الخليج والعالم
الولايات المتّحدة أمام أزمة دينيّة
أكد الكاتب الصحفي الأميركي "نيكولاس كريستوف" أنّ الولايات المتّحدة أمام أزمة دينيّة، لافتًا إلى تزايد الأدلة التي تفيد بتراجع التدين فيها. وتحدّث الكاتب، في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن ابتعاد الشعب الأميركي عن الكنيسة، لافتًا إلى أنّ استطلاعًا لمجموعة "غالوب" أظهر للمرة الأولى أنّ أقلية من المواطنين ممن تفوق أعمارهم ثمانية عشر عامًا ينتمون إلى كنيسة أو كنيس يهودي أو مسجد.
كما استشهد الكاتب بكتاب جديد يتحدث عن أكبر وأسرع تحول ديني في تاريخ أميركا، وهو كتاب أطلق عليه تسمية "زوال الكنيسة الكبير"، لافتًا إلى أنّ نحو 40 مليون مواطن أميركي ممن كانوا يرتادون الكنيسة توفقوا عن ذلك، وأنّ هذه الظاهرة تنطبق، بشكل خاص، على الأعوام الخمسة وعشرين الأخيرة.
وتابع الكاتب أنّ السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا في نسبة البالغين ممن يعلنون عدم الانتماء إلى أي معتقد ديني إلى 29% ، بعد ما بلغت 16%. كما نبّه إلى أنّ أقل من نصف الأميركيين فقط قد يعلنون الانتماء إلى المسيحية، مع حلول منتصف الثلاثينيات، وذلك في حال استمرت الأمور بالوتيرة نفسها. وبحسب الكاتب، تأييد عدد كبير من الشخصيات القياديّة المسيحية للرئيس السابق دونالد ترامب قد شكّل بالنسبة إلى البعض مؤشرًا واضحًا على التراجع الأخلاقي، إذ إنّ ترامب كان يتباهى بالاعتداء على النساء - وفقًا لتعبير الكاتب- وقام بفصل الأطفال عن أهاليهم عند الحدود مع المكسيك.
كذلك حذّر الكاتب من تداعيات واسعة النطاق نتيجة "فقدان المجتمع الديني"، إذ إنّ التجمعات الدينيّة تُعدّ جزءًا أساسًا من الرأسمال الاجتماعي الأميركي. ولفت نيكولاس كريستوف إلى ما ورد في كتاب جديد، يحمل عنوان "فقدان ديننا"، لـ"راسل مور" وهو من الشخصيات المعروفة من المعسكر الإنجيلي، يتحدث فيه عن أزمة في الديانة المسيحية في الولايات المتّحدة.
في الختام، تحدّث الكاتب عن أنّ "مور" ينتقد بقوة كيف أنّ العديد من القادة الإنجيليين أيدوا ترامب، ويتطرق إلى معطيات تفيد بأنّ الناس اختاروا ترك الكنيسة؛ ليس لأنّهم فقدوا الإيمان بالله بقدر ما يعود السبب إلى فقدانهم الثقة بالقادة الدينيين والقيادة الأخلاقيّة للكنيسة.