الخليج والعالم
واشنطن تتحضر لخوض حرب باردة ضد الصين
رأى الكاتب باتريك بوكانان في مقالة نشرتها مجلة "ذا اميركان كونسيرفاتيف" ان الولايات المتحدة تواجه تحديات في جبهات عدة، بسبب تدخلها العسكري في "الشرق الأوسط" وإشعالها حربا باردة مع الجانب الروسي واحتضانها للصين في فترة من الفترات.
وأوضح بوكانان، وهو شخصية معروفة عمل مستشاراً لعدد من الرؤساء الاميركيين السابقين، ان 3 أسباب ورطت أميركا في مواجهات تحديات كبيرة، أولها تدخلاتها العسكري في "الشرق الاوسط" حيث لا خطر على أي مصالح اميركية حيوية، وثانيا انها استغلت توسع حلف "الناتو" باتجاه أوروبا الشرقية والبلقان ودول البلطيق لتشعل حربا باردة ثانية مع روسيا، وثالثا بسبب "احتضانها" الصين على مدار عقود، قبل ان تدرك واشنطن بان بكين بدأت تتحول إلى قوى عظمى "حاقدة" لا يمكن "ان تحقق طموحاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادىء إلا على حساب أصدقاء الولايات المتحدة"،على حد تعبير الكاتب.
وتساءل الكاتب : "ما إذا كان باستطاعة الولايات المتحدة إتباع سياسة احتواء ضد كل من روسيا والصين في آن واحد، والحفاظ على "الالتزامات" المتعلقة بـ"الدفاع" عن عشرات البلدان حول العالم"، مضيفا : "اذا كان باستطاعة الولايات المتحدة بالفعل القيام بذلك، فإلى متى وباي ثمن؟".
وتابع الكاتب ان المؤسسة الاميركية ادركت مؤخراً بانها ارتكبت "خطأ تاريخيا" تمثل بمساعدة الصين على لعب دور هام في المسرح العالمي ومحاولة شراء صداقة الصين من خلال فائض تجاري ضخم لصالح بكين".
كما تساءل: "هل بامكان الولايات المتحدة وهل يتوجب عليها خوض حرب باردة مع روسيا والصين في آن معاً؟، وتابع "هل يتوجب على الولايات المتحدة ان تقوم بما قام به الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون والعمل على فك التحالف بين روسيا و الصين؟".
وقال الكاتب : "في حال تم التوصل إلى الاستنتاج يؤكد ان الصين تشكل تهديدا للمصالح الاميركية على الامد الطويل وليس روسيا، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يواصل إقامة علاقات تجارية مع الصين، بفائض تجاري بقيمة 400 مليار دولار في العام"، واعتبر ان ذلك "سيشكل سياسة اقرب إلى الاسترضاء "الانتحاري".