الخليج والعالم
علاء الدين بروجردي: كيان العدو على حافة التفكّك
رأى رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني، في مجلس النواب الأسبق، علاء الدين بروجردي أنّ ضربة "طوفان الأقصى" كانت قاتلة للهيمنة الأمنية العسكرية للنظام الصهيوني لدرجة أنه، في الوضع الحالي، أصيب المؤيدون الغربيون لهذا النظام غير الشرعي بالرعب. هذا ما دفع كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية إلى السفر إلى الأراضي المحتلة في الأيام الأخيرة، ليؤكدوا لمسؤولي هذا النظام أنهم سيستمرون في دعمهم.
ففي مقال له نشرته صحيفة "همشهري" الإيرانية، قال بروجردي: "بحسب ما يشير إليه آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي؛ فإنّ مقاتلي جبهة المقاومة في فلسطين وجّهوا ضربة قوية لهذا النظام المجرم لدرجة أنهم جعلوه على حافة التفكك والدمار، وفي مثل هذه الحال تحاول السلطات الغربية دعمه.. في هذه الأثناء، السؤال هو: ما هي رسالة الوجود المفاجئ للمسؤولين الغربيين في فلسطين المحتلة؟".
ووفقًا للكاتب، للإجابة على هذا السؤال لا بد من تجاوز التطورات الأخيرة ودراسة عملية للتطورات التي شهدتها الأراضي المحتلة، خلال العقود الأخيرة. فمنذ بداية النظام الصهيوني الغاصب وغير الشرعي وفرضه على هذه المنطقة الحساسة من العالم الإسلامي، كان "الأمن" هو المحور الرئيسي لتشكيل هذا النظام واتساقه واستمراريته. وفي الواقع، تمكّنت "تل أبيب" من فرض وجودها غير الشرعي على المنطقة واغتصاب المزيد من الأراضي الإسلامية من خلال الاعتماد على أمنها وقوتها، والتي نشأ جزء مهمّ منها بالإرهاب ونتيجة الدعم المتواصل من الغرب.
وتابع بروجردي: "تمكّن الصهاينة، خلال هذه السنوات، من التلميح إلى أن لديهم أحد أقوى الجيوش في العالم، وأنهم لا يقهرون، ولا يمكن لأيّة مجموعة أو حكومة في المنطقة أن تنافسهم. هذه الصورة، والتي أدت الحكومة البريطانية دورًا مركزيًا في خلقها، شهدت تحولًا بعد نحو نصف قرن من تشكيل النظام الصهيوني، في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية. وكان تشكيل جبهات مقاومة جديدة، بما في ذلك في جنوب لبنان وغيرها من الأراضي المحتلة، بمثابة وعد بتطورات جديدة في هذا المجال. وهو ما شهدناه في انتصار جبهة المقاومة العام 2000 وتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني. واستمرت هذه العملية، في السنوات التالية، حتى تعرض "الأمن" كونه المحور الرئيسي لتشكيل النظام الصهيوني إلى تآكل كبير، وأخاف ملايين الصهاينة الذين جُلبوا من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي المحتلة".
وختم الكاتب: "في هذه الأثناء، وجّه "طوفان الأقصى" ضربة قاصمة أخرى للبنية الأمنية للكيان الصهيوني الغاصب، وأظهرت أن أركان هذا النظام تعرضت لتآكل غير مسبوق، وتعرّض وجوده لأضرار كبيرة. وبحسب ما قال الإمام الخامنئي، لن يكون من الممكن إعادة ترميم ما حصل للكيان.. لذلك، ينبغي الافتراض أنّ الخوف غير المسبوق لدى الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من الانهيار والتفكك الكاملين للنظام الصهيوني، أجبرها على دعم هذا النظام الإجرامي من دون قيد أو شرط؛ وهو التوجه الذي يراه بمثابة ضوء أخضر ضمني لاستمرار الجريمة والإبادة الجماعية في الأراضي المحتلة".