الخليج والعالم
بعد طردها لعشر سنوات.. "بلاك ووتر" تعود إلى العراق
في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار واصلت شركة "بلاك ووتر" - سيئة الصيت التي كانت لها بصمات شديدة القتامة في العراق- عملها بعد عودتها وشركات أمنية أخرى إلى هذا البلد مطلع العام الماضي بموجب رخصة عمل منحتها إياها وزارة الداخلية آنذاك تحت ضغوط أميركية مكثفة، وفقًا لما علمته صحيفة "الأخبار" من مصادر مقرّبة من القائم بالأعمال الأميركي في العراق جودي هود.
وافادت المصادر أن أول نشاطات "بلاك ووتر" تمثّل في نقل معدات عسكرية أميركية من الأردن إلى غربي محافظة الأنبار، بالتنسيق الكامل مع قاعدة عين الأسد، ثاني أكبر قاعدة في البلاد، كاشفة أن الشركة تعمل حاليًا في القاعدة نفسها على تدريب عناصر من تنظيم "داعش"، لافتةً إلى أنها ضمّت قبل أيام إلى برامجها نحو ألف من هؤلاء.
وكانت مصادر ميدانية قد كشفت لـ"الأخبار"، إبان اشتداد المعارك في الجيب الأخير للتنظيم في محافظة دير الزور السورية، أن ناقلات ترافقها قوات أميركية أقلّت عناصر من "داعش" من بلدة الباغوز إلى "عين الأسد".
وتأتي عودة "بلاك ووتر" إلى العراق بعد غياب لأكثر من عشر سنوات منذ عام 2007، حين طُردَت من البلاد على خلفية قتلها 14 مدنيًا عراقيًا في ساحة النسور في بغداد، في جريمة مثلت ذروة انتهاكاتها بحق العراقيين.
في هذا السياق، أماط موقع "بازفيد" الأميركي قبل أيام اللثام عن وثيقة لوزارة التجارة العراقية تظهر أن من بين الشركات الأجنبية المسجلة لدى الأخيرة (بتاريخ 8 - 2 - 2018) "مجموعة فرونتير سيرفيسز" التابعة لبرنس (هي نفسها بلاك ووتر بمسمى آخر)، والتي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها، ولديها فرع في الإمارات وتعرض على موقعها الرسمي خدمات حراسة مسلحة وغير مسلحة، مشترطة للتوظيف "تمتع المتقدمين بخبرة عسكرية لا تقلّ عن خمس سنوات".
ولفت الموقع إلى أن "برنس بدأ عام 2014 في هونغ كونغ تأسيس مجموعة خدمات لوجستية، ومنذ ذلك الحين توسعت شركته في تقديم الخدمات للعديد من المشاريع، خاصة في أفريقيا، قبل أن تبدأ العمل في الإمارات".