الخليج والعالم
سوزان رايس: ترامب يتبع مصالحه الشخصية
رأت مستشارة الأمن القومي الأميركي الأسبق سوزان رايس أن العنصر الثابت في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمثل بكسب التأييد في الداخل، موضحة أن ذلك يتجلى بشكل واضح في تعاطي إدارة ترامب مع منطقة أميركا اللاتينية.
وفي مقالة لها نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت رايس إن ترامب اتخذ خلال الأسابيع الأخيرة عددًا من الإجراءات التي لا تمت بصلة إلى إستراتيجيات متماسكة، والتي لن تحقق-بحسب رايس- الغايات المرجوة على صعيد السياسة الخارجية، وعليه لفتت إلى أن هذه الإجراءات قد تنجح فقط لجهة مساعدة ترامب على إعادة إنتخابه، من خلال تجييش القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري.
الكاتبة تناولت سياسات إدارة ترامب حيال كوبا وقيامها بفرض عقوبات قاسية جدًا على هذا البلد، وقالت إن السياسة العدائية التي اعتمدتها الولايات المتحدة حيال كوبا على مدار ما يزيد عن ستين عاما و قبل أن تعيد إدارة أوباما فتح العلاقات عام 2014، لم تؤدِ سوى إلى تقوية نظام كاسترو هناك.
وأشارت رايس إلى أن نهج ترامب التصعيدي تجاه كوبا سيدفع بهذا البلد إلى أحضان روسيا والصين، مرجّحة أن تنال سياسات ترامب إعجاب المهاجرين الكوبيين القدامى.
كما رأت الكاتبة أن سياسات ترامب حيال كوبا ستؤدي إلى إنقسامات بين الولايات المتحدة من جهة والدول الأخرى في أميركا اللاتينية الحليفة لأميركا، والتي تشكل تحالفًا ضد فنزويلا.
الكاتبة لفتت إلى أن ترامب هدد غير مرة بالعمل العسكري ضد فنزويلا، مدّعية أن هذا الكلام يلقى صداه لدى العديد من الفنزويليين المنفيين الذين يعيشون في ولاية فلوريدا، غير أنها شددت على أن لا حل عسكري فعلي للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وحذرت من أن أي إجتياح برّي سيلقى مقاومة شرسة من الجيش الفنزويلي.
وتابعت الكاتبة بالقول: لو كان ترامب يريد بالفعل مساعدة الفنزويليين، لكان منح آلاف المواطنين الذين يعيشون في المنفى في الولايات المتحدة حاليا حق البقاء في الأراضي الأميركية إلى أن تتحسن الظروف في بلادهم، إلا أنها أشارت إلى أن القيام بذلك سيغضب أنصار ترامب المعادين للمهاجرين، والذين يدعمون سياساته ضد المهاجرين، وبالتالي لا يمكن لترامب-بحسب رايس-السماح ببقاء هؤلاء الفنزويليين في الأراضي الأميركية.
وفي الختام، اعتبرت رايس أن ترامب يتسبب بتدفق المزيد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وهو يتبع فقط مصالحه الشخصية والسياسية، مؤكدة أن الحزب الجمهوري تخلى عن مسؤولياته لصالح نزوات الرئيس الأميركي.