الخليج والعالم
كنعاني ينفي مزاعم دخول إيران المباشر في الحرب ضد كيان الاحتلال
نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني المزاعم الأميركية بدخول إيران المباشر في الحرب ضد الكيان الصهيوني. ورأى أنّ هذه المزاعم محاولة لحرف الرأي العام عن الدعم الأميركي الكامل لـــــ"تل أبيب"، ومؤكدًا أن أميركا هي مسؤولة عن جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الیوم الاثنين 16/10/2023، شدّد كنعاني على أنّ ما حدث في عملية "طوفان الأقصى" هو إجراء فلسطيني بحت، قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة، ردًا على الاعتداءات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم. وأکد أن الاتهامات الأميركية بمشاركة إيران بالحرب "باطلة وموقفنا واضح"، لافتًا إلى أنّ المقاومة الفلسطينية أعلنت أنها تصرفت في إطار حقوقها الطبيعية في هذا الشأن. ورأى أنّ هذه التصريحات لها دوافع سياسية، وهي في سياق الهروب إلى الأمام والهدف منها حرف الرأي العام في العالم.
وأضاف كنعاني: "نعتقد أنّ الأميرکیین یتورطون عسكريًا في هذه الحرب، لأنهم قالوا إنّهم سيرسلون حاملة طائرات إلى المنطقة، كما أرسلوا حاملة طائرات ثانية، وقدّموا مبلغًا قدره نحو 8 مليارات دولار للكيان الصهيوني وقدموا مساعدات لمخزون صواريخ القبة الحديدية". وتابع: "لذلك؛ فإنّ أميركا اليوم متورطة مباشرة في الحرب ضد أهل غزة وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وهي متواطئة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل الصهاينة".
وحذّر كنعاني من أن استمرار هذه الأوضاع يمكن أن يعرض السلام في المنطقة للخطر، ومسؤولية الجميع في العالم أن يواجهوا تصرفات الصهاينة، والمقاومة في المنطقة لن تغض الطرف عن جرائم الصهاينة.. وسأل: "هل تعترف الدول التي تدعم "إسرائيل" وتنادي بحقوق الإنسان، بحقوق الشعب الفلسطيني؟ وقال: "إن جرائم العدو الصهيوني تتكرّر منذ 70 عامًا والفلسطينيون يقاومون هذه الجرائم، ولكن العالم أعمى لا يرى الحصار على غزة والقصف اليومي وقتل الأطفال"، مؤكدًا أنّ مسؤولية الدول الداعمة لـ"اسرائيل" لا تقلّ عن مسؤولية الكيان الصهيوني باتجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وأردف: "اليوم سماء غزة مليئة بالدخان وأرضها ملطخة بدماء الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء في فلسطين.. ولسوء الحظ، فإنّ التاريخ يتكرر هذه الأيام، في قطاع غزة بعد أكثر من 70 عامًا من الاحتلال الصهيوني... واليوم نرى نفاق المتشدقين بحقوق الإنسان من نافذة غزة الدموية بشكل أوضح من أي وقت مضى". وشدّد كنعاني على أنّ عملية "طوفان الأقصى" كانت الحقّ الطبيعي للردّ على جرائم الکیان الصهيوني وأعماله الاستفزازية ضد المسجد الأقصى والأسرى الفلسطینیین وفصائل المقاومة الفلسطينية تحظى بدعم الشعب الفلسطيني.
وأكد أن الكيان الصهيوني خسر اللعبة، وأنّ ما حدث هو فشل ذريع لأجهزة استخبارات وأمن الكيان الصهيوني الذي استخدم كل طاقته لمواجهة الشعب الفلسطيني للتعويض عن هذا الفشل، محذرًا من أن استمرار السلوك الصهيوني سيجر المنطقة إلى أزمة ويهدد الأمن الاقليمي. ورأى أنّ ما يحدث في غزة هو "جريمة حرب"، وقطع الماء والكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء مخالف لمعايير حقوق الإنسان، لافتًا أنّ استمرار هذا النهج الغاشم يمكن أن يؤجج أجواء المنطقة ويخرج الوضع عن السيطرة.
وأعلن أن إيران تقوم بمساعي دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الصهيوني على غزة وجرائمه بحق الفلسطينيين وإيصال المساعدات، وهي جادة في مساعيها ومن المقرر أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل في جدة. ولفت كنعاني إلى أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لا يخلق الأمن لأي طرف في المنطقة، ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن تطبيع العلاقات لا يمكن أن توقف جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، قائلًا: "إن تحرك البعض نحو تطبيع العلاقات مع الكيان ليس له أي تأثير على إرادة الشعب الفلسطيني في تحریر أرضه، ولقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في عملیة طوفان الأقصى أنها تملك القدرة والإرادة اللازمة لتحرير أرضها".
ورأى وقف الجرائم الصهيونية ضد غزة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف قصف المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية أولوية قصوى وقال: "للأسف، شهدنا اليوم عددًا مروعًا من الشهداء الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال"، مشددًا على ضرورة توثيق هذه الجرائم بشكل جدي من أجل محاكمة المجرمين الصهاينة عليها في المحاكم الدولية.
وطالب كنعاني مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالقيام بواجباتهما وأن يكون لهما دور أساسي في هذا المجال، مشيرًا إلى أنّ إيران تجري مفاوضات مع روسيا والصين كونهما عضوين دائمين في مجلس الأمن للسير في هذا الاتجاه.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024