الخليج والعالم
أميركا تتراجع عن التهديدات العسكرية.. وقائد بحريتها: مرور حاملات الطائرات عبر هرمز سيكون عند الحاجة!!
تعكس تصريحات المسؤولين الأمريكيين تراجعًا واضحًا في حدّة خطاباتهم المتعلّقة بالجمهورية الإسلامية في إيران، ولاسيّما بعدما هدّدت الأخيرة على لسان رئيس هيئة أركانها محمد باقري بإغلاق مضيق هرمز الحيوي إذا نفذت الولايات المتحدة عقوباتها بمنع تصدير النفط الإيراني.
القائد المشرف على القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأميرال جيم مالوي قال لوكالة "رويترز" إنه سيجعل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" تمرّ من مضيق هرمز لكن إذا احتاج ذلك، وأضاف إن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران لن تمنعه من إرسال حاملة الطائرات عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة، وتابع "إذا احتجت إلى جعلها تمر من المضيق فسأفعل ذلك... لست مُقيّدًا بأيّ حال ولا تواجهني صعوبة بأيّ شكل من الأشكال لتشغيلها في أيّ مكان بالشرق الأوسط"، حسب تعبيره.
ولم يوضح مالوي بشكل مؤكد ما إذا كان سيرسل "أبراهام لينكولن" إلى الممرّ المائي الاستراتيجي الواقع قبالة إيران، الذي يمرّ من خلاله خمس النفط المستهلك عالميا.
وأشار مالوي الى أن المعلومات الاستخباراتية مرتبطة "بنشاط حقيقي رصدناه"، على حدّ قوله.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد قال قبل أيام إن الولايات المتحدة ترسل مجموعة حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط كي تبعث برسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة".
كما صرّح المبعوث الأميركي بشأن إيران براين هوك بأن إرسال بلاده لحاملة طائرات إلى الخليج ليس رسالة سياسية، بل دفاعا عن النفس بعد ورود تهديدات بأعمال عدائية.
ضابط سابق في "المارينز": إرسال تعزيزات الى المنطقة لن يُغيّر واقع التهديد الإيراني
وربطًا بالتطورات الجارية، قال الضابط الاستخباراتي السابق في قوات الـ"مارينز" الأمريكية سكوت ريتر إن إرسال حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس أبراهام لينكولن" إلى منطقة الخليج كان إجراءً روتينيًا، موضحًا أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قام بعملية "إعادة توظيف" الموضوع.
وفي مقالة له نشرت في مجلة "ذا أميريكان كونزيرفاتف"، أشار ريتر إلى أن صدور إعلان إرسال القوات الأميركية إلى المنطقة من قبل البيت الأبيض بدلاً من "البنتاغون" وذلك ردا على ما أسماه "تهديدا متصاعدا في الشرق الأوسط" يعكس الجذور السياسية للأزمة الراهنة.
وتابع ريتر بالقول إن إعلان إرسال التعزيزات العسكرية الأميركية وزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العراق يمثلان مسرحية، مشيرًا إلى أن كل ذلك يجري دعمًا لسياسة قامت بإملائها "اسرائيل"، وإلى أن هذا الكيان نقل المعلومات إلى بولتون خلال إجتماع جرى في البيت الأبيض بتاريخ السادس عشر من نيسان/أبريل الماضي.
ريتر أضاف أن "ترسانة إيران من الصواريخ البالستية القصيرة المدى تشكل جزءًا من تهديدها الصاروخي الأوسع"، ولفت إلى أن ترسانة إيران الصاروخية قادرة على تدمير القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
وقال ريتر إن إرسال حاملة طائرات وتعزيزات عسكريّة أميركيّة أخرى إلى المنطقة لن يغير واقع التهديد الإيراني، مشيرًا إلى أن قوة إيران الصاروخية هي في الغالب متنقلة.
ورأى ريتر أن بولتون يُدخل الولايات المتحدة في حرب هي غير مستعدة لها، ورجّح ألّا تنتصر واشنطن فيها، وذلك تبعًا لاستنادها إلى معلومات إستخباراتية مصطنعة.
كما نبّه ضابط الـ"مارينز" إلى أن تقديم "تل أبيب" المعلومات الإستخبارتية يطرح شكوكًا أكبر حول ما قام به بولتون، وقال إن ذلك يوضح أن بولتون هو الذي يشكل التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي، وليس إيران.