معركة أولي البأس

الخليج والعالم

"ستزول من الوجود".. جمهورية قره باخ تعلن حلّ نفسها
28/09/2023

"ستزول من الوجود".. جمهورية قره باخ تعلن حلّ نفسها

أصدر "الزعيم الانفصالي" لإقليم ناغورني قره باخ سامفيل شهرمانيان، يوم الخميس 28 أيلول/سبتمبر، مرسومًا يأمر بحل جميع مؤسسات جمهورية ناغورني قره باخ المعلنة من جانب واحد بحلول نهاية العام، قائلًا إنّ الجمهورية "ستزول من الوجود" اعتبارًا من الأوّل من كانون الثاني/يناير 2024، ليُسدل الستار بذلك على واحد من أكثر النزاعات المجمّدة طولًا في العالم والذي بدت تسويته مستعصية.

ويأتي ذلك بعد عملية عسكرية أذربيجانية تسببت بهزيمة الأرمن في الإقليم، مما دفع أكثر من نصف سكان الإقليم إلى النزوح نحو أرمينيا.

واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الخميس أذربيجان بتنفيذ حملة "تطهير عرقي" في ناغورني قره باغ، مؤكدًا أنه لن يبقى أي أرمني في الإقليم "في الأيام القادمة"، مضيفًا "يشكّل ذلك تطهيرًا عرقيًا حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة".

وانتهى الهجوم الأذربيجاني الخاطف بهدنة في 20 أيلول/سبتمبر تعهّد فيها "الانفصاليون" الأرمن بتسليم أسلحتهم والدخول في محادثات بهدف "إعادة دمج" ناغورني قره باغ.

وأُجريت جولتان من المحادثات فيما عملت القوات الأذربيجانية بشكل منهجي مع قوات حفظ السلام الروسية على جمع أسلحة الانفصاليين ودخول بلدات ظلّت خارجة عن سيطرة باكو منذ القتال الأول بين الطرفين في المنطقة في التسعينيات.

وبدأت القوات الأذربيجانية تقترب من أطراف ستيباناكيرت التي كان يعتبرها الانفصاليون الأرمن "عاصمة" منطقة ناغورني قره باغ.

وجاء في المرسوم الذي أصدره شهرمانيان من ستيباناكيرت أن على السكان أن "يتعرفوا على شروط إعادة الاندماج" التي طرحتها أذربيجان واتّخاذ "قرار فردي ومستقل" بشأن إن كانوا سيبقون.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس أنه "أخذ علمًا" بحلّ السلطات الانفصالية نفسها في ناغورني قره باخ.

الأرمن ينزحون عن قره باخ

الأحد، أعادت أذربيجان فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني قره باخ وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمينية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.

مذاك، توافد أكثر من 70 ألف شخص مع أغراضهم وسياراتهم من المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألفا تقريبًا باتجاه أرمينيا، وفق يريفان.

الخميس، قال باشينيان لأعضاء حكومته "يظهر تحليلنا أنه لن يبقى هناك أرمن في ناغورني قره باغ. يشكّل ذلك تطهيرًا عرقيًا حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة".

غير أن وزارة الخارجية الأذربيجانية قالت الخميس إن باشينيان "يدرك تمامًا أن السكان الأرمن يتركون ناغورني قره باخ بمحض إرادتهم"، متابعة "على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءًا من مجتمع أذربيجان المتعدد الإثنيات".

وأشار الكرملين الخميس إلى أنه "لا يرى سببًا" يدعو الأرمن للفرار من المنطقة.

وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991.

وشهدت المنطقة حربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا، الأولى من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

وكانت أذربيجان قد وافقت على السماح للانفصاليين الذي يلقون أسلحتهم بالمغادرة إلى أرمينيا بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار تم التوصل إليها الأربعاء الماضي.

وأمرت محكمة أذربيجانية الخميس بوضع الزعيم الانفصالي السابق روبن فاردانيان قيد الحبس الاحتياطي عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى.

وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن 14 عامًا، بحق فاردانيان المولود عام 1986.

أذربيجانأرمينياالقوقاز

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة