الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: تشييع شهداء كرمان.. والانتقام من "إسرائيل"
تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 06 كانون الثاني، 2024 خبر تشييع شهداء كرمان، والذين سقطوا على طريق مزار الشهداء جراء تفجيرات إرهابية، كما سلّطت الضوء على خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وما تضمنه من أبعاد إقليمية.
واهتمت الصحف الإيرانية بمتابعة الأوضاع الانتخابية المرتقبة في الجمهورية الإسلامية.
الانتقام يعني إزالة "إسرائيل"
في هذا السياق كتبت صحيفة "جام جم: "إن الجريمة الإرهابية التي وقعت في كرمان، والتي أضافت حدادًا جماعيًا آخر إلى أجندة بلادنا، كان لها بالتأكيد العديد من الأسباب والأهداف والمحفزات الداخلية والخارجية.. إن الهدف الرئيسي لهذا العمل الشنيع هو جعل إيران تبدو غير آمنة واستغلال مشاعر الناس لتشويه الوجه الكاريزمي للشهيد سليماني وبالتالي ضرب نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأضافت: "منذ الأسبوع الماضي، اندلعت موجة جديدة من الأنشطة الإرهابية في مختلف دول محور المقاومة، وتبنى النظام الصهيوني مسؤولية اغتيال السيد رضي موسوي وصالح العاروري، لكن فيما يتعلق بأسباب الحادث الإرهابي في كرمان، والتي استشهد فيها أكثر من 90 شخصاً.. لا شك أن العمليات الإرهابية التي تتم في إيران وغيرها من المناطق المرتبطة بمحور المقاومة تدار من قبل أجهزة استخبارات غربية، وخاصة جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد)، لكن الأهم من مرتكبي الجريمة، التنظيم البنيوي الذي من خلاله يتم دعم وتوجيه هذه العمليات الإرهابية.. إن استشهاد الأشخاص العزل على الطرق المؤدية إلى كرمان يكفي لإظهار وحشية أعداء إيران اللدودين، ولا يترك مجالاً لخداع الرأي العام والأكاذيب المقززة عن الدفاع المشروع عن النفس.. أمريكا وإسرائيل تريدان نفخ نفس مصطنع لداعش والإعلان رسميا أن الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام لم تختف، على عكس ما أعلنه القائد سليماني، وهو خط يتداوله البعض عن علم أو جهل ومن خلال أدبيات أخرى، يقومون بحقنها في الرأي العام".
الأهم من الانتقام
أما صحيفة "همشهري" فكتبت: "هناك مبدآن مهمان للمطالبة بالانتقام:
1. ساحة المعركة: أن لا تخسر ساحة المعركة، حربنا هي حرب في مجال القوة الناعمة، والقوة الناعمة تعني قوة الناس، وتعني قوة العقول والإرادات، لقد فهم العدو هذا الشيء، ولذلك ضرب اليوم رموز هذه القوة، يعني أبعد من الدماء الطاهرة التي سالت على الأرض. الهدف النهائي هو إضعاف إرادة الأمة.. لذلك دعونا نحرص على عدم تحقيق الهدف النهائي للعدو من خلال عدم الاستهزاء بالنظام عند المطالبة بالانتقام، دماء سفكت من أجل إذلال أمة، ولن نكمل مشروع الذل الوطني بإذلال النفس، وهو أفظع من إراقة دم الشهيد".
2 . معرفة العدو: إن عداوتنا للعدو ليست لليوم والأمس، العدو لم يستيقظ فجأة ليقرر الاغتيال.. إن الادعاء بأن الانتقام يؤدي إلى الردع هو قول بخس، نحن والعدو في حالة حرب دائمًا، ليس الأمر أنه مهما فعلنا، فإن الاغتيال لم يكن ليحدث، هذه العداوات موجودة ما دامت الجمهورية الإسلامية موجودة.. وأخيرا، فإن الانتقام هو عمل محدد على جميع مستويات العداء؛ لكن هدفها النهائي هو تعزيز الخطة الكبرى لجبهة الإسلام، وليس تهدئة القلوب، ولذلك فمن الطبيعي أن يكون مبنياً على العقلانية وليس على الانفعالات".
لغز قوة الثورة الإسلامية
في ذكرى وفاة أحد أركان الطب الوراثي ومطوري تكنولوجيا الخلايا الجذعية في إيران، الدكتور سعيد كاظمي آشتياني، كتب الدكتور محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، عضو هيئة التدريس بجامعة طهران في صحيفة "إيران" اليوم: "ما هو سر ولغز الثورة الإسلامية؟... مع الأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم، أصبحت مثل هذه الأسئلة مهمة حتى بالنسبة لكافة الشرائح الشعبية، وأصبح مجال النقاش فيها أوسع؛ ومن بين الأسئلة الأخرى، لماذا الأحداث والصعوبات والتحديات التاريخية، لم تضعف الثورة الإسلامية فحسب، بل صقلتها كثيرا حتى زادت الصعوبات قوتها، ونحن مدينون بجزء من هذه القوة إلى شهداء العلم والثقافة، الذين لا تزال قيمتهم مجهولة لدى المجتمع.. الشخصيات التي أعادت بناء الركائز العلمية والمعرفية والتنظيمية لمجتمعها من خلال نشاطها في الساحات".
وأضاف: "لقد نجحت الثورة الإسلامية في إيران في إحياء "النخب" وأعطتهم القدرات مرة أخرى؛ النخب التي هذه المرة، بدلًا من أن تخرج من قلب العلاقات الأسرية والأرستقراطية والملكية، تولد من قلب الجماهير، وهي أيضًا من الجماهير المحرومة والطبقة المضطهدة في التاريخ، ولها عقائدها الخاصة حول الوجود، إنهم القوى البناءة الأكثر إخلاصًا لإيران في المثل الثورية، لكنهم لا يتناسبون مع الصور النمطية التقليدية، ولأنهم ينظرون إلى الأفق الحقيقي للتاريخ، فإنهم لا يهتمون بالعلاقات اليومية التي استحوذت على البشرية، إن القوى الأساسية لوجودهم تنفق على المثل الأعلى والهدف الذي جعلهم يبنون المستقبل لتميز المجتمع، وهذا التركيز هو مصدر قوة لا توصف ويضع النخبة المفكرة في مركز العالم".
وختم: "الشهيد كاظمي اشتياني، الذي نحن في ذكرى استشهاده، لم يعش أكثر من 44 عاماً، لكنه أصبح خالداً في أذهان الأجيال الثورية، وكان مخلصاً في عمله لدرجة أن قائد الثورة الإسلامية وصفه بهذه الكلمات: كانت حركته، وطريقة عمله، وإدارته، ومتابعته، مجموعة كاملة مما يحبه المرء ويرغب فيه".