معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الحرب على غزة أكبر تهديد للسلام العالمي
11/12/2023

الصحف الإيرانية: الحرب على غزة أكبر تهديد للسلام العالمي

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين 11 كانون الأول 2023، التطورات المتعلّقة بفلسطين وإيران، وعرضت في تحليلاتها الناقدة للفيتو الأميركي الذي شكّل "اليد التي منعت وقف الحرب" في غزة، إضافة إلى تحليلات أخرى حول عدم جدوى المنظمات الدولية في ظل الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة. أما في ما يرتبط بإيران، فقد تابعت الصحف الإيرانية قضية الفساد الذي تجاوزت السرقة فيه المليار دولار، في ما سُمي بقضية "الشاي المستورد".

مواجهة الفساد سمة الحكومة الحالية

في هذا السياق، كتبت صحيفة "إيران": "لقد كان الإصلاح ومنع الفساد أحد أهم البرامج الانتخابية للسيد إبراهيم رئيسي، والآن، بعد أكثر من عامين من تولي الحكومة الثالثة عشرة، يمكن تقييم اتجاه محاربة الفساد المتنامي؛ حيث لم يكن هذا الأمر مرتبطًا فقط بأيام الانتخابات الرئاسية؛ لقد أظهر السيد رئيسي، منذ أن كان رئيسًا للنظام القضائي في البلاد، أنّ "مكافحة الفساد" في الأساس ليست مجرد شعار".

وأضافت: "ذكر رئيسي، في إحدى خطاباته خلال توليه منصب رئيس السلطة القضائية، أن إحدى أهم مشكلات الشعب تتعلق بالفساد...ونتيجة لذلك، اختار الشعب الإيراني أيضًا السيد إبراهيم رئيسي رئيسًا للحكومة الثالثة عشرة، وطالبه بوضع حلول إيجابية لإصلاح آليات الفساد في السلطة التنفيذية على رأس الأولويات للحكومة الـ13. وخلال عامين من حكومة الشعب، اُتخذت إجراءات نادرة لتلبية هذا المطلب العام، لكن تحديد العملاء الفاسدين لشركة "دبش" للشاي والتعامل معهم هو أحدث الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمكافحة الفساد".

أكبر تهديد للسلام العالمي

في سياق متابعة العدوان الصهيوني على غزة، كتبت "وطن أمروز" تقول: "إن الإجراء الأخير الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة لحماية "السلام" في العالم لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمم المتحدة، ووفقًا للمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، ذكر أنطونيو غوتيريش في رسالة إلى مجلس الأمن أن الوضع في غزة يهدّد السلم والأمن الدوليين، ويجب على أعضاء المجلس أو المجلس نفسه التحقيق في هذا التهديد... ومع ذلك، حتى في هذا السياق، شهدنا استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار وقف إطلاق النار الفوري في غزة، والآن أصبحت المشاركة المباشرة والمطلقة للولايات المتحدة في الإبادة الجماعية للفلسطينيين أكثر وضوحًا للعالم".

وأضافت: "وبعيدًا عما حدث في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنّ السؤال الأساسي هو: ما هي العوامل والسياقات التي أدت إلى قرار الأمين العام للأمم المتحدة بعقد اجتماع استثنائي في مجلس الأمن؟ إن حقيقة خروج الناس إلى الشوارع، في خمس قارات من العالم، وإدانة الجرائم والأفعال الوحشية والمجنونة التي يرتكبها النظام الإرهابي الصهيوني في القصف الوحشي لشعب غزة المضطهد والأعزل هي شهادة عظيمة لغوتيريش في استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة".

وتابعت "وطن أمروز": "نظام مزيف ذو نهج فرعوني ذبح 18 ألف طفل وامرأة، وسجن مليونين و300 ألف إنسان في سجون غزة المفتوحة، والباقون في سجون مغلقة، مع التعذيب النفسي والجسدي؛ في حين أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا يفعل شيئًا لمنع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، فإنّ ذلك قد شكّك في الفلسفة الوجودية لهذه المنظمة الدولية. فقد انتهك النظام الصهيوني أكثر من 500 قرار من قرارات الأمم المتحدة، ويواصل جرائمه في ظل الفيتو الأميركي والبريطاني، لقد تكررت هذه الحلقة المفرغة لسنوات عديدة وما تزال مستمرة حتى الآن...".

وأردفت: "واليوم؛ يقف نظام الاحتلال الصهيوني في طليعة من يهدد السلام العالمي بالبلطجة، من خلال 200 رأس نووي في الأراضي المحتلة، منحته الجرأة على تهديد جيرانه ومعارضة الدول بالأسلحة النووية. في المقابل، التزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصمت أمام التهديدات النووية الواضحة لهذا النظام المحتل ضد الفلسطينيين، ويواصل رافائيل غروسي مديرها العام المرتزق انتقاد إيران التي أعلنت أنها لن تتجه أبدًا نحو إنتاج القنبلة الذرية، وقدمت كل تسهيلاتها للوكالة للتحقق منها، وبالفعل، كيف يمكن تبرير كل هذه التناقضات والتعددية في المؤسسات الدولية ظاهريًا مثل الوكالة؟".

القرارات المجنونة ومعوقاتها
أما صحيفة "جام جم" فقد كتبت: "إن تهجير الفلسطينيين وسكان غزة هو جزء من الأهداف المتنوعة والمتغيرة باستمرار التي حددها الصهاينة لعملياتهم في غزة. لكن، كما تغيرت الأهداف العامة للكيان الصهيوني بشكل مستمر منذ بداية الحرب، فإنّ الأهداف الجزئية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بتهجير الفلسطينيين، شهدت تغييرات، وهذا يدل على أن وجهات النظر التي أعلنها النظام الصهيوني بشأن تهجير سكان غزة تتأثر بالأوضاع التي تعيشها "إسرائيل" من معادلات عسكرية وسياسية ودولية".

وأضافت: "يرى أغلب الخبراء والمحلّلين أن التغيرات المتكرّرة في الأهداف والغايات التي يعلنها النظام الصهيوني سببها فوضى وتشتت وارتباك في اتخاذ القرار واختيار الأهداف، وهناك تردد خاص ومميز يحكم القرار عند الصهاينة، إن هذا الالتباس شديد لدرجة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد الصهاينة علنًا لعدم وضوح خطتهم لمستقبل حرب غزة".

وتابعت "جام جم": "لقد سعى الصهاينة، في حساباتهم وأحلامهم، إلى إخراج جميع أهل غزة من منازلهم، لكنهم واجهوا عدة عقبات كبيرة في هذا المجال, وبناء على ذلك، فإنهم يغيّرون خططهم الأولية باستمرار، والعائق الأول هو عدم رغبة أي دولة في الاحتفاظ بهذه الفئة المتضررة، خاصة وأن الدول العربية الرجعية تخشى أن يؤدي وجود هذه الفئة من السكان في بلادها إلى تكوين النواة الأولية للثورة ضد حكومة ذلك البلد".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم