معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيان العدو والرهان على الغطاء الأميركي.. مصلحة واشنطن أولى
30/11/2023

كيان العدو والرهان على الغطاء الأميركي.. مصلحة واشنطن أولى

كتب الكولونيل الأميركي المتقاعد المعروف دوغلاس ماكغريغور مقالة، نُشرت في مجلة "أميركان كونسرفاتيف"، قال فيها: إن السؤال المطروح حول الحرب في قطاع غزة هو ما إذا كانت هذه الحرب مجرد عبارة عن رد فعل من دون وجود هدف سياسي قابل للتحقيق غير العنف "الذي يدمّر القطاع ويطرد سكانه العرب". 

وأوضح الكولونيل بأنّ السؤال بالتحديد هو ما إذا كانت "إسرائيل" تريد إقامة دولة "خالية من العرب" تمتد من نهر الأردن إلى المتوسط؟

وأضاف الكاتب بأنه؛ إذا ما كانت "إسرائيل" تعمل بالفعل على مثل هكذا مشروع، فإنّ الشرق الأوسط في طريقه إلى حرب اختارتها "إسرائيل"، والتي ستحكم استمرار وجودها ومدى النفوذ الأميركي الاستراتيجي المستقبلي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، مضيفًا :"ذلك يفيد بأنّ الحرب الإقليمية التي ستترتب على إثر ذلك ستكون من أجل القوة وليس من أجل "الأخلاقيات".

وتابع الكاتب - الذي يُعد من أشهر المفكرين العسكريين الأميركيين ومن الداعمين للكيان الصهيوني - بأنّ "إسرائيل" ستكون مضطرة إلى تحويل مجتمعها إلى قلعة محصنة بالسلاح قادرة على الصمود أمام حصار طويل ومدمر. وبينما يشير إلى أن الإسرائيليين يدركون منذ نشوئها أن "دولة يهودية في الشرق الأوسط لا يمكن استمرارها إلا عبر قوة السلاح"، أردف يقول بأنّ التحول إلى قلعة هو شيء جديد.. إنّما سيحول "إسرائيل" إلى سفينة حربية لها هامش مناورة ضيق جدًا.

وقال الكاتب إن السفن الحربية تحاول، بشكل أساس في السلم والحرب، البقاء على سطح المياه، وإن القيام بذلك في منطقة "معادية للدولة اليهودية" يتطلب من "إسرائيل" أن تجري مقارنة بين ما يمكن تحقيقه عبر القوة العسكرية - بما في ذلك القوة العسكرية الأميركية- وما يمكن أن تخسره على صعيد دعم الرأي العام. وأضاف بأنّ حال التطرف في الرأي العام الإسرائيلي قد تؤدى إلى سيناريو "السفينة الحربية"، وذلك في ظل المشاعر الناتجة عن عملية "طوفان الأقصى"؛ محذرًا من أن السماح للعواطف والتطرف الناتج عنها بتقرير مسار الحرب قد يكون كارثيًا.

أما إذا كانت "إسرائيل" لا تريد خيار "القلعة"؛ يقول الكاتب إنّ عليها أن تنهي النزاع عبر السبل الدبلوماسية أو السياسية. وبينما رأى أن هذا الخيار يبدو غير وارد في الوقت الراهن، أكد ضرورة ألا يستبعد الإسرائيليون إمكان الحل بالمطلق.

وأشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد يرفض ذلك، وفي حين رأى أن واشنطن ستدعم بشكل غير مشروط سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها في غزة، والتي قد ينتهجها ضد أي طرف آخر في المنطقة، نبّه إلى أن واشنطن ما تزال تستجيب للتحولات الكبيرة في الرأي العام الأميركي. 

وتحدث، في هذا الصدد، عن استياء الناخبين الأميركيين من التدخلات "الفاشلة" في الشرق الأوسط، وكذلك تحدث عن تنامي المعارضة لسلوك "إسرائيل" في غزة. ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بضمان استمرار وجود "إسرائيل"، مشدّدًا على أن المصلحة الأميركية دائمًا لا تقتضي دعم الممارسات التي يعدّها العالم إبادة جماعية أو تطهيرًا عرقيًأ أو انتهاكًا للقانون الدولي. 

كما أضاف بأنه، وبينما لم ينس الأميركيون الهجمات التي نفذتها حماس، إلا أنهم "مرعوبون" ممّا نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن أن عدد الضحايا من غير المحاربين في غزة، خلال الشهرين الماضيين، ربما تخطى عدد الضحايا المدنيين في أوكرانيا على مدار ثمانية عشر شهرًا.

ولفت الكاتب إلى أن تدمير المنازل والضحايا الأطفال لا يراه غالبية الأميركيين "دفاعًا عن النفس". وأردف بأنه ليس سرًا أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدف في النهاية إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.

وإذ لفت عمّا أسماه "إبادة جماعية" بحق اليهود ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، قال إن هذه التجربة لا تعطي الحق بالعقاب الجماعي ضد سكان غزة. كما نبّه من أن تزايد عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين يصعّب على البيت الأبيض الاستمرار في دعم سياسة "إسرائيل" بطرد السكان العرب من غزة.

وتابع الكاتب بأنه من الصعب ان تنجح تجربة "القلعة المحصنة بالسلاح" كون البقاء هو الأولوية لـ"إسرائيل"، مشيرًا في هذا السياق إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي هو أصلًا هش. كما نبّه من أن "دولة "إسرائيل" ستنهار من الداخل" في حال لم تقدم واشنطن دعمًا ماليًا لها.

وفي الختام قال الكاتب إن الرئيس الأوكراني فلودومير زلينسكي كان يصدّق الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبورغ عندما وعداه مرارًا بأن الدعم من أميركا وحلفائها سيضمن نصر أوكرانيا ضد روسيا. إلا أنه أكد أن مستقبل أوكرانيا بات مرهونًا الآن بالقرارات التي تتخذها موسكو، وليس واشنطن أو بروكسل، فبرأيه من الضروري أن يأخذ نتنياهو عبرةً من ذلك.
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم