الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: اليمن يهدّد المصالح الاستراتيجية للكيان وشركائه
سلّطت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء (6/12/2023)، الضوء على الموازنة الجديدة المقدّمة من الحكومة الإيرانية لمجلس الشورى الإسلامي، مشيرة كذلك إلى بعض الموضوعات المتعلقة بالحرب الصهيونية على غزة والجبهات المشتعلة في جنوب لبنان واليمن.
يأس البيت الأبيض من أنصار الله
في هذا السياق، كتبت صحيفة "إيران": "بعد الفشل والضعف في التعامل مع استراتيجيات المقاومة اليمنية، قرّرت الولايات المتحدة استخدام قدراتها الإقليمية في حملة مواجهة هذه المقاومة عبر إطلاق تكتيك بناء التحالفات لضمان الأمن في البحر الأحمر ووضع غطاء حوله". وأضافت أنّ: "واشنطن لم ترَ قرار اليمنيين بمهاجمة المواقع الأميركية فعالًا للغاية، إلا أن هذا الإجراء -أمس- جعل البيت الأبيض يتلقى رسالة التحذير من اليمن بجدية، الأمر الذي أكد أن مستويات التهديد من اليمن أوسع بكثير من التقديرات الاستخباراتية والقتالية للاستراتيجيين الغربيين والأميركيين".
الصحيفة ذكرت أنّ: "القوات المسلحة اليمنية استهدفت مرارًا وتكرارًا ميناء إيلات المحتل جنوب الأراضي الفلسطينية بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ، وبناء على ذلك حاولت الولايات المتحدة إخفاء القوة الداخلية للمقاومة اليمنية باتهامها داعمي اليمن، بما في ذلك إيران، كما صنّفت المقاومة اليمنية تهديدًا إقليميًا، وفعّلت التحذيرات في دول المنطقة في مقابل اليمن".
وأشارت الصحيفة إلى أن الكيان الصهيوني: "يحاول التوافق مع بعض الدول ضد اليمن، مثل الولايات المتحدة"، موضحًا أن""تل أبيب" طلبت من بريطانيا واليابان تشكيل مجموعة بحرية لضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب". ولفتت إلى أن: "الجهد الجديد الذي تبذله الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة يظهر أن مسؤولي البيت الأبيض غير قادرين على حل المشكلة القائمة، فقد مدوا يد العون لحلفائهم من أجل التخلص من الهجمات الواسعة النطاق التي شنتها جبهات المقاومة ضد الكيان الصهيوني وقاعدته العسكرية، والآن تُعدّ المقاومة اليمنية تهديدًا حقيقيًا للمصالح الاستراتيجية للكيان الصهيوني وشركائه الغربيين".
وفي سياق متصل، قال سفير إيران السابق في الكويت سيد رضا ميرابيان، في مقابلة مع صحيفة "قدس"، إن "المسؤولين اليمنيين أعلنوا رسميًا للولايات المتحدة، في الأيام الأخيرة، أنه لا ينبغي أن تتحدثوا إلينا بلغة التهديد، لأن اليمن لن يكون كما كان في الماضي، فلو كان اليمنيون يخافون من هذه التهديدات لما قاموا بمثل هذه الإجراءات منذ البداية".
وأضاف ميرابيان: "خلال السنوات السبع من الحرب التي خاضوها مع التحالف الذي تقوده السعودية، أظهر اليمنيون عمليًا قوتهم القتالية ونجحوا في إجبار قوات التحالف المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا على قبول السلام والهزيمة، لذلك فإنّ التهديدات لن تتمكّن أبدًا من أن تشكّل عائقًا أمام العملية التي اتخذها اليمنيون ضد جرائم "إسرائيل" في غزة".
وأشار ميرابيان إلى: "تصريحات قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي، والذي قال: "طالما استمرّ العدوان الإسرائيلي على غزة، فإنّ تصرفات اليمنيين ستستمر، وإن رد فعل اليمنيين سيكون على قاعدة أن جميع سفن الكيان الصهيوني أو السفن التي تتحرك من الأراضي المحتلة وإليها ستكون مهدّدة من القوات اليمنية"، لافتًا إلى أن: "أخبارًا، نشرت في الأيام الأخيرة، تفيد أن مؤسسة الموانئ "الإسرائيلية" قرّرت تغيير مسار الشحن الخاص بها، الأمر الذي يدفعنا إلى متابعة هذه الأخبار بعناية؛ لأن هناك تاريخًا من المحاولات الإسرائيلية لخداع القوات اليمنية من خلال نشر أخبار كاذبة".
الخطة الجديدة لـ"إسرائيل"
بدورها، تحدثت صحيفة "جام جم"عن الانحياز الدولي للكيان الصهيوني، في مختلف القضايا الدولية، ومنها قضية الانتشار النووي، وقالت: "لا شيء من الأعمال التدميرية التي يقوم بها الكيان الصهيوني المزيّف قد حرّك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإعلان إدانتها له، مثل رفض الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وحيازة رأس حربي نووي، والتهديد العلني للحكومة الإيرانية وشعب غزة المضطهد بهجوم نووي، واستخدام القنابل الفسفورية ضد المدنيين". وأضافت: "لم تثر هذه الأمور جميعها حفيظة رافائيل غروسي (المدير العام للوكالة الدولية) للتعبير عن احتجاجه على الأنشطة والمنشآت النووية للكيان الصهيوني، والذي لا يخضع للضمانات ويعدّ تهديدًا محتملًا ودائمًا للمجتمع الدولي، لكن غروسي كرر في تصريحاته الأخيرة اتهاماته ضد إيران، وطالب العالم بتحويل اهتمامه من حرب غزة إلى البرنامج النووي الإيراني".
وتابعت الصحيفة: "من دون النظر إلى وضع هذه التصريحات من الناحية القانونية، فشل غروسي في الحفاظ على حياده في هذا الصدد وظهر شريكًا جديًا للصهاينة في جرائم غزة، ويواصل تصريحاته المنحازة في ما يتعلق بالأنشطة النووية لإيران، بغض النظر عن ترحيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي مفاوضات في هذا المجال، وانسحاب الجانب الأميركي رسميًا من خطة العمل الشاملة المشتركة، خلافًا لالتزاماته الدولية".
وختمت الصحيفة قائلة: "ممّا لا شك فيه أنّ هذه التحركات تنبع من خوف الولايات المتحدة وقادة الكيان الصهيوني من اهتمام الرأي العام العالمي بالقضية الفلسطينية وإدانة جرائم الصهاينة في الضفة الغربية. فقد تعرض كيان قتل الأطفال لفشل لا يمكن إصلاحه بعد عملية طوفان الأقصى، والظاهر أن هذا الكيان أوكل جزءًا من هذه المهمة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعويض خيبته".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024