الخليج والعالم
الدّنمارك تراجع موقفها تجاه المسّ بالقرآن الكريم: خطر يهدّد أمننا
تراجعت الحكومة الدّنماركية عن تساهلها مع حوادث الإساءة والتدنيس للقرآن الكريم، بعد أن وجدت بذلك أمرًا مهدّدًا للأمن ويعرّضها لخطر العزلة دوليًا. فقد أكّدت رئيسة الوزراء الدّنماركية "ميتيه فريدريكسن"، في أوّل تعليق لها على جريمة حرق المصحف الشّريف، مساء أمس الخميس (3/8/2023)، أنّ حوادث حرق الكتب المقدّسة لا يمكن وضعها في إطار حريّة التعبير.
قالت "فريدريكسن": "لا أرى أنّ الفعل الذي يترتّب عليه حرق كتب يمكن وصفه بتعبير عن الرأي؛ ولذلك فإنّ الإجراءات التي ستجرّم حرق الكتب الدينيّة لن تسهم في الحدّ من حرية التعبير"، لافتة إلى أنّ الحظر المحتمل "لن يسبب مشكلة".
كما تطرقت رئيسة الوزراء الدّنماركية، للمرة الأولى، إلى الاعتداءات التي تستهدف القرآن الكريم في بلادها، قائلة: "هناك خطر أمني ملموس.. هذا يعرّضنا لخطر العزلة دوليًا". وأوضحت: "هذا يمثّل مشكلة، بشكل خاص، في وقت نبذلُ فيه كثيرًا من الجهود لبناء شراكات وتحالفات". وأكّدت أنّ الشّرطة تشدّد الرقابة على الحدود في أعقاب حوادث إحراق القرآن، في الآونة الأخيرة، و"التي أثّرت على الوضع الأمني في البلاد".
أوضحت الوزارة في بيان لها أنّ: "السّلطات خلصت، اليوم، إلى أنّه من الضروري في الوقت الراهن زيادة التركيز على من يدخل الدّانمارك، من أجل مواجهة التهديدات المحدّدة الحالية"، مضيفة أنّ تشديد الضوابط الحدوديّة سيتم مبدئيا حتى 10 آب/أغسطس الجاري.
كما ذكر وزير العدل "بيتر هوملغارد"" في البيان" أنّ: "حوادث إحراق المصحف، في الآونة الأخيرة، أثرت على الوضع الأمني الحالي، كما قالت الشرطة".
وكانت الحكومة الدّنماركية قد أعلنت أنّها ستدرس سبلًا قانونيّة للحدّ من الاحتجاجات التي يتخلّلها في بعض الظروف حرق نسخ من الكتب المقدّسة. وقالت الخارجية الدّنماركية، في بيان لها، إنّ الحكومة ترغب في "درس" إمكان التدخّل في حالات تشتمل "على إهانة دول وثقافات وديانات أخرى، وقد تكون لها تداعيّات سلبيّة ملحوظة على الدّنمارك، وخصوصًا على الصعيد الأمني"، لافتة إلى أنّ تظاهرات مماثلة يستغلها متطرّفون وتثير الانقسام.
جدير بالذكر تكرّر جرائم الإساءة للمصحف الشّريف، مؤخرًا، في السّويد والدّنمارك، من يمينيين متطرّفين أمام سفارات دول إسلاميّة، ما أثار ردود فعل عربيّة وإسلاميّة غاضبة رسميًا وشعبيًا، إضافة إلى استدعاءات رسميّة لدبلوماسي الدّولتين في أكثر من بلد عربي.
كما كان لافتًا، أيَضًاـ في 26 تموز/يوليو الماضي، تبني الأمم المتّحدة قرارا بتوافق الآراء، صاغه المغرب، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدّسة، بصفتها انتهاكًا للقانون الدّولي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024