الخليج والعالم
أميركا تعلن بدء سحب قواتها من سوريا
زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في سوريا خلال فترة رئاسته يكمن في هزيمة "داعش"، معتبراً أن هذا الهدف قد تم تحقيقه.
وقال ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "إننا هزمنا داعش في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لاستمرار وجودنا هناك خلال فترة رئاستي".
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول عسكري قوله إن إدارة ترامب قررت (أمس) الثلاثاء سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، على أن ينفّذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن.
مسؤول أميركي تحدّث عن إجلاء كل موظفي وزارة الخارجية الأميركية من سوريا خلال 24 ساعة.
المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز ادّعت في بيان بأن الولايات المتحدة "ألحقت الهزيمة بداعش" في سوريا. قائلة: "لقد بدأنا بإعادة القوات الإميركية لبلادنا في سياق التحوّل إلى الوجه الآخر من الحملة (ضد داعش)".
وأردفت أن "الولايات المتحدة وحلفاءنا جاهزون لإعادة انخراطهم على المستويات كافة للدفاع عن المصالح الأميركية أينما تطلّب الأمر، مؤكدة "مواصلة العمل سوية لحرمان الإرهابيين من أرضية ارتكاز وتمويل ذاتي وتأييد واي وسائل لاختراق حدودنا"، على حدّ تعبيرها.
مسؤول أميركي أوضح أنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سوريا بين 60 و100 يوماً.
بالتوازي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار الانسحاب الرسمي من سوريا اتخذ اليوم لكن قيادات البنتاغون تسعى لثني ترامب عن ذلك. وأضافت أن "ترامب حذّر قياداته العسكرية من الغزو التركي للشمال السوري لما له من مخاطر على القوات الأميركية".
موسكو تدعو للحذر من حيلة أميركية
وفي أول تعليق روسي، أعلنت وزارة الخارجية أن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا يفتح آفاقا للتسوية السياسية في هذا البلد.
وأعربت الوزارة عن قناعة موسكو بأن القرار الأمريكي بسحب القوات سيؤثر إيجابا على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وإيجابا أيضا على الوضع في منطقة التنف الحدودية. بين سوريا والأردن.
ويحسب الخارجية الروسية، فإن الولايات المتحدة بدأت تدرك بأن معارضتها للجهود التي تبذلها الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا، تركيا، إيران) في سوريا تضر بالمصالح الأمريكية عينها.
وبدوره، حذر رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب (الدوما) الروسي فلاديمير شامانوف، من "الاسترخاء" بعد توجيه ترامب بالبدء في سحب القوات الأمريكية من سوريا. وفي تصريح صحفي، قال شامانوف: "هناك مثل يقول: نعيش أطول ونرى أكثر، وذلك أن الأمريكيين لا ينسحبون أبدا من مواقع سبق أن احتلوها، ويبتكرون حيلا ما للبقاء".
وذكّر البرلماني بأن لروسيا وحلفائها تجارب سابقة مع الأميركيين بسوريا" في هذا المجال.
وأشار شامانوف إلى أنه "من الناحية الجيوستراتيجية فإن خطط الولايات المتحدة والتحالف باءت بالفشل، والفضل الأول في ذلك يعود إلى جهود القوات الجوفضائية الروسية وقيادتنا السياسية في التعاون مع تركيا وإيران"، مضيفا: "أما الآن فقرروا (الأمريكيون) اللجوء إلى هذه الحيلة، لتجنب نهاية مخزية".
بريطانيا تعارض
من جهته، قال وزير الحرب البريطاني غافين وليامسون إن "بريطانيا تعارض الخطوة الأميركية بسحب قواتها من سوريا، كما تختلف بشدة مع حديث ترامب عن هزيمة داعش في سوريا".
"قسد": الانسحاب الأمريكي طعنة في الظهر
في غضون ذلك، وصفت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا بأنه يشكل "طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"، على حدّ تعبيرها.
وأفاد ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" نقلا عن مصادر وصفها بـ"الموثوقة"، بأن "جهات قيادية في "قسد" اعتبرت انسحاب القوات الأمريكية في حال تحقق، خنجرا في ظهر وحدات حماية الشعب الكردية".
وأوضحت المصادر أن الخطوة الأمريكية "تتناقض مع الواقع"، حيث وصلت تعزيزات خلال الـ48 ساعة الأخيرة إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024