الخليج والعالم
"ناشيونال انترست": على واشنطن مواجهة "الغباء الملكي في السعودية"
رأى الكاتب دوغ باندو في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" ان التحدي الاكبر الذي تواجهه السياسة الاميركية في المنطقة هو "الغباء الملكي في السعودية" وليس "العداء الإسلامي في ايران"، على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب ان السعودية يحكمها "حاكم مستبد غير ناضج" معروف "بقصر نظره و قساوته ووحشيته وطموحاته وغطرسته"، مشيرا إلى إلى ما جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي واختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحملة عزل قطر، بالإضافة إلى شن حرب على اليمن.
وذكّر الكاتب ان "الرياض قامت بتمويل الإرهابيين في سوريا واليمن، وعملت على نشر الفكر الوهابي المتطرف حول العالم على مدار عقود"، لافتا إلى ان الأسرة المالكة تدعم الطغاة في البحرين ومصر".
الكاتب تابع ان نتيجة هذه السياسات كانت سلبية جداً بالنسبة لاميركا، وأدت إلى نتائج معاكسة"، وقال إن "ايران باتت تملك نفوذا اكبر ما يحرج واشنطن أكثر جراء اتباعها سياسات فاشلة".
وأشار إلى ان "تعاظم نفوذ إيران في المنطقة وحالة الانقسام بين دول الخليج ونمو "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، كل ذلك سببه محاولة ابن سلمان "التلاعب" بواشنطن لتدعم مساعيه ليصبح المهيمن الإقليمي".
وشدد الكاتب على ضرورة ان تنسحب واشنطن من الحرب على اليمن، وقال : "في وقت ادعى مسؤولون اميركيون ان واشنطن لا تشارك بالحرب، إلا انها قدمت لتحالف العدوان معلومات استخبارتية لضرب الأهداف و قامت ببيع العتاد العسكري واعادت تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود".
وأوضح ان "الولايات المتحدة فعل كل ذلك على الرغم من أنها لا تمتلك أي مصالح أمنية على المحك في اليمن، مضيفا ان "الهجوم السعودي الإماراتي" على اليمن أشغل حركة "أنصار الله" عن محاربة تنظيم "القاعدة"، في وقت قام الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي والسعوديون "بتحويل الراديكاليين إلى حلفاء".
وأكد الكاتب ان نتائج التورط الاميركي في الحرب على اليمن ستكون سلبية جداً، وقال إن "واشنطن حوّلت الكثير من اليمنيين الى اعداء، في وقت اشعلت الرياض حرباً دون ان تأخذ بالاعتبار مصالح اميركا".
وحول المحادثات اليمنية في السويد، اعتبر الكاتب انها اعطت بعض الامل وسجلت تقدما أكثر من المحاولات السابقة وحققت عددا من الاتفاقيات الايجابية"، مضيفا ان "قيام الدول الغربية مؤخراً باخذ موقف ضد الحرب في اليمن، شجع السعودية على البدء بتقديم تنازلات".
وشدد الكاتب على ضرورة ان تتخذ الادارة الاميركية الخطوة المقبلة وان توقف كافة اشكال الدعم للحرب على اليمن.
وقال إن "الولايات المتحدة يجب ان تسعى الى تحقيق توازن اقليمي وليس المساهم في هيمنة سعودية، واضاف : "لقد اثبتت السعودية بانها الاكثر وحشية ومزعزعة للاستقرار مقارنة مع ايران".
الكاتب تابع انه يتوجب على ادارة الرئيس الأميركي دونالد رامب ان توجه رسالة إلى السعودية مفادها انه من المستحيل ان "يجري العمل كالعادة" مع نظام يعتمد اسلوبا "لا مسؤولا" كحجر الاساس في سياسته الخارجية.
كما إشار الى ان ابن سلمان تسبب بالعديد من الكوارث الخارجية، وسيكون من الحكمة ان يفكر الملك السعودي سلمان وافراد آخرون من الاسرة الحاكمة ما اذا كان عليهم الاستمرار مع "زعيم يضمن الاحراج المستمر و النفور من قبل دول سبق وان كانت الاكثر صديقة للسعودية".
وشدد على ضرورة ان "تندد واشنطن بجرائم الرياض"، موضحا ان الولايات المتحدة تفتقد الى المصداقية عندما تنتقد طهران في وقت تتجاهل حقيقة ان السعودية هي دولة شمولية سواء كان "سياسياً ام دينياً"، وقال ان السعودية اصبحت دولة قمعية اكثر تحت حكم ابن سلمان.
واكد الكاتب ضرورة تغيير السياسة المتبعة حيال السعودية، وقال: "على ادارة ترامب ان تتوقف عن لعب دور وكيل العلاقات العامة للسعودية وان يتوقف الجيش الاميركي عن لعب دور الحارس الشخصي للاسرة الملكية السعودية".