الخليج والعالم
انتصار المُقاومة في غزّة محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركزّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 26 تشرين الثاني 2023 على موضوع انتصار المقاومة في غزة وتجلي هذا الانتصار في إطلاق سراح الأسرى، كما ركزت على المساعي الدبلوماسية الدائمة والنشطة من أجل استمرار وقف إطلاق النار في غزة، والأوضاع المضطربة في الداخل الصهيوني.
وقف الحرب هي النقطة المميتة لنتنياهو
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "إيران": "تقريبًا إن كل الخبراء والمحلّلين والمراقبين ووسائل الإعلام متفقون على أن الضحية الأكبر لعملية طوفان الأقصى هو بنيامين نتنياهو، وعاجلاً أم آجلاً سيرحل ولن تكون مغادرته مؤقتة، بل سيترك المشهد السياسي إلىى الأبد".
وأضافت: "إن رئيس وزراء النظام الصهيوني عالق في المستنقع، فمن ناحية، يواجه هجمات واحتجاجات يومية من عائلات الأسرى والمستوطنين الآخرين، وفي الوقت نفسه، مارس الرأي العام العالمي ضغوطًا جدية على نتنياهو، وفي هذه الأثناء حاولت بعض الحكومات خفض مستوى العلاقات أو حتى قطع العلاقات مع "تل أبيب"، هذا بالإضافة إلى أن بعض الدول التي تدعم النظام الصهيوني، بالإضافة إلى ذلك، وصلت الفجوة السياسية والأمنية في حكومة نتنياهو إلى ذروتها.. وفي هذا الصدد، تقدر بعض الشخصيات المقربة من رئيس وزراء النظام الصهيوني أنه تماشياً مع الضغوط الدولية على هذا النظام لوقف الحرب، ستحاول "حماس" تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم، ولذلك طلبت هذه المصادر من نتنياهو الانسحاب من النشاط السياسي قبل بدء التظاهرات ضده.. وبناء على تقييمات دوائر النظام الصهيوني، فإن "حماس" ستطلق خطة إعلامية واسعة بمشاركة وسائل الإعلام العالمية، وخاصة الأمريكية، التي ستتم دعوتها إلى قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، وبعد نشر صور صادمة للأحداث التي شهدها قطاع غزة، ومن خلال هذه الوسائل الإعلامية، سيتعرض النظام الصهيوني لضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب على غزة".
وفي الإطار نفسه كتبت صحيفة "جام جم": "يعلم نتنياهو أنه إذا تم تنفيذ وقف دائم أو طويل الأمد لإطلاق النار، فإن وقت موته السياسي، بل وحتى موته الحقيقي، قد حان، لأنه ليس له مكان في المستقبل السياسي للنظام الصهيوني، وقد يُدان أيضًا بارتكاب جريمة، وعليه، لا بد من القول إنه سواء واصل نتنياهو حرب غزة أو قبل بوقف دائم لإطلاق النار، فإن المستقبل سيكون مظلماً للغاية له".
الدبلوماسية الإيرانية خلال وقف إطلاق النار
من جهتها كتبت صحيفة "قدس": "إن جمهورية إيران الإسلامية هي أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، والتي اعتمدت على الدبلوماسية الكلاسيكية والإنسانية وقامت بإجراءات دبلوماسية أدت في النهاية إلى وقف إطلاق النار أو وقف إنساني للحرب، إن التدابير مثل اقتراح عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي أو اجتماع مجموعة البريكس كانت بمثابة إجراءين مهمين فيما يتعلق بغزة، وكلاهما تم اتخاذه بمبادرة من جهاز الدبلوماسية العامة في إيران.. وبحسب بعض المختصين في العلاقات الدولية فإن مجموعة البريكس كقوة اقتصادية ناشئة حديثًا في العالم يمكن أن تكون فعالة في وقف الحرب، إن حل الوقف الجدي والوقف الكامل لإطلاق النار يرتكز على محور التفاعلات الدبلوماسية على المحور الاقتصادي؛ أي أن ما يجعل النظام الصهيوني يتوقف في غزة ويكون الخاسر الرئيسي في الحرب، هو التقييد والحظر على الطاقة وعلاقات الطاقة من قبل الدول المختلفة، ومن المقرر أن يعقد الزعماء الرئيسيون لمجموعة البريكس اجتماعات من المأمول أن تؤدي إلى تغييرات في التفاعلات الاقتصادية مع النظام الإسرائيلي".
الاضطرابات الصهيونية
أما صحيفة "همشهري" فكتبت اليوم: "لم تعد أمام نتنياهو خيارات أخرى بعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت؛ ألا أحد خيارين، الأول هو القبول بوقف دائم لإطلاق النار، وفي هذه الحالة ستكون له هزيمة كبيرة، والأزمة الداخلية الصهيونية ستنفجر أمامه، والخيار الثاني هو أن يواصل نتنياهو الهجمات على غزة، وفي هذه الحالة سيصبح مكروهاً أكثر، كما ستوضع المعادلات الإقليمية في اتجاه جديد؛ وهي عملية أعتقد أنها تعرض وجود هذا النظام للخطر أكثر من ذي قبل".
وأضافت "بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أيضًا ملاحظة الافتقار إلى الحافز لدى جنود الجيش الصهيوني، وهذا الأمر من التحديات الجدية التي تواجه مسؤولي هذا النظام، في الواقع، وبالنظر إلى مثل هذه الحالات، يمكن اعتبار وقف إطلاق النار الأخير فشلاً استراتيجياً لنتنياهو وأنصاره".
واضافت "في الأيام الأولى للحرب، ادعى رئيس وزراء الكيان الصهيوني أنه ينوي تدمير "حماس"، لكننا اليوم نشهد اليد العليا لـ"حماس" في معادلات ساحة المعركة، وجبهة المقاومة الفلسطينية هي التي فرضت شروطها على العدو؛ وفي الوقت نفسه، لا ينبغي تجاهل الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها "تل أبيب"، حيث ينفق الصهاينة حوالى 250 مليون دولار يومياً على الحرب؛ هذا في حين تحمل الأميركيون جزءاً كبيراً من تكاليف هذه الحرب، ومن ناحية أخرى، لم يعد هناك شيء اسمه "إسرائيل الآمنة"، وفي مثل هذه الحالة، تتلخص ذروة فضيحة النظام الصهيوني في رئيس وزرائه، أي نتنياهو؛ حيث أدت أوامره الوحشية بشن هجمات غير مسبوقة على شعب غزة المضطهد إلى المزيد من العار لهذا النظام".
4 سيناريوهات بعد وقف إطلاق النار
أما صحيفة "جام جم" فكتبت أن هناك أربعة سيناريوهات متوقعة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة":
1. استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى: وبناءً على ما اعترفت به السلطات الصهيونية، فإنه بعد وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، سيبدأ الصهاينة هجماتهم مرة أخرى، وأعلن جالانت، وزير حرب الصهاينة، أنه يمكنهم مواصلة الهجوم لمدة شهرين.
2. استمرار الحرب بشكل محدود: وفقًا لهذا السيناريو، قد تستمر الحرب ولكن في الغالب على شكل هجمات محدودة من قبل الصهاينة على بعض مناطق غزة، وهذا السيناريو هو الأرجح من السيناريوهات الأخرى، لأن الجيش الصهيوني ليس لديه القدرة ولا الرغبة في مواصلة الحرب، وهذا الأمر سيؤدي إلى هجمات صهيونية في الجو ولبعض الأغراض في غزة.
3. تمديد وقف إطلاق النار: وما يمكن ملاحظته الآن على مستوى الإعلان واستناداً إلى مواقف السلطات الصهيونية هو أن استمرار عملية وقف إطلاق النار غير متصور، لكن من جهة الوسطاء، أثير الحديث عن استمرار وقف إطلاق النار عدّة مرات، وحتى الأميركيين ذكروا هذا الأمر.
4. الخطط الشاملة: يقترح البعض هذا السيناريو أنه على الرغم من انتهاء وقف إطلاق النار والهجمات المحدودة للصهاينة على غزة، إلا أنه قد تتم متابعة بعض المفاوضات سراً نحو اتفاقيات أخرى بين "حماس" والصهاينة، مثل طرح مسألة تبادل الأسرى الآخرين مع وقف إطلاق النار الدائم.. خاصة بعد أن اتضح أن لدى "حماس" خطوط حمراء غير قابلة للتغيير، وهو ما تم التأكيد عليه خلال المفاوضات التي أجراها وسطاء مثل قطر ومصر".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024