الخليج والعالم
سوليفان في الرياض.. الإعلام الأمريكي يتحدّث عن انطلاق مساعي تطبيع السعودية وكيان العدو
كشف الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن الرئيس الأميركي جو بايدن ينظر في إمكانية إبرام اتفاقية أمنية مشتركة مع السعودية تشمل التطبيع بين الأخيرة وكيان العدو، شريطة تقديم "تل أبيب" تنازلات للفلسطينيين تبقي "حل الدولتين" على قيد الحياة، وفق تعبيره.
وفي مقالة نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز"، أشار الكاتب إلى أن بايدن أوفد مستشار الأمن القومي جايك سوليفان ومسؤول سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك إلى السعودية، من أجل بحث التوصل إلى تفاهم "أميركي سعودي "إسرائيلي" فلسطيني"، وذلك بعد مناقشات جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين كبار المسؤولين الأميركيين.
كما قال الكاتب إن بايدن أعطى الضوء الأخضر لفريقه من أجل إجراء المحادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك لمعرفة ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق وبأيّ ثمن، مردفًا إن المحادثات الاستكشافية تمضي قدمًا بوتيرة أسرع مما كان يعتقد.
وشدد على "أهمية المحادثات لسببين إثنين، الأول هو أن الاتفاقية الأمنية التي تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل"، وفق تعبير الكاتب، ستغير المشهد في الشرق الأوسط"، اذ ستكون أكثر أهمية من معاهدة "كامب ديفيد" بين مصر و"إسرائيل"، كما أن من شأنها تحجيم العلاقات السعودية الصينية، معتبرًا أن "الاتفاقية الأمنية بين "إسرائيل" والسعودية ستمهد للتسوية بين "إسرائيل" والعالم الإسلامي بأسره، وفق زعمه، والذي يشمل دول عملاقة مثل إندونيسيا وباكستان".
وعن السبب الثاني، قال الكاتب "في حال شكلت الولايات المتحدة تحالفًا أمنيًا مع السعودية بشرط تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" وتقديم الأخيرة تنازلات حقيقية للفلسطينيين، سيضطر أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو حينها إلى الاختيار ما بين ضم الضفة الغربية أو "السلام" مع السعودية والعالم الإسلامي".
وبحسب الكاتب، السعوديون يريدون ثلاثة أشياء أساسية من واشنطن، وهي اتفاقية أمنية تكون بمستوى حلف الناتو تنص على تدخل أميركي للدفاع عن الرياض في حال تعرض الأخيرة للهجوم. ثانيًا، ترغب السعودية بامتلاك برنامج نووي مدني تحت رقابة أميركية. وثالثًا تريد الحصول على أسلحة أميركية أكثر تطورًا مثل أنظمة الدفاع ضد الصواريخ البالستية.
وفي المقابل، قال الكاتب إن الولايات المتحدة تريد من السعودية وقف القتال في اليمن ورزمة مساعدات ضخمة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك وضع قيود على العلاقات بين السعودية والصين.
كما تحدث عن هواجس أميركية بعد التقارير التي صدرت العام الماضي والتي أفادت أن السعودية تنظر في إتمام بعض مبيعات النفط بالعملة الصينية بدلًا من الدولار الأميركي، مضيفًا أن من شأن ذلك أن يكون له أثر سلبي كبير على مكانة عملة الدولار نظرًا إلى نفوذ الصين والسعودية الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، استبعد الكاتب أن يقدم بايدن على أي صفقة تتجاهل الملف الفلسطيني، إذ إن ذلك سيقضي على ما أسماه "الحراك الديمقراطي الإسرائيلي"، وذلك من خلال تقديم جائزة جيوسياسية إلى نتنياهو مجانًا بعد اتخاذه خطوات تتناقض والديمقراطية.
كما قال إن ذلك سيقضي على "حل الدولتين"، والذي وصفه الكاتب أنه الحجر الأساس للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، وفق قوله.
وحذر من أن تبني بايدن هكذا نهج يتجاهل الملف الفلسطيني سيشعل حالة تمرد من قبل الجناح التقدمي في حزبه، ويجعل المصادقة على أي اتفاق مهمة شبه مستحيلة.
بايدن قد لا يكون قادرًا على الاستجابة لطلبات السعودية
بدوره، توقف موقع "Al-Monitor" عند زيارة مستشار الأمن القومي جايك سوليفان ومسؤول سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك وكذلك كبير المستشارين للشؤون الطاقة والبنية التحتية عاموس هوخستاين للسعودية حيث التقوا ولي العهد محمد ابن سلمان في الرياض من أجل بحث إقامة علاقات رسمية بين السعودية وكيان العدو.
ووفق الموقع، حضر اللقاء حضره وزير الطاقة سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع خالد بن سلمان، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرمين، وكذلك مستشار الأمن القومي "مساعد العيبان"، إلى جانب السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر والسفير الأميركي لدى الرياض مايكل راتني.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله إنه جرى بحث التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، إلى جانب عدد من الملفات الأخرى.
ولفت الموقع إلى أن بايدن قد لا يكون في مقدوره الاستجابة لطلبات السعودية، اذ إن أيّة معاهدة أمنية على غرار تلك المبرمة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تحتاج إلى موافقة الكونغرس، وتحدث عن هواجس كبيرة لدى مشرعين كبار في كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لأيّة تحالفات من هذا النوع السعودية.