الخليج والعالم
مسيرة الأربعين محور اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر الزحف البشري المليوني في مسيرة أربعين الإمام الحسين (ع)، الصحف الإيرانية اليوم الثلاثاء 05/09/2023، فتناولت بمقالاتها الرئيسية وتحليلاتها هذه الظاهرة الفريدة في العالم، وجوانبها المتعددة.
صحيفة "قدس"
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "قدس" تقول: "في العام الماضي، عشية أربعينية الإمام الحسين (ع)، في محادثة مع حجة الإسلام حسين مهدي زاده، رئيس مكتب النظرية الاجتماعية في أكاديمية قم للعلوم الإسلامية، تحدثنا عن آلية تنظيم الأربعين؛ كيفية حماية هذه الظاهرة حتى لا تفقد شكلها الشعبي. وفي تلك المحادثة، فسّر هذه الشبكة الشعبية على أنها أهم أصول الشيعة لبناء مستقبل جديد، وأن ما يحدث في العراق هو أن هذا المجتمع العظيم كشبكة بشرية واسعة للغاية دون أن يكون له خط قيادة واحد، في جو خالٍ من المعرفة الحديثة ودون الإعلانات الواسعة التي توفرها الحداثة للتواصل البشري، وقد بنى مهدي زاده يديه هذا العام على هذا الأصل المهم وأخبرنا عن إمكانية تعميم وتعميق وتوسيع البنية الشعبية للأربعين لتشمل شؤون اجتماعية أخرى".
ويقول في هذا الصدد: "إن العراق في بداية فترة بنائه على الرغم من أن هذا البلد ليس لديه العديد من المصانع والطرق السريعة والسدود والجسور كما لدينا، إلا أنه يمتلك تكنولوجيا اجتماعية غير عادية يمكن استخدامها كأساس لبنائه...لو أراد هذا العدد من الزوّار دخول أي دولة متقدمة في فترة زمنية قصيرة وفي منطقة جغرافية محدودة، لكان الأمر يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات ومئات الفنادق وعشرات شركات إدارة الرحلات السياحية، ولكن هذه الملحمة العالمية نفذها الشعب العراقي بنفس الخيام المصنوعة يدويًا والمواكب تقوم بأفضل ما يمكن".
وتابع: "وإذا امتدت هذه الهندسة الهائلة ذات الأساس الذاتي للشعب، والتي تتشكل حول القيم الأساسية، إلى مجالات اجتماعية أخرى، فسوف يحدث غزو المذهب الشيعي، وينبغي للعراق أن يأخذ تقدمه من هذا الأساس وألا يستبدل هذا الهيكل الاجتماعي الخالص بالهيكل الملموس للمنظمات البيروقراطية والشركات الريعية، إن البنية الاجتماعية للأربعين، مهما كانت، سواء كانت عشيرة أو وفودًا أو مواكب، لديها القدرة على التعميم والتعميق والامتداد إلى شؤون اجتماعية أخرى".
ويواصل مهدي زاده: "الكوفة هي عاصمة العالم المستقبلية، ومن الواضح أنها تتحرك نحو مستقبلها بسرعة غريبة".
"وطن أمروز"
بدورها، تناولت صحيفة "وطن أمروز" ظاهرة الزحف المليوني إلى كربلاء بذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)، كـ"وسيلة أكثر منها وجهة وهدف؛ هي الطريق التي توصلنا إلى عصر الظهور... وما أشبه هذا الطريق مع نفس "اليوتوبيا" التي صورتها وتخيلتها أو روت عنها كتب علم الاجتماع وأحاديث نهاية العالم؛ مجتمع لا يكون فيه غني وفقير، إيراني وعربي، أبيض وأسود، والجميع يسير في طريق مجتمع مثالي توحيدي تحت راية قائد عظيم...".
ورأت الصحيفة أن مناسبة الأربعين "هي ممارسة عظيمة لتصبح أفضل وأفضل، لتصبح إنسانًا وتكون أكثر استعدادًا لزمن الظهور، إذا كان عهد سيدنا الإمام المهدي (عج) هو عصر الإصلاح فإن الأربعينية هي مناورة لمن يريد الاستقامة ويكون له دور في هذا الإصلاح".
"إيران": الحجاب الناقص في إيران بين الواقع والخيال
من جهتها، تناولت صحيفة "إيران" قضية الحجاب ومحاولات الغرب لاستخدامها في إثارة الفتن وتأجيجها من خلال الأكاذيب وتزييف الحقائق، من أجل خلق صراعات سياسية.
وكتبت تقول: "لم يعكس السجل التاريخي والتجربة الحياتية للمجتمع الإيراني أي محاولة لخلق "ارتباك مفاهيمي" حول العناصر ذات الجذور الثقافية؛ وكان رد القوى الاجتماعية على هذه الجهود السياسية الزائفة هو "المقاومة الثقافية" أو "لا مبالاة" الشعب الرافض لهذه الإجراءات، حتى عندما تكون لبعض العناصر الثقافية هوية متعددة الأبعاد، بما في ذلك الهوية السياسية، وفقًا لمتطلباتها، فإن المجتمع الإيراني لم يسمح بالاستغلال غير النزيه للتيارات السياسية، وكان رد فعله ذكيًا ومبدعًا ومبنيًا على خلق فرص ثقافية جديدة من داخل التهديدات."
وتابعت:" تعتبر قضية الحجاب ميثاقًا ثقافيًا وتاريخيًا ودينيًا للشعب الإيراني، وتحاول القوى الفكرية والإعلامية المدعومة من الغرب رفع قضية الحجاب كقضية اجتماعية إلى نقطة حرجة من خلال تأجيج "الأكاذيب" وتزييف الحقيقة واستخدامها كوسيلة لدعم الاستقطاب وخلق الصراع في المجال السياسي".
وأضافت: "وإذا انتبهنا إلى المتطلبات الأساسية لأي عمل تخريبي أو تدميري، فإنّ اهتمام النظام السياسي القائم بالأهداف الاجتماعية والاقتصادية (من وجهة نظر المخربين) ليس غير إيجابي فحسب، بل إن على الغربيين واجب منع هذا العمل وحل القضايا الاجتماعية والاقتصادية عن طريق إثارة الاضطرابات وتأجيجها، لأن حل القضايا الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية وتوفير الأمن لهذه المناطق يؤدي إلى استقرار النظام السياسي عن طريق إزالة المظالم وتوفير أسباب لا معنى لها للحركات الاحتجاجية".
وختمت: " إن مهمة النخبة اليوم تتطلب من كل من له دراية بالمجال الاجتماعي أن يشرح بشكل صحيح واقع هذا المجال، وأن يسعى إلى تحقيق التماسك الاجتماعي للبلاد".
"كيهان": انخفاض التضخم
أما صحيفة "كيهان" فركّزت على نجاح الحكومة الإيرانية في خفض التضخم، لافتة إلى أنه "بحسب أحدث بيانات مركز الإحصاء، بلغ معدل التضخم من نقطة إلى نقطة للمنتج 42.4%، وهو أقل بأربعة وثلاثة أعشار نقطة مئوية عن معدل التضخم في الموسم السابق".
وأضافت: "في الواقع، انخفض معدل تضخم المنتجين، والذي يعتبر مؤشرًا تنبؤيًا لتضخم المستهلك، وفقًا لمركز الإحصاء، هذا الربيع، وبحسب هذا التقرير، بلغ متوسط السعر الذي يتلقاه المنتجون لكل إنتاج داخل البلاد هذا الربيع بنسبة 42.4 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبنفس المؤشر، في حين بلغ معدل التضخم للمنتجين في الموسم السابق 46.8 بالمئة".
وختمت "كيهان": "وفي ربيع هذا العام، سجّل إنتاج المعادن الأساسية وإنتاج الفحم ومنتجات تكرير النفط أدنى معدل تضخم بين المنتجين، وفي المقابل، سجل تصنيع المنتجات الصيدلانية أعلى معدلات التضخم".