معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مرشح جمهوري بارز للرئاسة الأميركيّة: واشنطن لم تحافظ على مكانتها قوةً عظمى في العالم 
28/08/2023

مرشح جمهوري بارز للرئاسة الأميركيّة: واشنطن لم تحافظ على مكانتها قوةً عظمى في العالم 

قال الكاتب الأميركي فيفيك راماسوامي، وهو أحد المرشحين الجمهوريين البارزين للرئاسة الأميركيّة، إنّ الولايات المتحدة أضاعت فرصتها في أعقاب الحرب الباردة، اذ لم تحافظ على مكانتها قوةً عظمى في العالم بسبب تبنيها "الرأسمالية الديمقراطية" مع "الصين الشيوعية"، وفقًا لتعبير الكاتب.

وفي مقالة، نُشرت في مجلة "The American Conservative"، تطرق الكاتب، والذي بات يحظى بشعبية لا يستهان بها بحسب الاستطلاعات، إلى معادلة التوازن الصعبة، موضحًا أن: "هناك جهودًا مشتركة بين الصين وروسيا بشكل يهدّد الولايات المتحدة". كما تعهد الكاتب بتبني استراتيجية تستند إلى الدفاع عن "الوطن"، بعيدًا عما وصفه "الحماقات الدموية" للمحافظين الجدد والتدخلات "الليبرالية". كذلك شدّد الكاتب على معادلة أميركا أولًا، بدلًا من إنفاق المليارات من أجل نشر القوة، بينما تمتنع الدول الحليفة عن إنفاق الأموال، بحسب قوله.

وتابع الكاتب أن الرئيس المفضل لديه، في ملف السياسة الخارجية، هو ريتشارد نيكسون، وأن الأخير تبنى مقاربة تتسم بالواقعية. كما تعهّد بإعادة إحياء إرث نيكسون من خلال رفض ما وصفها باللغة الدموية حيال موضوع أوكرانيا، مشددًا على أن الأخيرة لا يمكن أن تنتصر ضد روسيا. وقال إنه كلّما طالت الحرب في أوكرانيا اتضح أنّ هناك منتصرًا واحدًا فيها وهي الصين، وفقًا لتعبيره، ووعد بالتخلي عن المقاربة "الأخلاقية" لصالح الواقعية من خلال نهج عكسي للذي تبناه نيكسون العام 1972، حين تعهّد بالذهاب إلى موسكو العام 2025 (بعد الانتخابات الرئاسية القادمة في أواخر العام 2024).

وتوعد بتحقيق السلام في أوكرانيا، وفقًا لشروط تضع مصالح أميركا أولًا، مضيفًا أن إدارة بايدن حاولت أن تدفع بالرئيس الصيني شي جين بينغ إلى التخلي عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشددًا على أنه يجب في المقابل دفع بوتين نحو التخلي عن شي.

وحول مضامين أي اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، قال الكاتب إنه سيقبل بسيطرة روسيا على "الأراضي المحتلة"، بحسب تعبيره، وأنه سيتعهّد بمنع طرح موضوع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وذلك مقابل انسحاب روسيا من تحالفها العسكري مع الصين.  كذلك تحدث عن رفع العقوبات عن روسيا وإعادتها إلى الأسواق العالمية، مضيفًا أن من شأن مثل هذه الخطوات تحويل روسيا إلى قوة تضبط المخططات الصينية في شرق آسيا.

كما توعد الكاتب بإعلان الاستقلالية الاقتصادية عن الصين، والمطالبة بالسلوك "العادل" على صعيد العلاقات التجارية بين بلاده وبيكن.

وحول منطقة القارات الأميركية والدول اللاتينية، تحدث الكاتب "عن بالونات تجسس صينية تدخل الأجواء الأميركية، وعن وجود قواعد تجسس صينية في كوبا، ومرافئ تابعة لبيكن قرب قناة باناما"، وفقًا لادعائه. 

وشدّد الكاتب علي ضرورة إعادة تبني "عقيدة مونرو" ورفض "تعديات الخصوم" في المنطقة. كما لفت إلى موجات يسارية في أميركا اللاتينية، إذ قال إن ذلك تسبب بانعدام الاستقرار الاقتصادي. وأضاف أن عصابات المخدرات في المكسيك تستخدمها شركات صينية إجرامية من أجل ادخال المخدرات إلى بلاده، مشيرًا إلى الهجوم الذي تتعرض له الحدود الأميركية بسبب المهاجرين والمخدرات.

وحول ملف تايوان، قال الكاتب إن بلاده استمرت بسياسة الغموض الاستراتيجي لمدة أطول من المطلوب بكثير. وفي الوقت نفسه، أكد ضرورة أن تزيد تايوان من نفقاتها العسكرية وأن تعزز جهوزيتها، وذلك إذا ما ارادت شراكة دفاعية مع واشنطن. كما شدّد على توفير تايوان بالسلاح الذي تحتاجه من أجل "الدفاع"، سواء من محاولة غزو عبر البحر أم من أجل حركة تمرد ضد احتلال أجنبي في المستقبل، إذا ما دعت الحاجة، وفقًا لتعبيره.

وأثنى الكاتب، وهو من أصول هندية، على أهمية الهند في السياسية الأميركية حيال منطقة المحيطين الهندي والهادئ.  كما تعهّد بإيجاد طرائق لتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، وجعل الأخيرة تؤدي دورًا رياديًا في المنطقة. كذلك توعد الكاتب بالسعي لإبرام صفقة مع الهند في مجال تكنولوجيا الغواصات النووية، على غرار اتفاقية "اوكس".  وقال إن من شأن مثل هذه الخطوات تمكين الهند من الوقوف مع واشنطن بفرض حصار بحري في بحر أندامان ومضيق ملكة، وهو معبر لتزويد الصين بالنفط من الشرق الأوسط.  وتابع أن مثل هذه الإجراءات ستردع الصين عن "غزو" تايوان، وفقًا لزعمه.

كما تحدث الكاتب عن ضرورة حثّ الحلفاء مثل اليابان والفلبين وأستراليا على زيادة ميزانيتها العسكرية، مردفًا أن هذه الدول وإلى جانب دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا يجب تشجيعها على الاستثمار في الدول الإقليمية الفقيرة من اجل مواجهة نفوذ الصين الاقتصادي. كذلك أضاف أن واشنطن يجب أن لا تمتنع عن طلب الأوروبيين الوقوف معها في آسيا، اذا كانت واشنطن ستقف مع الأوروبيين.

وأكد الكاتب أنه يجب رسم حدود واضحة للناتو والتعهّد بعدم توسيع أراضي الحلف، مشددًا على ضرورة أن تكون القوات الأوروبية خط الدفاع الأساس عن الحدود الأوروبية، بينما تؤدي أميركا دور الموازن كخيار أخير.

وفيما يخص الشرق الأوسط، تحدث الكاتب عن ضرورة أن تحدّ الولايات المتحدة من اهتمامها بهذه المنطقة.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم