الخليج والعالم
مجلس الأمن يناقش أزمة قره باخ وتحريض أمريكي على أذربيجان
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن التطورات، في إقليم ناغورني قره باخ أمس الخميس، تبادلت فيها كلّ من أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بشأن تدهور الأوضاع في هذه المنطقة المتنازع عليها.
إذ اتّهم وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أذربيجان بأنها تنفذ ما وصفها بسياسة تطهير عرقي في الإقليم، وطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك تجاه ما يحدث. كما اتّهم الوزير باكو أيضًا بشنّ "عمليات قصف مكثفة وعشوائية وباللجوء إلى المدفعية الثقيلة، بما في ذلك الاستخدام المحظور لذخائر عنقودية".
في المقابل، قال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف إنّ إجراءات ما وصفها بمكافحة الإرهاب التي اتخذتها بلاده تجري داخل أراضيها السيادية، في امتثال كامل للقانون الدولي. وندّد بيراموف بـ"حملة تضليل" تشنّها يريفان المتهمة بـ"إمداد الانفصاليين ودعمهم" في قره باخ، واصفًا مجلس الأمن بأنه "منحاز".
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولوناـ والتي دعت إلى عقد هذه الجلسة العاجلة إنّه يتعيّن على أذربيجان أن تقبل بوجود إنساني دولي في قره باخ، ورأت أنّه من دون ذلك وضمانات أخرى لا يمكن أن يكون هناك حلّ.
بدوره، حذّر ميروسلاف جينكا الأمين العام المساعد لأوروبا وآسيا الوسطى والأميركتين من انتكاسة جهود السلام في الإقليم، إذ رأى أنّ الأولوية هي حماية المدنيين، داعيًا إلى وقف ما سمّاها جميع الأعمال العدائية.
هجوم غربي على أذربيجان
وأبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أسفها؛ لأنّ "أذربيجان حاولت بالقوة فرض أمر واقع"، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجانبين إلى "استئناف المفاوضات في شأن كل القضايا العالقة بهدف التوصل إلى معاهدة سلام".
وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إنّ أذربيجان تتحمّل مسؤولية ضمان امتثال قواتها بشكل صارم للقانون الدولي.
واشنطن تدعم أرمينيا
وفي واشنطن، تقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية، في مجلس الشيوخ الأميركي، وعدد من الأعضاء بمشروع قانون لدعم الأرمن يتضمن محاسبة "نظام الرئيس الأذري إلهام علييف على الفظائع ضد أرمن قره باخ".
وقبل العملية العسكرية التي نفذها جيش أذربيجان، الثلاثاء الماضي، كان يقيم في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الأرمن في قره باخ نحو 120 ألفًا، وبحسب تقديرات باكو كانت هناك قوة أرمينية داخل الإقليم تضم نحو 10 آلاف فرد معززة بأسلحة ثقيلة تشمل 100 دبابة ومدرعة. وبحسب الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية الأذرية، والتي استمرت يومًا واحدًا، أسفرت عن 200 قتيل و400 جريح.