معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية.. تركيز على الصورة المهتزة لأميركا في العالم
31/12/2023

الصحف الإيرانية.. تركيز على الصورة المهتزة لأميركا في العالم

تصدرت الصحف الإيرانية، الصادرة الأحد، خبر نزول الشعب الإيراني إلى المظاهرات والمسيرات في ذكرى القضاء على الفتنة عام 2009 فيما سمي بفتنة الثورة الخضراء، كما ركّزت التحليلات في الصحف اليوم على قضية التأزم الصهيوني الأميركي في خصوص قضية العدوان على غزة.
 

الصورة المهتزة لأميركا في العالم: النفور العالمي من شريك الصهيونية

كتبت صحيفة "جام جم": "خلال السبعين عاما الماضية، استفاد الصهاينة دائما من الدعم الأقصى للولايات المتحدة، وهذا التحيز يتجاوز السياسة الحزبية في الولايات المتحدة، وجميع مؤسسات هذا البلد ملزمة بدعم النظام الإسرائيلي المزيف دون قيد أو شرط، ولهذا السبب، لا شك أن خلافات الطرفين تكتيكية في معظمها، وأن علاقاتهما الاستراتيجية كانت دائماً ثابتة، والمقارنة بين إدارة بايدن وأوباما تظهر هذا الأمر؛ على سبيل المثال، قدم بايدن نفسه علناً باعتباره مؤيداً لإسرائيل، وبعد عملية طوفان الأقصى أمضى وقته في الأراضي المحتلة للتأكيد على هذا الدعم الشامل، وفي زمن أوباما تم توقيع عقد بقيمة 40 مليار دولار مع تل أبيب في تلك المرحلة".

وأضافت: "الشيء الآخر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن الدعم الشامل الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني قد تسبب في اهتزاز موقف الولايات المتحدة في الرأي العام في العالم العربي وأصبح أسوأ وضع ممكن بطريقة تجعل حضور المناهضين للنظرة الأمريكية في العالم العربي في ازدياد، وعلى العكس من ذلك، تعافى موقف إيران الذي تم تشويهه لدى الرأي العام في العالم العربي بسبب الدعاية المشبوهة، واليوم جماعات مثل حزب الله وأنصار الله في اليمن تحظى بشعبية كبيرة لدى الرأي العام في العالم العربي، بل إن أنصار الله وقائدها تتصدّر استطلاعات الرأي من حيث الشعبية.. والآن في العالم العربي وداخل الولايات المتحدة وصل الاستياء من أداء الولايات المتحدة إلى حد كبير".

وختمت "من أهم أسرار القوة الناعمة الأمريكية في مواجهة منافسيها هو النموذج الأمريكي القائم على حقوق الإنسان ونبذ العنصرية؛ في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن الغالبية العظمى من المستطلعين ترى أن هذه المبادئ المعلنة لم تطبق في الموقف الرسمي الأمريكي بشأن حرب غزة، كما أن الغالبية العربية تعتبر الصراع الحالي في الأراضي المحتلة أشبه بحملة صليبية جديدة، تمثل هذه المعلومات رسمًا بيانيًا لافتًا حول سمعة الولايات المتحدة بين الدول المختلفة ويمكن أن يؤدي إلى تسريع عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة، كما أن تقييم استطلاعات الرأي يظهر مدى غضب العرب تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن يؤدي إلى الحد من علاقات وتعاون الحكومات العربية مع واشنطن".


كونوا صوت فلسطين

بدورها أجرت صحيفة "قدس" حوارًا مع الدكتور كاظم سيد باقري، مدير دائرة السياسات في مركز أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي، حول طوفان الأقصى ومقومات هذا النصر، حيث قال "لقد توصل الشعب الفلسطيني إلى قناعة بأنه لا خيار أمامه سوى المقاومة ولا يمكن أن يتوقع الكثير من المساعدة من غيرهم، لأنهم عانوا من حروب مختلفة من جانب الدول العربية مع النظام الصهيوني، وقد خابت الحروب الكلاسيكية من خلال القوات العسكرية للدول العربية، ولذلك، لم يجدوا خياراً سوى التحرك بأنفسهم والدفاع عن وجودهم وحياتهم، والاعتماد على أنفسهم في مواجهة النظام الإسرائيلي".

وأضاف "اليوم، في العالم الإسلامي، وبين العديد من الضمائر المستيقظة في العالم، نحتاج إلى بعض الأشياء الأساسية أكثر من أي وقت مضى، أولًا، دعونا نرفع مستوى الوعي ونكون صوت مظلومية الشعب الفلسطيني، ويجب على كل شخص، بقدر استطاعته، أن يكون صوت هؤلاء الناس، ثانياً، نحن بحاجة إلى الوحدة والتعاطف بين جميع الباحثين عن الحرية، وبدعم من الدول الإسلامية وأولئك الذين يسعون إلى تحقيق العدالة، يجب علينا أن نقف ضد وحشية إسرائيل وإبادتها الجماعية وقمعها، وبمساعدة وسائل الإعلام، يجب علينا إيصال صوت شعب غزة المضطهد إلى العالم أجمع، ثالثًا، من خلال الجهود القانونية والدبلوماسية الدقيقة وتقديم الوثائق الأصلية، يجب التعريف بقادة النظام الصهيوني، وخاصة نتنياهو، على أنهم مجرمي حرب ويجب إنشاء أسس محاكمتهم العسكرية في المحاكم الدولية، وأخيرا، لنتذكر أن حركة حماس، مستلهمة من خطاب الثورة الإسلامية، تبحث عن الحرية والعدالة، وبالاعتماد على قوتها وشعبويتها وعدم خيبة أملها، اختارت الطريق المنشود، ونأمل أن تتقدم نحو تلك الأهداف السامية بكل ما يستطيع من قوة وجهد وتحقق مبتغاها".
 

الموقف الروسي من العدوان في غزة

ونقلت صحيفة "إيران" في مقال كتبه أحد المحللين" منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول ضد إسرائيل، قدمت روسيا دعماً واضحاً لحماس على جدول أعمالها، ووصف رئيس هذا البلد، فلاديمير بوتين، مصير دولتي روسيا وفلسطين بأنه مصير"متصل ببعضه البعض"، وينبع هذا الموقف من إيمان بوتن بالتغيير الحتمي للنظام العالمي والتحول التدريجي للعالم ثنائي القطب السابق إلى عالم متعدد الأقطاب، هذه النظرية المذكورة تقول إن النظام الصهيوني ينتمي للغرب بقيادة أمريكا، ومن الواضح أن هذا القطب معاكس لروسيا ويعارض الكرملين بشدة".

وأضافت "في غضون ذلك، يؤكد بعض الخبراء الروس على الدور القيادي للإسلام والمسلمين في تشكيل النظام العالمي الجديد وتشكيل عالم لم يعد تحت سيطرة أمريكا وروسيا، أحدهم هو رسلان محمدوف، كبير الباحثين المسلمين في معهد الدراسات الإسلامية والعربية في موسكو، الذي يقول: "إن العالم ثنائي القطب السابق لم يعد موجوداً ويتشكل نظام عالمي جديد لا يوجد فيه قطبان بل عدة أقطاب"، لقد بدأ تشكيل هذا العالم للتو في بداية القرن الحالي (الحادي والعشرين)، ولكن مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة الأخيرة، تشكلت أيضًا مراحل أحدث وأكمل، وللمسلمين والدول الإسلامية دور مهم للغاية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل