الخليج والعالم
أدميرال متقاعد في البحرية الأميركية: "داعش" سرطان عالمي يتعزز بقوّة الإنترنت
رأى الأدميرال المتقاعد في البحرية الأميركية جيمس سترافريديس في مقالة نشرها موقع "بلومبرغ" أن التفجيرات الإرهابية التي شهدتها سريلانكا مؤخرا ترقى إلى مستوى هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
وأضاف الكاتب أن التفجيرات نُفذت بواسطة إنتحاريين وعبوات ناسفة، وكانت بشكل يبدو أنه يتخطى قدرات جماعة متطرفة محلية مثل "تواحيد جامان" المعروفة بـ "تي أن جيه"، وتابع أن ثمة شبهة متزايدة بأن تنظيم "داعش" الإرهابي لعب دورا أساسيا في التفجيرات على المستوى العملاني.
الكاتب قسّم الإرهاب الدولي إلى ثلاثة أجزاء، موضحا أن الجزء الأول ظهر في الثمانينات مع جماعات مثل "الكتائب الحمر" في إيطاليا، وجماعة الجيش الأحمر أو "بادر مينوف" في ألمانيا، ولفت في هذا السياق إلى أنه لم تكن هناك علاقات بين هذه الجماعات، وبأن تركيزها بشكل أساس كان محليا.
أما الجزء الثاني من الإرهاب-بحسب تقسيم الكاتب- فظهر بعد سقوط جدار برلين وتجسد بصعود جماعات راديكالية مثل "القاعدة" و"حركة الشباب" و"بوكو حرام"، وقال إن هذه الجماعات تتمتع بتمدّد دولي.
ومن ثم تحدث الكاتب عن الجزء الثالث من الإرهاب ،وقال إن هذا الجزء يتمثل بتنظيم "داعش"، واصفا إياه بـ"المنظمة العالمية المقتدرة ماليا، كما وصفها بالمنظمة المبتكِرة.
الكاتب قال إن "داعش" تحوّل إلى منظمة موجودة على الإنترنت تستمر بشن هجمات معقدة وتشكيل خلايا حول العالم"، مردفًا أن الخارطة العالمية التي تظهر الهجمات التي لعب فيها "داعش" دورا محوريا تكشف أن هذا التنظيم حقق أكثر بكثير مما استطاع تحقيقه تنظيم "القاعدة"، جازما بأن "داعش" سيواصل الهجمات الدموية وسيسعى للحصول على أسلحة دمار شامل – سواء كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية أو ألكترونية.
وعن كيفية التعاطي مع تهديد "داعش"، تحدث الكاتب أولاً عن "تدويل المعركة ضد التنظيم، مشددا على ضرورة تعيين مسؤولين جدد لأجل تحقيق الهدف، وقال إن "الرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي يجب أن تشدد على أن الإنتصار في سوريا لا يمثل إنجار المهمة بل يشير إلى ضرورة مضاعفة الجهود في إطار تنسيق و مشاركة المعلومات الإستخبارتية".
الكاتب لفت إلى أهمية التعاون بين الأجهزة وخاصة في المجالات الإستخبارتية والعسكرية والدبلوماسية والتنموية، وليس التركيز فقط على "مكافحة الإرهاب"، واقترح في هذا الصدد قيام الولايات المتحدة بإعداد إستراتيجية وطنية للقضاء على "داعش" ومنظمات إرهابية دولية مرتبطة بها، وقال إن هذه الاستراتيجية يجب أن تعد وتنفذ بالتزامن مع إستراتيجيات وطنية أخرى في مجالات مثل الأمن الداخلي والأمن الالكتروني والدفاع الصاروخي.
وأشار الكاتب إلى نقطة ثالثة تتعلق بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، وقال إن ذلك يشمل التعاون مع منظمات خاصة غير حكومية مثل "الإنتربول" و"الصليب الأحمر" و"الهلال الأحمر" و"أطباء بلا حدود" وغيرهم، كما تحدث عن ضرورة التعاون مع شركات تكنولوجية عملاقة مثل "غوغل".
وفي الختام حذر الكاتب من أن "الجزء الثالث" من الإرهاب سيبقى ينتشر وكأنه سرطان عالمي وسيكون معزز بقوة الإنترنت، مؤكدًا ضرورة إستخدام وسائل غير عسكرية تعود إلى القرن الواحد والعشرين لاحتواء هذا الإرهاب والسيطرة عليه.