الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تتناول سرّ إشادة الإمام الخامنئي بأداء الحكومة
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 04/09/2023، أصداء ومفاعيل خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي خلال استقباله مؤخرًا الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي وأعضاء حكومته، وإشادته بالحكومة وأدائها، وتابعت الصحف اهتمامها بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) وتحولها إلى حدث عالمي يشارك فيه الملايين من الموالين وعشاق سيد الشهداء (ع).
"إيران": سرّ إشادة الإمام الخامنئي بأداء الحكومة
أشاد الإمام الخامنئي في لقائه برئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة بالنشاط الذي حدث في مجال الصناعة والتعدين والتجارة، وفي هذا السياق، أجرت صحيفة "إيران" حوارًا مع الدكتور فاطمي أمين مستشار رئيس الجمهورية الحالي ووزير الصناعة والتعدين السابق، وسألته عن الأسرار التي تكمن خلف ثناء الإمام الخامنئي وعن النجاحات الاقتصادية التي حققتها الجمهورية الإسلامية.
ومما ذكره فاطمي أمين: "أشار الإمام الخامنئي إلى النمو الاقتصادي وخاصة المؤشرات الإيجابية للصناعة، ولذلك لا بد من تقديم إيضاحات حول الإنجازات والتطورات التي حققتها حكومة السيد رئيسي، ووفقًا لإحصائيات وتحليلات البنك المركزي، بلغ نمو قطاع الصناعة (إجمالي السلع الصناعية المنتجة) في عام 1400 – العام ما قبل الماضي الفارسي- حوالى 3.3% وفي عام 1401 – العام الماضي الفارسي- ارتفع هذا الرقم إلى 9.5% أي ثلاثة أضعاف النمو في مجال الصناعة في عام واحد، وهذا يدل على الأحداث والقرارات الإيجابية التي تم اتخاذها".
وأضاف: "إن التدفق العام للإنتاج، وهو العمالة، وإمدادات الطاقة، ورأس المال المتداول، والسوق، ينبغي تعزيزه وتوجيهه ومراقبته، إذا تم الإنتاج ولكن لا يوجد سوق، فسيتوقف الإنتاج وينخفض النمو الصناعي، ولكي يزداد نمو الإنتاج يجب أن يتوسع السوق، وهنا يبرز دور التصدير، لسوء الحظ، في العقد الماضي، كان النمو الاقتصادي منخفضًا جدًا (حوالى 0.7٪) وكان معدل التضخم مرتفعًا، وعندما يكون معدل النمو منخفضًا والتضخم مرتفعًا، فإن دخل الفرد في الأسرة لم يزد كثيرًا ...كانت الأسر تواجه معدل تضخم كبيرًا... وهذا يعني أن الطلب المحلي محدود والإنتاج المحلي يواجه طريقًا مسدودًا لعدم توفر الطلب الكافي، وبالتالي فإن الحل الوحيد في مثل هذه الحالة هو التصدير، التصدير مهم جدًا...ينبغي أن يتم التصدير على نطاق واسع لخلق الطلب على الإنتاج المحلي، وهذا الطلب يخلق الإنتاج، وهذا الإنتاج يخلق التداول الاقتصادي والنمو الاقتصادي والعمالة والدخل، ولحسن الحظ، مع الهدف الذي كنا نسعى لتحقيقه في العام الماضي، تمكنا من أن نصبح صاحب الرقم القياسي للصادرات (أكثر من 53 مليار دولار من الصادرات غير النفطية)، وهذا ساعد السوق على زيادة الإنتاج".
وتابع فاطمي أمين لصحيفة "إيران": "تم إنجاز أعمال عظيمة في قطاع رأس المال العامل للوحدات الصناعية وخاصة في سلسلة التوريد، كما تم القيام بأشياء عظيمة في ما يتعلق بتوريد المواد الخام، أحد هذه الإجراءات، التي تم اتباعها بجدية خلال فترة وزارتي، كان تبادل السلع، ركزنا على بورصة السلع لتحسين المعروض من المواد الخام".
"قدس": مسيرة الأربعين وتعزيز الوحدة الوطنية
في الأيام الحالية، ومع اقتراب ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، وانطلاق مواكب المشي المليونية في العراق نحو كربلاء، تكثر الكتابات والمقالات التحليلية حول هذه الظاهرة، سواء في تحليل أبعادها الدينية أو الثقافية أو دورها وانعكاسها على الداخل الإيراني.
وفي هذا السياق، كتب المختص في الشؤون الثقافية محمد جواد أستادي، في صحيفة " قدس": "لقد كان للطقوس، بكل اتساعها، وظيفة خاصة في مختلف المجتمعات، وكان لها حضور ديناميكي ومؤثر في قلب المجتمع في كل العصور، لقد مرت الطقوس بتحولات مع الحفاظ على معناها الداخلي مع مرور الوقت ووفقًا لظروف العصر، لكنها لم تفقد دورها الوظيفي بل أعادت إنتاج نفسها، وفي هذه الأثناء استفادت الآراء الدينية من الطقوس لفعاليتها واستدامتها أكثر من ذي قبل ولظهورها وفعاليتها اجتماعيا، ولهذا السبب، عندما نتحدث عن الطقوس، يتجه العقل اللاواعي نحو المعاني والمعتقدات الدينية".
وتابع: "الإسلام، كدين يتميز بالمناهج الاجتماعية ويهتم بحياة الناس، يستخدم الشعائر بهدف الإصلاح الاجتماعي وبناء المجتمع الإسلامي، إن الثقافة الشيعية التي تستخدم القرآن والسيرة والسنة والأحاديث لديها القدرة الأكبر على خلق مساحات شعائرية والاستفادة من بركاتها، ومن بين جميع الشعائر الدينية، نواجه حالات أصبحت منتشرة وعميقة لدرجة أنها تكتسب وزنًا مختلفًا عن جميع الشعائر المماثلة، وتعتبر قضية الأربعين والطقوس المحيطة بها من الحالات التي أصبحت هكذا مع مرور الوقت، وأصبحت مجالًا مختلفًا عن القضايا المماثلة الأخرى، لقد اجتمعت أهم وأبرز مكونات جميع الطقوس في الأربعين الحسيني وخلقت حدثًا فريدًا، بل يمكن القول أن الأربعينية لديها القدرة على إبراز وتعزيز جوانب الدين على المستوى الجماعي".
وأضاف: "إن حدث الأربعين له طابع جماعي، فبدلًا من التأكيد على الفردية، فإنه يعتبر جماعيًا، وبصرف النظر عن هذا، تجدر الإشارة إلى أن الأربعين لا يقتصر على الجوانب الثقافية والطقوسية، بل له جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة، إن استمرارية حدث الأربعين يعيد إنتاج هذه الجوانب المتعددة بانتظام ويزيد من قوتها، وهذا الحدث، الذي ولد من قلب الدين، استمر دائمًا في الوجود بشكل عفوي، مستفيدًا من حضور الناس في عصور مختلفة ووجود وجهات نظر سياسية وإدارية مختلفة، ولكن في كل عصر كان أكثر انسجامًا مع معنى الأربعين، أصبح تجلي هذا المظهر الجماعي للمنهج الديني أكثر بروزًا بعد الثورة الإسلامية، وكان لحكم الدين تأثير خطير على إقامة مراسم الأربعين، إلا أنّ هذا التدخل ينبغي أن يكون طبيعيًا جدًا ولا يخل بطبيعته العامة، وأهم ما يميز مناسبة الأربعين هو الحضور الجماعي والخالي من الأفكار المادية والدنيوية، حيث يجتمع سكان متنوعون من أعراق وثقافات مختلفة وطبقات اجتماعية مختلفة ويسيرون على نفس الطريق بغض النظر عن اختلافاتهم الملونة، الأربعين ظاهرة اجتماعية تمامًا ولها محتوى مختلف، ومن هذا المنطلق لا بد من القول إن من أبرز وظائف الأربعينية خلق وحدة وتقارب واسع بين الأطياف المختلفة، في الوضع اليوم، حيث ركز العدو على خلق الخلافات والمسافة بين الناس، أي حدث أو عمل يمكن أن يكون أكثر خصوصية من الأربعين للمساعدة في التقارب ووحدة الشعب، حدث لا ينتمي إلى أي فئة خاصة ومضمونه الحرية والعدالة".
وختم: "من وجهة النظر هذه، فالتركيز على الأربعين يمكن أن يكون أساس الوحدة الوطنية ليس فقط بين الشعب الإيراني، ولكن أيضًا بين المسلمين والباحثين عن الحرية في العالم، ومن الواضح أنه من أجل تحقيق هذا الأمر الهام، نحتاج إلى التركيز على الجوانب الثقافية لهذا الحدث الضخم وتصميم البرامج المناسبة للمجتمع".