الخليج والعالم
اختتام قمة "بريكس" الـ 15.. النهج الأحادي في طريقه إلى الزوال
اختتمت قمة "بريكس" الخامسة عشر أعمالها مؤكدة على التزام "تعزيز وتحسين الحوكمة العالمية من خلال تشجيع نظام أكثر مرونة وفعالية وكفاءة، ونظام دولي متعدد الأطراف، ديمقراطي وخاضع للمساءلة"، وعلى "ضرورة حل الملف النووي الإيراني من خلال الوسائل السلمية والدبلوماسية، ووفقًا للقانون الدولي".
كذلك، دعت المجموعة إلى "زيادة مشاركة الأسواق الناشئة والدول النامية في المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف"، مشددةً على "مواصلة التعاون داخل الرابطة لتعزيز الترابط بين سلاسل التوريد وأنظمة الدفع من أجل تحفيز تدفقات التجارة والاستثمار".
إضافة إلى ذلك، أعربت المجموعة عن تقديرها "الاهتمام الكبير الذي أبدته دول الجنوب العالمي بعضويتها"، كما أعربت عن دعمها الكامل لموسكو، في ما يتعلق برئاستها لمجموعة "بريكس"، في عام 2024، وعقد القمة الـ 16 في مدينة قازان الروسية.
وفي كلمة له في ختام أعمال قمة "بريكس، أكد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي أنّ طهران تدعم جهود المجموعة للتخلّي عن الدولار في التعاملات المالية، مضيفًا أنّ "بريكس تفتح آفاقاً جديدةً، وهي سبيل نحو بناء عالم متعدد الأقطاب".
وأضاف السيد رئيسي أنّ "توسّع مجموعة "بريكس" يبيّن أنّ النهج الأحادي في طريقه إلى الزوال"، مشيدًا بقرار أعضاء "بريكس" توسيع المجموعة، بما "يوفّر الأرضية لمواصلة التنمية الدولية بصورة أكثر عدالة".
وجدّد الرئيس الإيراني في كلمته رفض بلاده "كل السياسات التمييزية والعنصرية من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الشعب الفلسطيني".
وكذلك، وخلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ، شدد السيد رئيسي على أنّ انضمام إيران لمجموعة "بريكس" سيعزز معارضة التكتل للهيمنة الأميركية.
من جهته، قال الرئيس الصيني إنّ بلاده "مستعدة لتعزيز التعاون مع إيران، في إطار مجموعة "بريكس"، وغيرها من التكتلات متعددة الأطراف".
وأضاف الرئيس الصيني أنّ بكين "مستعدة لتعزيز الصداقة وتعميق الثقة المتبادلة مع الجانب الإيراني، ومواصلة الدعم المتبادل في القضايا ذات المصالح الأساسية المشتركة".
وهنّأ الرئيس الصيني، إلى جانب باقي قادة المجموعة، الدول التي انضمت إليها، وحسمت قرارها بالتعامل مع الدول المتقدمة والصاعدة.
كما التقى السيد رئيسي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على هامش القمة، وأفادت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء، بأن الجانبين أجريا محادثات قصيرة، على هامش القمة.
وثمّن بن فرحان دعوة "بريكس" السعودية للانضمام إليها، وقال إننا "ننتظر التفاصيل حول طبيعة العضوية ومقوماتها، وبناءً عليها سنتخذ القرار".
بدوره، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي لخص فيه نتائج قمة "بريكس"، عن اتفاقات تم التوصل إليها مع دول المجموعة لتعزيز الروابط المالية للمجموعة والابتعاد عن الدولار.
وقال لافروف: "هناك اتفاق للعمل الحثيث لتشكيل منظومات مالية بديلة، وسيكون ذلك مساهمة في تسهيل عمل بنك التنمية الجديد لـ"بريكس".
وأشار لافروف، إلى أن قضايا الطاقة ستصبح أكثر إلحاحًا بعد انضمام المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة إلى "بريكس"، كما لفت إلى أن جميع المشاركين يؤيدون عدم تغيير اسم "بريكس" بعد دخول دول جديدة.
وفي المؤتمر الصحفي، شبه لافروف "بريكس" بفريق كرة القدم بعد انضمام الدول الست الجديدة ليصبح عدد أعضائها أحد عشر عضًوا كعدد أفراد فريق كرة القدم.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن مجموعة "بريكس" في قمتها المقبلة في قازان الروسية ستكون مؤلفة من 11 عضوًا.
وأضاف لافروف أننا ندعم إصلاح مجلس الأمن من خلال توسيع حلقته في جميع فئات العضوية بما في ذلك الدائمة، ولا ندعم أن يكون لألمانيا واليابان عضوية دائمة بمجلس الأمن بسبب مواقفهما.
واعتبر لافروف أن تدخل "إيكواس" في النيجر لن يعود بالفائدة على أي طرف فهذا السيناريو سيكون هدّامًا وقاتلًا وسيؤدي إلى وقوع الكثير من الضحايا.
ولفت الى أنه لا يوجد إشارات غربية تجاه تنفيذ الشق الثاني من صفقة الحبوب ولا يمكننا الموافقة على وعود لم يُنفذ أي منها.
وكانت قمة مجموعة "بريكس" قد انطلقت، الثلاثاء الماضي، في جوهانسبرغ، إحدى مدن جنوب أفريقيا، وسط تطلّع عدد من الدول للانضمام إلى التكتل الاقتصادي، في سياق من الانقسامات على الساحة الدولية، عزّزتها الحرب في أوكرانيا.
واجتمع أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة من دول الجنوب، وكثير منهم شجبوا لسنوات النظام الدولي الذي يقوده الغرب لتهميشهم، لحضور القمة السنوية الـ15 لقادة مجموعة "بريكس".
وخلال القمة، ناقش قادة المجموعةِ مجموعةَ الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية، إضافة إلى إنهاء هيمنة الدولار.
وتسعى مجموعة "بريكس" المكوّنة من (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) إلى منافسة مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة)، وتعدّ هذه ثاني أخطر محاولة للمنافسة منذ تشكيل "بريكس" في العام 2009، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.