معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: ما يجري في غزة محطة جديدة لزوال مخطط الشرق الأوسط الجديد
14/11/2023

الصحف الإيرانية: ما يجري في غزة محطة جديدة لزوال مخطط الشرق الأوسط الجديد

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الثلاثاء 14 تشرين ثاني 2023، في مقالاتها وأخبارها على التطورات الميدانية في غزة وفي الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. كما اهتمت بالرأي العام العالمي وتصاعد تأييده للشعب الفلسطيني، مقابل سقوط كل الروايات والسرديات الإعلامية الصهيونية.

الدعم العالمي لفلسطين فشل أكبر من "طوفان الأقصى"

بهذا الصدد، قالت صحيفة "كيهان" اليوم: "إذا عددنا أن عملية "طوفان الأقصى" هي سبب انهيار مصداقية وهيمنة الجيش المزعوم للكيان الصهيوني وهي هزيمة كبرى لـ "تل أبيب"، فإنّ موجة الدعم العالمي لفلسطين هي هزيمة أكبر للصهاينة. فهذه المرة، يدعم الرأي العام العالمي الفلسطينيين بقوة، ونحن أما تدهور كبير لـ "إسرائيل" في خصوص حرب الروايات بسبب فقدان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للشرعية في الداخل والتأكيد على ارتكاب جرائم حرب في الخارج".

وتابعت: "الرأي العام في الغرب يذهب في الاتجاه الآخر المضاد لما تريده "إسرائيل"، ونشهد طلبات عديدة لمقاطعتها من المواطنين الألمان والبريطانيين. وعلى عكس الحالات السابقة التي ارتكبت فيها "إسرائيل" مجازر في فلسطين بحجة تحقيق أمنها الخاص، فشلت "تل أبيب" هذه المرة في تكوين الانطباع الذي أرادته لدى الرأي العام العالمي، وخسرت بشكل واضح مسرح الرأي العام".

في السياق نفسه، نقلت صحيفة "إيران" عن نائب وزير الداخلية الأسبق والأستاذ الجامعي محمد رضا غلام رضا قوله إن: "الإعلام ورواية جرائم ومذابح الصهاينة في غزة أصبحت سببًا في إيقاظ الضمائر الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهذه الصحوة على المستوى الإقليمي والعالمي من خلال زيادة القوة في مجال الإعلام أمر ضروري ولافت"، مضيفًا أن: "ما يجري في غزة اليوم هو محطة جديدة من محطات زوال المخطط الأميركي للشرق الأوسط الجديد، والذي بدأت علامات انهياره بعد حرب تموز 2006".

لقد اهتمت الصحف الإيرانية بخبر إغلاق قناة "مينوتو" الناطقة باللغة الفارسية، والتي يقودها معارضون للنظام في الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث أرجعت الصحف الإيرانية هذا الأمر إلى التضييق المالي الذي يمارسه الكيان الصهيوني مع التابعين له بسبب التكاليف الباهظة التي يتكبّدها في حربه الاستنزافية في غزة.

وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فإنّ الحرب في غزة تكلّف الصهاينة 260 مليون دولار يوميًا، ووفقًا لبعض التقارير الإخبارية، فإنّ تكلفة الحرب في غزة تجاوزت تقديرات "إسرائيل"، ووضعت الميزانية العامة في مأزق، وقد دفعت هذه القضية النظام الصهيوني إلى السعي إلى خفض التكاليف وزيادة إنفاقها على الشأن العسكري. 

وقالت: "في الموازنة الجديدة التي يعكف وزير مالية الكيان الصهيوني على تنظيمها، من المتوقع أن ترتفع نفقات هذا النظام إلى ما يقارب 9 مليارات دولار، معظمها يتعلق بالجيش والشؤون العسكرية للصهيونية، وفي ظل هذه الظروف، وبالنظر إلى المشاكل المالية التي يعانيها الصهاينة، قرر النظام الصهيوني بتخفيض نفقاته على القنوات التلفزيونية وأمثالها المدعومة منه الذي يشمل شبكة مينوتو البهائية المعارضة للنظام الإسلامي".

وختمت "وطن امروز": "في الواقع، لم تعد "إسرائيل" تملك المال اللازم للحفاظ على أجهزتها الإعلامية ضد إيران".

الفشل الاستخباراتي الصهيوني وخطاب الإمام الخامنئي

في سياق آخر، قام الخبير والمحلل في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي الدكتور سلمان رضوي بشرح وتحليل الزوايا المختلفة لتصريحات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي المهمة حول الهزيمة الاستخباراتية والعسكرية للكيان الصهيوني في عملية "طوفان الأقصى".

وبحسب صحيفة "جام جم"، فقد قال رضوي إنّ مرور الوقت سيظهر انهيار الهياكل العسكرية والأمنية والاستخباراتية للنظام الإسرائيلي، والمفاجأة الأهم كانت مسألة المعلومات، حيث فشل جهاز الاستخبارات العسكرية ما يسمى بالموساد في تقديم المعلومات اللازمة حول ما يجري في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا إلى رؤساء النظام وإطلاعهم عليه على أرض الواقع. هذا بالإضافة إلى أن الإسرائيليين كان لديهم معدات تجسس جوي، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، ومعدات تجسس إلكترونية متطورة، وخاصة اختراق الهواتف المحمولة، ولديهم العديد من المخبرين في قطاع غزة، لكنهم مع كل ذلك لم يتمكّنوا من معرفة ما سيحدث.

ولفت إلى أن: "إحدى هذه الهياكل المنهارة هي بنية المعلومات والاستخبارات، الهيكل الثاني هو الهيكل العسكري، وذلك أن جيش النظام الصهيوني ما زال يعدّ نفسه الجيش الأكثر هيمنة وأهمية وقوة في غرب آسيا، وهذا الجيش لم يتمكّن من توفير عديد الأفراد اللازمين للتعامل بقوة، وفي الوقت المناسب مع نحو 1000 مقاوم فلسطيني من قطاع غزة. وهذا يعني أن الإسرائيليين ليس فقط من لم يكن لديهم المعلومات اللازمة، بل الفلسطينيون هم الذين كانت لديهم المعلومات اللازمة لتحقيق هدفهم. فمن وجهة نظر عسكرية، لقد هُزموا، وإذا أرادوا إعادة بناء أنفسهم وإعادة بناء هذا الهيكل العسكري، والأمني، والاستخباراتي، فمن الطبيعي أن يستغرق الأمر سنوات، كما فقدت دبابات الميركافا هيبتها ومكانتها بعد حرب 33 يومًا في العام 2006 في لبنان، يبدو أنه بعد عملية "طوفان الأقصى" ستكون رهبة وقوة قوات المخابرات والأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي موضع شك كامل".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم