معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الأداء الإعلامي للمقاومة الفلسطينية أسهم بتحقيق انتصارها على العدو
29/11/2023

الصحف الإيرانية: الأداء الإعلامي للمقاومة الفلسطينية أسهم بتحقيق انتصارها على العدو

سلّطت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء (29/11/2023)، الضوء على تحليلات الأوضاع في فلسطين المحتلة وحال الهدنة وإطلاق سراح الأسرى المتبادل، فيما ركزت على خطاب آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي أمام وفد من القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني.

"الناس" هزموا "إسرائيل"

في هذا السياق، رأى المحلّل الإيراني جواد منصوري، في مقالة نشرتها صحيفة "جام جم"، أن: "أميركا وأوروبا قدمتا بشكل مشترك أقصى قدر من التسهيلات لكيان العدو خلال هذه المرحلة، فلا يمكن أن نجد أي رد سلبي من الطرفين على أي من مطالب الكيان في الآونة الأخيرة، الأمر الذي دفع بعض الأميركيين إلى الاعتراض على المبالغ الضخمة التي خصّصتها واشنطن لـ"تل أبيب""، موضحًا أن: "هذا الاستثمار الضخم لم يكن من دون سبب، بل كان وراءه الفوائد الكبيرة التي حقّقها الكيان لكل من أميركا وأوروبا".

منصوري ذكّر بأنّ: "الرئيس الأميركي جو بايدن قال في وقت سابق: "لو لم تكن "إسرائيل" موجودة لكان علينا إيجادها لحماية مصالحنا في المنطقة""، فبرأي منصوري أنّ: "الضربة التي تلقاها الكيان الصهيوني، في ذلك اليوم التاريخي - يوم عملية "طوفان الأقصى- هي ضربة وجهت لمشروع الغرب بأكمله الذي دام 120 عامًا، ما جعل القضية الفلسطينية قضية مرتبطة بالهيكل الدولي برمته".

وقال: "على الرغم من أن "إسرائيل" تمكّنت من هزيمة جميع الجيوش العربية في 6 أيام، إلا أنها وفي غضون حوالي 50 يومًا عجزت عن هزيمة حركة مقاومة شعبية عفوية. لكن الأهم من ذلك والحدث غير المتوقع الذي صدم حقًا العالم وكان أمرًا مثيرا للإعجاب، هو المظاهرات غير المسبوقة والواسعة النطاق التي شهدتها أوروبا وأميركا، فضلًا عن التجمعات الكبيرة في الدول الإسلامية، الأمر الذي حيّر سلطات الدول الغربية التي اضطرت إلى تغيير آرائها نسبيًا".

أبعاد إطلاق الأسرى

بدورها، تحدثت صحيفة "قدس" عن الأبعاد المهمة لانتصار المقاومة الفلسطينية في حرب الـ 49 يومًا على غزة، مشيرة إلى أن: "المعركة الإعلامية ونجاح حماس في سرد الرواية ونقل الصورة وانعكاس وقائع المعركة من خلال كاميرات إعلام المقاومة جذب انتباه العالم، منذ بداية "طوفان الأقصى"، وأنهى الحرب النفسية التي يشنها العدو".

وتابعت أن: "إثارة الرأي العام في الأراضي المحتلة ضد نتنياهو (رئيس حكومة العدو)، وتوجيه الرأي العام الفلسطيني والدولي الداعم للمقاومة، وإنتاج مقاطع إعلامية مؤثرة في ساحة المعركة دمرت معنويات جنود العدو، وأعطت الأمل لأنصار المقاومة؛ هذه الأمور لم تكن خدعة، بل كانت جزءًا من هذا الانتصار".

الصحيفة رأت أن: "هذا النوع من الأداء أفشل الخط الإخباري المنظم والمُدار للمحور الإسرائيلي الغربي، في القمع وتغيير أدوار الظالم والمظلوم في العلاقة بين الصهاينة وحماس وتشبيه المقاومة بالحركة المتطرفة، ووصل قمع المحتلين إلى حد منع أسراهم المفرج عنهم حديثًا من إجراء مقابلات إعلامية". وقالت: "على الرغم من كل هذه الاعتقالات والرقابة على الأخبار من "تل أبيب"، والتي تجري بهدف الحفاظ على معنويات المجتمع المنقسم والجنود على جبهة الحرب، يبدو أن الصهاينة قد وقعوا في الفخ، خصوصًا بعد نشر مشاهد إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، والتي أظهرتهم بمزاج جيد ووداع حار لمجاهدي القسام، وأظهرت السلوك الإسلامي للمقاومين أمام العالم، بالإضافة إلى رسالة الوداع التي كتبتها أسيرة صهيونية لقادة الكتائب، والتي شكرتهم فيها على التصرف الإنساني الخارق الذي أبدوه تجاهها وتجاه ابنتها".

كساد سوق الكاذبين في إيران

تناولت صحيفة " همشهري" تداعيات الهزيمة الصهيونية في غزة على الأوضاع الإيرانية، وقالت إن: "الأزمات العديدة التي يواجهها الكيان الصهيوني في مواجهة التطورات السياسية الجارية في الأراضي المحتلة، قد استحوذت أيضًا على التيارات المناهضة للثورة الإسلامية وأذرعها الإعلامية"، مضيفًة: "يبدو أن انشغالات "تل أبيب" الكثيرة هذه الأيام قد أوقعت التيارات المعارضة في مأزق، ففي ظل مرور حوالي 53 يومًا على حرب غزة وتورط الكيان في أزمات عديدة في مختلف المجالات، تظهر الاستطلاعات خلال الشهرين الأخيرين أنه كلما بقي "رب العمل" عالقًا في مستنقع غزة تباطأت أعمال التيارات الأجنبية المضادة للثورة بسبب انتهاء الدعم المالي لها".

وتابعت الصحيفة: "على الرغم من أن انتهاء فتنة الخريف الماضي كان أكبر فشل لمعارضي الثورة، إلا أنهم لم يتوقفوا عن خلق مشاكل في البلاد بعد أن هدأت نار الاضطرابات، فخلال المرحلة الماضية شهدنا العديد من المشاريع الهدامة التي حاولوا افتعالها، والتي لم تصل إلى أي نتيجة وكانت بمثابة منصة لاستمرار مثل هذه الحركات التي تفتعل الاضطرابات".

ورأت الصحيفة أنه: "بعد بدء الحرب في الأراضي المحتلة، توقف قطار إثارة المشاكل للمعارضين، والسبب الرئيسي لذلك هو تورط الكيان الصهيوني كونه الداعم المالي واللوجستي الرئيسي لهذه القنوات. وعلى هذا الأساس، فإنّ التطورات الفضائية القليلة التي قامت بها القنوات المضادة للثورة قوبلت أيضًا بالتجاهل المطلق من المجتمع".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم