع عملية "طوفان الأقصى" في فلسطين المحتلة والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء من المدنيين الأبرياء وأيضًا من رجال المقاومة الفلسطينية البواسل، إضافة الى عميلتي تفجير بيروت وإيران بما تمثّلانه من إجرام صهيوني بتواطؤ أمريكي.
مرحلة جديدة
ورجّح وزير الخارجية الايراني الأسبق الدكتور منوشهر متكي سقوط نتانياهو وحدوث انقلاب سياسي داخل "إسرائيل" كأحد أبرز تداعيات ملحمة طوفان الأقصى.
وأكد في إجابة لموقع "العهد" الإخباري على هامش الندوة أن المنطقة ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبلها".
وفيما يتعلّق بفترة ما بعد الحرب، رأى رئيس الدبلوماسية الإيرانية السابق أن "الفلسطينيين سيواجهون تحدي إعادة بناء بلادهم".
الضيوف المشاركون
وقال ضيوف المركز الثقافي إن "رؤية الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني واضحة نظرًا لحقيقة أن القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان ينتهكان يوميًا من قبل آلة الحرب الصهيونية، ولا يوجد طريق واضح لتحرير الأراضي الفلسطينية سوى المقاومة المسلّحة، ولدى طهران ما تفتخر به لأنها مدت يد العون للفلسطينيين من خلال المساعدات اللوجستية والعسكرية وغيرها".
وأكد المشاركون أن "طهران تريد أن يكون النصر فلسطينيا"، وشدّدوا على أن "التطبيع جريمة بحق الفلسطينيين وذكرى الشهداء الذين سقطوا وما زالوا يسقطون يوميًا".
مأسسة الحرب غير المتكافئة
من ناحيته، الدكتور حسین رویوران في كلمته: "نحن أمام مأسسة الحرب غير المتكافئة"، وأوضح أنه "بعد حرب تموز/يوليو 2006 أسّس الكيان الصهيوني لجنة للإجابة عن سؤال واحد "لماذا خسرت "إسرائيل" الحرب على الرغم من أنها تمتلك التفوّق العسكري"، وكان هذا السؤال مطروحًا والتقرير صدر في ترجمته العربية ويؤكد أن نموذج الحرب غير المتكافئة يعرقل "إسرائيل" عن استخدام التفوّق العسكري، لأن حزب الله غير موجود على الأرض بل تحت الأرض وبالتالي فإن صواريخ الاحتلال موجودة والهدف غير موجود ولذلك "اسرائيل" خسرت الحرب".
وتابع المحلّل الإيراني بالقول: "نحن اليوم أمام حرب في غزة بنموذج متطوّر جدًا عن حرب تموز/يوليو 2006، وحتى تصور الاسرائيلي في انه اذا اكتشفت احد الانفاق فستبدأ مرحلة انهيار المقاومة، وهذا تصوّرًا واهمًا لأن الاحتلال اكتشف عدة أنفاق ولكن تبيّن أنها غير مرتبطة مع بعضها البعض وسقوط نفق أو نفقيْن لا يغيّر من المعادلة شيئًا"، وأضاف: "هذا يعكس أن "إسرائيل" في أزمة أمام نموذج مقاوم يتمأسس بشكل كبير، والتوقع هو أن بعد هذه الحرب "إسرائيل" مضطرة لتشكيل لجنة جديدة للبحث عن أسباب هزيمتها العسكرية"، وخلص الى أن "غزة تعيد اليوم صياغة العالم".