الخليج والعالم
حلفاء أميركا يريدون وقف دعم أوكرانيا.. وبايدن يتدخل
كشف مسؤول عسكري بريطاني رفيع المستوى لصحيفة "تلغراف"، أنَّ بريطانيا نقلت إلى كييف جميع الأسلحة التي يمكنها توفيرها، ولم يعد لدى لندن أسلحة لإرسالها.
وأضاف المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: "لقد قدمنا أصلًا كل ما في وسعنا.. سنواصل توريد المعدات لتزويد أوكرانيا بما تحتاج، لكنها الآن بحاجة إلى أشياء مثل أنظمة الدفاع الجوي وذخائر المدفعية، ولم يعد لدينا كل هذه المعدات"، ودعا المسؤول العسكري، الدول الأخرى للتدخل وتحمل المزيد من العبء.
وفي سياق متصل، تجمَّع آلاف الألمان في برلين اليوم بمناسبة "يوم الوحدة"، مطالبين برحيل حكومة المستشار أولاف شولتس، ووقف تسليح أوكرانيا وتمويلها على حسابهم.
ودعا إلى تنظيم المظاهرة نشطاء مقربون من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني وحركة "كوير دينكر"، وهي حركة توحد العديد من المنظمات اليمينية مثل "Pegida".
ويطالب المشاركون في الاحتجاج، بتنظيم تصويت شعبي قبيل اتخاذ القرارات الهامة.
وقال أحد المحتجين: "لا يهمنا يسار أو يمين أو وسط. نحن نؤيد الديمقراطية، وهو ما لا يحدث الآن"، داعيًا إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج ضد مشاركة ألمانيا في الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأضاف: "لم يعد يهمنا من على حق ومن على خطأ، الروسي أو الأوكراني أو الأمريكي. ألمانيا ضد الحرب".
كذلك، دعا متحدث آخر إلى تغيير الحكومة لأنها "ارتكبت أخطاء في سياسة الطاقة واتخذت إجراءات غير مناسبة لمكافحة فيروس كورونا".
وترددت دعوات لانسحاب ألمانيا من "الناتو"، ومنظمة الصحة العالمية والإفراج عن مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج.
وكانت قد أرسلت روسيا في وقت سابق مذكرة إلى دول "الناتو" بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا لروسيا، وأكد أن دول حلف شمال الأطلسي "تلعب بالنار" من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
وذكر لافروف أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في النزاع بأوكرانيا، "بما في ذلك ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضًا من خلال تدريب الأفراد.. في أراضي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى".
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض في بيان له، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ناقش عبر الهاتف مع الحلفاء استمرار إرسال المساعدات لأوكرانيا.
وجاء في البيان "أجرى بايدن اتصالًا هاتفيًّا مع الحلفاء لتنسيق استمرار الدعم لأوكرانيا، بهدف تهدئة المخاوف بعد أن رُفِض مشروع قانون التمويل الحكومي لتقديم مساعدات بقيمة 6 مليارات دولار"، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ".
وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن تكلم هاتفيًّا مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
وشارك في المكالمات أيضًا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا.
وفي وقت سابق، أعلن بايدن أنَّ دعم أوكرانيا سيظل مستمرًا بعد التوقيع على مشروع قانون التمويل المؤقت، كما توقع طرح "الكونغرس" مشروع قانون منفصل بشأن مد كييف بالمساعدات.
وقبل ذلك بيوم، وقع بايدن على قانون أقره "الكونغرس"، ينص على استمرار تمويل العمل الحكومي لمدة 45 يومًا حتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وفي الوقت نفسه، استبعد واضعو الوثيقة تخصيص الأموال لاحتياجات أوكرانيا، وكان بايدن قد صرح في وقت سابق، أن واشنطن "لا تستطيع تحت أي ظرف من الظروف التوقف عن دعم كييف".
هذا، وكشف نائب البرلمان الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك أن كييف تلقت تحذيرًا من واشنطن بضرورة عدم حدوث فضائح فساد في البلاد خلال 45 يومًا، على خلفية إقرار قانون الميزانية الأميركية المؤقتة.
ووافق مجلس النواب الأمريكي السبت الماضي على تمرير مشروع قانون مؤقت يمنع عملية إغلاق حكومة البلاد، ولا يتضمن هذا المشروع مساعدات أميركية لكييف، ويمتد مشروع التمويل الحكومي المؤقت لـ 45 يومًا.