الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: غزة أولوية
ما تزال التطوّرات المتعلّقة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة تحتلّ حيّزًا كبيرًا من اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم. كذلك حظيت القضايا الداخلية في الجمهورية الإسلامية على غرار الملف الأخير في الفساد المتعلق بما سمي قضية الشاي، وغير ذلك بمتابعة الصحف الإيرانية.
إمبراطورية الإعلام الغربي الكاذب
في البداية، برزت مقالة للأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي أمير حسين ثابتي، في صحيفة "إيران"، قال فيها إن: "الغرب، في أذهان الكثير من شعوب العالم ومنهم الإيرانيون، عبارة عن مدينة فاضلة حيث يكون الجميع أحرارًا ومتساوين، ولكن في العالم غير الغربي كل شيء أسود ومنغلق ومليء بالاختناق، في حين أن هناك العديد من الأمثلة على الانتهاكات في الغرب نفسه، وذلك لأن الحرية وحرية التعبير محدودة ومسيطر عليها، وإذا تجاوز شخص ما خطوط الغرب الحمراء، فعليه أن يدفع ثمنًا باهظًا".
وأضاف: "مسموح لكل من يريد حرق القرآن، لكن في الوقت نفسه لا توجد مرونة فيما يتعلق بالخط الأحمر الإسرائيلي، الحرية وحرية التعبير وما إلى ذلك محدودة في كل مكان في العالم وتخضع لخطوط حمراء واضحة. وبطبيعة الحال، فإن نوع الخط الأحمر مختلف. ففي الغرب، يعدّ حرق القرآن الكريم أمرًا عاديًا، ولكن الاقتراب من محرقة "الهولوكوست" له أسوأ العواقب، في إيران، على العكس من ذلك، بسبب حرية التعبير، لا يحق لأحد أن يحرق القرآن، أو يهين المقدسات، وما إلى ذلك، ولكن في العديد من الحالات الأخرى هناك حريات واضحة وقابلة للإثبات...الذين يعيشون داخل إيران، في مناقشات مختلفة يهاجمون بشدة السياسات الرسمية للجمهورية الإسلامية الداعمة لفلسطين، بل ويرفعون كلمات ضمنية أو علنية دعمًا لإسرائيل وضد غزة، ولا أحد لديه أي علاقة معهم، ولذلك إذا كان شخص ما لا يزال يعيش في عالمه الخيالي ويتخيل أن هناك ما يسمى بالحرية وحرية التعبير المطلقة وما إلى ذلك في الغرب، لكنه يفتقدها هنا، فهو لمّا يعرف بعد عالم القرن الحادي والعشرين وعقله، هو مثال على غسل إمبراطوريات الإعلام الغربي للدماغ، يجب على مثل هؤلاء الأشخاص أن ينفردوا أولًا بأنفسهم ويسألوا أنفسهم، عندما يستمرون في اتباع تلك المفاهيم الخيالية بكل هذه الأمثلة، ألا يشعرون بأن ذكائهم يتعرض للإهانة؟".
الإنسان الجديد الفلسطيني
من ناحيتها، أجرت صحيفة "وطن أمروز" مقابلة مع حسين كتشويان، عضو كلية العلوم الاجتماعية في جامعة طهران ومؤلف كتابي "تطورات خطاب الهوية الإيرانية" و"الثورة الإسلامية الإيرانية وفتح باب التاريخ"، مشيرة إلى أنه يبحث من منظور تاريخي تشكيل "الهوية الجماعية الجديدة" في فلسطين من خلال التطورات في سياق العالم الإسلامي، ثم يناقش أسباب دعم الغرب بقوة لإسرائيل في العدوان على غزة. ويرى اصطفاف المثقفين مع السياسيين الغربيين في دعم النظام الصهيوني في الحرب الأخيرة علامة على تراجع هذه الحضارة".
وممّا ذكره كتشويان في المقابلة مع "وطن أمروز": "تشير مناقشة الهوية عادة إلى شخصية الشخص وخصائصه الداخلية، وطبعا لا أقصد فصل الفرد عن القضايا الاجتماعية...لذلك أعتقد أننا أمام عنصرين جديدين بعد عملية طوفان الأقصى. أحد العناصر هو العنصر الذي نشير إليه بـ "الهوية الاجتماعية"، والعنصر الآخر هو "العنصر الفني". صحيح أن ما جعل هذه العملية ممكنة من الناحية الواقعية والعملية هو وجود "رجل جديد" و"هوية جديدة" وسلسلة من الخصائص الروحية والنفسية والعقلية المختلفة والمتميزة في القوات الفلسطينية، لكن لا ينبغي إغفال عنصر الأدوات والقدرات التقنية أيضًا".
الضربة الاقتصادية التي تلقّتها واشنطن و"إسرائيل" في حرب غزة
أمّا صحيفة "جام جم" فقد كتبت: "أدت المعركة غير المتكافئة التي يشنها نظام الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة وإطالة أمد الحرب، إلى خفض الدعم المالي المقدم من الولايات المتحدة وحلفائها تدريجيًا وجعل النظام الصهيوني الغاصب أكثر عرضة للخطر، حيث أصبحت تكلفة كل يوم تكلفة الحرب بالنسبة إلى المحتلين أكثر من مليون دولار، ومن الممكن بالنسبة إلى أمريكا، وهي أكبر بنك مدين في العالم، أن الدعم المالي لحرب غزة لن يكون إنجازًا طويل الأمد، لأن العالم الرأسمالي يبحث دائمًا عن الربح والمنافع ولا يتحمل العواقب الاقتصادية السيئة، في حين أن الشعب ودافعي الضرائب في أوروبا وأميركا على وجه الخصوص يرون دفع ثمن الحرب في غزة ضريبة لهم لنظام الاحتلال، الأمر الذي أثار غضبهم. "وأضافت:" الآن ارتفع حجم الديون الأمريكية إلى أكثر من 15 ألف مليار دولار، منها أكثر من 55% لدول أجنبية، ونحو 4 أو 5% منها في أيدي إدارات ومؤسسات ووزارات الولايات المتحدة،هذه الأمور تشير إلى زيادة الفقر والبطالة والتشرد والانتحار والهجرة والفجوة الطبقية".
وتابعت أن: "تأثير مضيق باب المندب على الاقتصاد العالمي أصبح الآن واضحًا، ولا يمكن تجاهل تأثير المناطق البحرية الاستراتيجية على العالم والاقتصادات الغربية...هذه القضايا يمكن أن يكون لها تأثير كبير في توفير الأمن التجاري الدولي بما يتماشى مع اهتمامات الدول الأوروبية والأمريكية. وإلى جانب تأثيره السياسي، فإنّ مضيق باب المندب له أهمية جغرافية كبيرة جدًا، حيث يعدّ ثاني أهم مضيق في العالم بعد قناة السويس، لأنه نقطة الوصل بين بلدان البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ربط جنوب غرب آسيا بشرق أفريقيا وأوروبا؛ ومع هيمنة الحوثيين اليمنيين على المضيق وتحركاتهم ضد سفن النظام الصهيوني، أصبحت الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لمضيق باب المندب أكثر وضوحا، وتكمن أهميته في أن نحو 25 ألف سفينة تمر فيه سنويا، وهو ما يشكل 7% من حركة الملاحة العالمية، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 5 و 6 بالمئة من إنتاج العالم من النفط، أي نحو أربعة ملايين طن يوميا، يمر عبر هذا المضيق إلى قناة السويس ومنها إلى بقية دول العالم".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024