الخليج والعالم
معتقلو "جو" يُقاومون بأكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البحرين
يدخل إضراب المعتقلين عن الطعام في سجن جو البحريني يومه التاسع عشر الذي بدأ في 7 آب/أغسطس الجاري، تحت شعار "لنا حق" للمطالبة بتحقيق مطالب صحية وإنسانية بسيطة.
وعلى الرغم من نقل الإعلام العربي والغربي على حدّ سواء هذا التحرّك، إلّا أن إدارة السجن لم تستجب حتى الآن بشكل حقيقي، فيما تستمرّ الأوضاع على سوئها.
بالموازاة، برزت مواقف محلية تحثّ السلطة على التجاوب مع نداءات السجناء.
السيد الغريفي
العلامة السيد عبدالله الغريفي أكّد في حديث الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول أنّ "ازدحام السجون يؤزّم المسارات ويحمّل الدولة أعباءً، وشكاوى نزلاء السجون بحاجة إلى معالجة جادة من أجل الحفاظ على كرامة هذا الوطن وعزة هذا الشعب".
وبيّن أنّ "الأزمات تكبر والعلاجات تتعقَّد لأنّ هناك خللًافي التعاطي معها، ويجب معالجة الخلل ويجب أن تكون هناك حوارات جادة وصادقة ليس من أجل أنْ ينتصر فريق على فريق آخر، وإنّما من أجل أنْ تنتهي الأزمات وتترشَّد المواقف وتتقارب القناعات وبناء الوطن، وأنْ ينتصر التسامح على الانتقام والأمن على الرعب والعدل على الظلم".
واعتبر أنّ "الوطن لا يستقر إلا بمقاربة الأزمات بحكم ووعي وبصيرة، ولكي يبقى الوطن عزيزاً وكريماً مطلوب أنْ يتحرّر من كل الأزمات"، مشدداً أنّ "هذا ليس عسيراً متى خَلُصَت النوايا وتقارب الإرادات".
الشيخ صنقور
بدوره، لفت إمام مسجد الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ محمد صنقور في خطبة الجمعة إلى أنّ "قضية السجناء والانهاء لمعاناتهم ما تزالُ عالقةً رغم أنَّها من أيسرِ القضايا وأشدِّها إلحاحًا على الضمير كونها قضيةً إنسانيَّةً بامتياز لا تشوبُها شائبةٌ سياسيَّة أو شائبةٌ أمنيَّة، بل هي قضية إنسانية في دوافعِها وإطارِها وجوهرِها وتداعياتها".
وتابع "فليتمحَّضِ السعيُ في معالجةِ هذه القضية من منطلقِ انسانيَّتها، هذا ما نأملُه ونرجو اللهَ تعالى أنْ يُوفِّق لبلوغِه، فالوطنُ يستحقُّ منا السعيَ في طريقِ التجاوزِ لآلامِه وآلامِ أبنائه وأن يحظى فيه الجميعُ بالرخاء والاستقرار".
مجيد ميلاد
من ناحيته، اعتبر القيادي في جمعية "الوفاق" مجيد ميلاد أنّ "القوة تكمن في الاستجابة للحق ولو على نفسك، أمّا إدارة الظهر واستلاب الآخرين حقوقهم فضعف لا محالة، سيما على مَنْ لا يملك ناصرًا إلا الله تعالى، معقبًا "هذا ما يعلمنا إياه الدين الإسلامي"، متسائلًا "هل عدم استجابة السلطة لمطالب السجناء في إضراب لنا حق في سجن جو قوة؟"، خاتمًا بالقول: "نعم قوة، ولكنها تستبطن ضعفًا شديدًا أمام الاستجابة للحق وإقامة العدل".
وضع السجناء
وخرجت إلى العلن مواقف من السجناء قدموا شرحًا للأوضاع داخل السجن.
وفي رسائل متعددة من السجناء، نقل معتقل الرأي حسين عبدالله السّواد أنّه يتم التعامل مع المعتقلين السياسيين كما السجناء الجنائيين، فيما كشف معتقل الرأي حسن يوسف العصفور أنّه يتم عزل السجناء "عن العالم الخارجي ولا يسمح لذوينا بإيصال ما نحتاج له من ثياب وكتب ومستلزمات".
معتقل الرأي السيد علي العلوي شدد على أنّ "ظروف السجن قاسية جدًّا ولا تضمن السلامة الصحية"، بينما أوضح معتقل الرأي حسام مهدي سرور أنّ المعقتلين يعانون "من تضييقات أفراد الشرطة المجنسين الذين لا يراعون مقدستنا".
أمّا الشيخ ميرزا المحروس فبحسب المعلومات يُعاني من تدهور حالته الصحية بعد تعرّضه للإهمال الطبي، ولاسيّما أنه مُصاب بمرض السكر والقولون والقلب.
ويطالب الشيخ المحروس بتوفير العلاج المناسب، فيما تتجاهل إدارة السجن صوته وتتذرّع بأنه في كل مرة يؤخذ للمستشفى لا يتم علاجه على اعتبار أن الطبيب المختص غير موجود.
نصرة الشعب مستمرة
ولم يغب الشعب عن المشهد وعن نصرة المعتقلين، إذ خرج البحرينيون في تظاهرات تضامنية في مختلف المناطق منها: منطقة السنابس، منطقة جدحفص ومنطقة ابو صيبع.
أكبر إضراب في تاريخ البحرين
إعلاميًا، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مقالًا عن القضية، مشيرة إلى أنّ "أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البحرين يشعل احتجاجات"، لافتة إلى أنّ الإضراب يأتي "وسط مخاوف أميركية في بلد يعد حليفًا رئيسيًا لها في الخليج".
جمعية الوفاق البحرينيةالمعارضة البحرينية