الخليج والعالم
"طوفان الأقصى" الحاضر الثابت في الصحف الإيرانية
ما تزال التحليلات الخاصوة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد عملية طوفات الأقصى تشغل الصحافة الايرانية، عقب دخول المعركة يومها السادس.
كذلك اهتمّت الصحف الإيرانية بقضايا أخرى أبرزها استقبال رئيس الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم زكزاكي في الجمهورية الاسلامية.
لماذا تغيّرت الاستراتيجية الإعلامية الصهيونية؟
صحيفة "همشهري" نشرت مقالًا لسعدالله زارعي أحد المحللين الإيرانيين للأوضاع الإقليمية قال فيه إن "عملية "طوفان الأقصى" غير المسبوقة، والتي أُطلق عليها "الإذلال الكبير" للصهاينة، أجبرتهم على انتهاج نهج "البطش"؛ استراتيجية تحاول تبديل مواقع "المظلومين" و"الظالمين" بدعاية إعلامية واسعة والتلميح إلى أن مقاتلي جبهة المقاومة استهدفوا النساء والأطفال".
وكتب زارعي: "تقوم استراتيجية الصهاينة على فرضية مفادها أنه من خلال خلق مساحة إعلامية وتقديم صورة "مضطهدة" عن أنفسهم، فإنهم يجبرون الحكومات الغربية على المساعدة قدر الإمكان ضد جبهة المقاومة، وفي إطار هذه السياسة ركز الصهاينة في الأيام الأخيرة على الكلمة المفتاحية "هجوم حماس على النساء والأطفال"، وفي هذا الوقت نفت حركة حماس، من خلال نشر بيان لها، مزاعم وسائل الإعلام الغربية بأن مقاتلي المقاومة اعتدوا على أطفال ومدنيين صهاينة، واعتبرتها قصة تروجها وسائل الإعلام الصهيونية الغربية، ومن ناحية أخرى، أعلن الصحفيون الصهاينة، بعد زيارتهم للأراضي المحتلة قرب قطاع غزة، أنهم لم يروا أي دليل على أن "حماس قطعت رؤوس الأطفال"، كما تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 300 طفل و200 امرأة استشهدوا خلال الهجمات الوحشية التي شنها النظام الصهيوني على سكان قطاع غزة في الأيام الأخيرة، إحصائية تكشف حقيقة القصة، لكن في مثل هذا الوضع، فإن التغيير في الاستراتيجية الإعلامية للصهاينة يتضمن نقاطا مهمة، والمغزى هنا أن النظام الصهيوني عندما شعر بالقوة نشر صور جرائمه على المستوى الدولي وحاول خلق هيمنة أمنية لنفسه".
الانهيار الداخلي للكيان: مسير تتجه إليه "إسرائيل"
بدوره، كتب محمد جعفر رضوي الخبير في الشؤون الفلسطينية في صحيفة "جام جم" مقالًا جاء فيه " تعتبر قضية السكان أهم مشكلة للكيان الصهيوني، فقد كان الصهاينة، منذ أن كانوا يخططون لإقامة وطن لليهود في فلسطين قبل قرن من الزمان، يعلمون أن مشكلتهم الأهم ستكون أن عدد اليهود أقل من عدد المسلمين في فلسطين، ولذلك حاولوا نقل اليهود إلى فلسطين قبل وعد بلفور، ومع قيام الكيان الصهيوني بدأت موجة الهجرة اليهودية حيث هاجر ملايين اليهود إلى فلسطين المحتلة، لكن الآن بعد مرور 80 عاماً على احتلال فلسطين، لا تزال هذه المشكلة قائمة ويخشى الصهاينة من أن يهاجر سكان الكيان الغاصب، وبعبارة أوضح: انخفاض النمو السكاني الذي يفوق عدد السكان الفلسطينيين، الهجرة العكسية، تجاوز عدد السكان المتطرفين دينياً، مشكلة المنحدرين من أصول أفريقية وعودة التعدد العرقي، هي إحدى المشاكل الأساسية للكيان، فالصهاينة هم من أعراق المختلفة، وهذا التعدد أدى إلى تجمع ثقافات مختلفة ذات أذواق متناقضة ومتضادة، وقد أثقلت هذه القضية الصهاينة بمشكلات اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة".
وأضاف رضوي: "كما أن وجود أكثر من 100 مجموعة عرقية، والجهود المبذولة للحفاظ على هوية القوميات، وممارسة النفوذ للحصول على امتيازات من الحكومة، والإحباط بين المجموعات العرقية الشرقية والأفريقية، وزيادة المواقف المعادية للصهيونية بين المجموعات العرقية ذات الرتبة المنخفضة والدرجة الثالثة، المشاكل الاجتماعية الناجمة عن الاختلافات الدينية، وخاصة النظرة العنصرية لليهود المتطرفين والغربيين، كل هذه الأمور تسببت في حدوث مشاكل اجتماعية في المجتمع اليهودي"
وتابع: " من خلال التأكيد على الديمقراطية، حاول الصهاينة إنشاء مجتمع مفتوح يمكن فيه لأي نوع من التفكير يمكن أن ينمو فيه، وقد أدى ذلك إلى نمو الجماعات التي تسعى إلى الفساد التنظيمي الاجتماعي...مثل نشوء عصابات الفساد المنظمة، تزايد المثلية الجنسية وتزايد الفساد بين مسؤولي النظام الصهيوني، تطور الفساد في المدارس والجامعات، الصراع بين المتطرفين الدينيين والحكومة حول الفساد التنظيمي، التمييز الناشئ عن الفكر اليهودي المبني على وجهة النظر الموجودة في التلمود وبسبب الإجراءات التي اتخذها مجلس الحاخامات في فلسطين المحتلة، وبناءً عليه تزايد التمييز التنظيمي والفكري في الأراضي المحتلة، لقد أدى هذا التمييز إلى تقسيم المجتمع بشدة وسيتحول في النهاية إلى حرب أهلية".
هذا كله بالنسبة للوضع الاجتماعي الداخلي في الكيان، أما بالنسبة للأوضاع السياسية، فقد كتب رضوي: "من مشاكل النظام الصهيوني تزايد الأحزاب المختلفة وتصاعد الخلافات بينها، وهذا نتيجة الخلافات الناشئة عن اختلاف الأفكار والتوجهات المتناقضة في المجتمع الصهيوني، ففي الوقت الحاضر تم تشكيل الحكومة الحالية للكيان الصهيوني بحضور ستة أحزاب، هذا على الرغم من أنه في المراحل الأولى من تأسيس النظام الصهيوني، قام حزب أو حزبان بتشكيل هذا الكيان، ويعد غياب التوافق في البيئة السياسية وتقسيم السلطة بين الأحزاب الصغيرة إحدى المشاكل التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل في تشكيل حكومة لفترة طويلة وبالتالي تعريض وجود النظام الصهيوني للخطر، ومع تزايد عدد المتطرفين الدينيين... إن الفجوة بين اليساريين واليمينيين هي أحد مخاطر الهوية الجسيمة للصهاينة، لأن هذين الفصيلين كانا يعملان في النظام الصهيوني طوال فترة الاحتلال وحكما على الرغم من اختلاف وجهات النظر، ولكن الآن مع هذه الفجوة الكبيرة بينهما، سوف يتحول اختلافهم إلى صراع تدريجياً، ومن العلامات المشهودة لذلك:
1. مقاطعة زعماء اليسار
2. خطر زيادة التطرف الديني
3. خطر الأحادية وإقصاء اليسار
4. وصعود المتطرفين الدينيين وعواقبه".