الخليج والعالم
مسؤول سابق في "سي آي إي": علاقات الرياض مع دول عربية تتدهور
قال المسؤول السابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية "السي آي إي" بروس ريدل إن علاقات السعودية مع دول عربية مجاورة تشهد تراجعا غير مسبوق، موضحًا أن السبب الأساس لذلك هو تهوّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي مقالة له نشرت على موقع "المونيتور"، أضاف ريدل أن التوتر في العلاقات بين السعودية وبعض الدول العربية يحمل معه تداعيات لا يستهان بها على سياسات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة.
وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى التوتر المستمر في العلاقات بين قطر والسعودية، وقال إن هذا التوتر وضع مجلس التعاون الخليجي على حافة الانهيار، كما لفت إلى وجود خلافات بين السعودية من جهة وكل من سلطنة عمان والكويت من جهة أخرى، وكذلك إلى قلق أردني من ابن سلمان.
وتابع الكاتب "بينما يعدّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حليفًا وطيدًا للسعودية، إلّا أن الأخيرة لا تحظى بشعبية أبدا في الشارع المصري، وخاصة بعد ما استولت على الجزيرتين في مضيق تيران، مشيرًا إلى أن الملك المغربي محمد السادس رفض إستقبال إبن سلمان خلال عودة الأخير من قمة الدول العشرين التي إنعقدت في الأرجنتين أواخر العام الماضي.
وقال ريدل إن عدم استقبال الملك المغربي لإبن سلمان شكّل صفعة غير مسبوقة من قبل المغرب للرياض، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز لم يأخذ إجازته المعتادة في المغرب منذ عامين.
وإذ أشار الكاتب إلى سعي الرياض لتزعُّم العالمَين العربي والإسلامي، أكد أن هذا الهدف أبعد ما يكون عن الواقع في الفترة الراهنة، متحدّثًا عن وجود علاقات متدهورة بين السعودية وتركيا بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وعن أضرار في العلاقات بين السعودية وباكستان بسبب العدوان السعودي على اليمن.
كما أشار ريدل إلى أن إبن سلمان ألغى بشكل مفاجىء ودون تفسير زيارتيْه إلى إندونيسيا وماليزيا الشتاء الماضي.
الكاتب حذّر من أن التوتر في العلاقات بين السعودية ودول عربية مختلفة يحمل معه تداعياتٍ لا يستهان بها على سياسات الإدارة الأميركية، منبّهًا الى أن من بين هذه التداعيات عدم قدرة الرياض على التجييش ضد إيران، وقال إن دولًا إقليمية لا تشارك السعودية الحماس نفسه حيال التصعيد الحاصل بين واشنطن وطهران، وسمى تحديدا العراق وباكستان.
واعتبر بروس ريدل أن الرواية السعودية حول مقتل خاشقجي تزداد "سخافة"، مبيّنًا أن عائلة نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق أحمد العسيري قالت إن الأخير يعيش في منزله في الرياض، وذلك رغم المعلومات التي أفادت بأنه المخطط الأساس لعملية قتل خاشقجي.
وعليه، خلص الكاتب إلى أن الإدارة الأميركية في عهد ترامب تظهر كمن يساند الأكاذيب السعودية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فيما يقوم السعوديون بخداع ترامب.