الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: التنديد بإحراق القرآن مستمرّ واهتمام بظروف التضخّم في البلاد
لا تزال الصحف الإيرانية تتفاعل مع جريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد، متحدثة عن المتطرف الذي قام بهذا الفعل وعن ردّات الفعل الإيرانية من السياسيين والعلماء. وفي الداخل الإيراني برزت زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لمحافظة كرمان لتدشين مشاريع للطاقة والمياه، كما أُثيرت قضية التضخم في البلاد والتوقعات الاقتصادية بهذا الصدد.
التنديد بجريمة إحراق القرآن يتواصل
وأثار حرق المصحف عدة مرات في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد غضب مسلمي العالم، حدث حرق القرآن في هذا البلد بعد يوم الأربعاء الماضي، حيث أصدرت الحكومة السويدية ، في عمل استفزازي ومهين ، تصريحًا لإقامة تجمع لغرض حرق القرآن خارج المسجد الرئيسي في ستوكهولم.
وبحسب تقرير صحيفة " إيران"، فإنّه عقب إصدار الشرطة السويدية تصريحًا بجمع وحرق المصاحف في ستوكهولم، حاول بعض المشاركين في التجمع بمن فيهم مهاجر عراقي حرق القرآن في يوم عيد الأضحى. وأوضحت "هذا المهاجر العراقي، كان منتميًا لمجموعة مسلّحة مسيحية في العراق واعتقل عام 2017 بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكنه أطلق سراحه بتدخل دولي وذهب إلى السويد".
وتابعت الصحيفة "تسبب تدنيس القرآن الكريم وحرق الكتاب المقدس الإسلامي من قبل متطرف سويدي في موجة من الإدانات بين مختلف الدول الإسلامية وغير الإسلامية"، مشيرة إلى أنّ "في إيران، عقب هذه الحادثة، تم استدعاء القائم بالأعمال السويدي إلى وزارة الخارجية في ظل غياب السفير، وتم إبلاغ احتجاج إيران إليه، كما صرّح وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان "الديمقراطية واعتبار هذه التصرفات من الحريات تشجع الإرهاب والتطرف، وسيذهب دخانها إلى عيون الغرب قبل أي طرف آخر.".
وأما المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، ردّ على الإذن والضوء الأخضر الذي أعطته السويد لمناهضي الإسلاميين بتكرار الإساءة للقرآن الكريم، وأشار إلى جهود المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في تعزيز احترام الأديان والتعاليم الدينية الأصيلة، وقال "إهانة الكتب المقدسة مثال على العنف ونشر الكراهية ومخالفة للقيم الأصلية لحقوق الإنسان"، مؤكدًا في إدانته لهذا العمل أنّه من المتوقع أن تنظر الحكومة السويدية بجدية في مبدأ المسؤولية والمحاسبة في هذا الصدد، و منع تكرار إهانة المقدسات.
وأضافت صحيفة "إيران"، أنّ آية الله حسين نوري همداني، وهو من المراجع المعروفين في قم المقدسة، قال في لقاء مع بعض علماء الحوزة مستنكرًا إهانة القرآن الكريم "إن العالم المتعجرف اليوم أكثر انخراطًا في معاداة الإسلام من أي وقت مضى، وبالتالي يجب على رؤساء الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية أن يعلنوا بكل الوسائل الممكنة اشمئزازهم من إهانة القرآن الكريم"، كما تجمعت بعد ظهر أمس مجموعة من الطلاب والناس احتجاجًا على إهانة القرآن الكريم، وأقيم هذا التجمع أمام السفارة السويدية في طهران.
استقبال السيد رئيسي في كرمان
إلى ذلك، زار السيد إبراهيم رئيسي، صباح أمس الجمعة، محافظة كرمان لتدشين 10 مشاريع لتوليد الكهرباء ونقلها، ومشروعي إمداد المياه والصرف الصحي، مع ترحيب ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة كرمان والمحافظ ومجموعة من المسؤولين المحليين.
وقد تصدر هذا الخبر الصحف الإيرانية ، فبحسب صحيفة " كيهان" عبّر الرئيس الإيراني فور وصوله إلى هذه المقاطعة عن ارتياحه لاستكمال مشروع إمداد المياه، وقال "اليوم وبعد 12 عامًا من الانتظار ، فإن الاهالي تستفيد من مياه الشرب في "غوارا " وهي خطوة مهمة لتنمية المنطقة".
وفي إشارة إلى أنّ هذه الرحلة تمت فقط لغرض فتح المخططات المنجزة ، أوضح رئيسي أنّ في هذه الرحلة، بالإضافة إلى افتتاح المخططات الجاهزة، سنزور أيضًا خطة نقل المياه من الخليج الفارسي من أجل تسريع عملية التنفيذ، وإن شاء الله سيكون جاهزًا للعمل بكامل طاقته في فترة زمنية قصيرة.
وتابعت "كيهان" أنّه "كما كان في استقبال الرئيس الإيراني مجموعة من الأشخاص الذين تجمّعوا عند مخرج مطار المدينة لدى وصوله إلى مدينة "بام" في محافظة كرمان، وكان ترحيب الناس الحار بالرئيس مع كون الحرارة 40 درجة في كرمان يعبّر عن الصدق في الوفاء بالوعود في غضون 11 شهرًا من الرحلة السابقة إلى كرمان".
وواصل الرئيس التأكيد على ضرورة تقدم البلاد، وخاصة محافظة كرمان، في مختلف قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة لاستكمال وتطوير البنية التحتية، وأضاف "الحكومة لم تهمل هذه القضايا الحيوية، بل إن من المحاور المهمة لعمل الحكومة استكمال وتطوير البنى التحتية في المحافظة".
التضخم في إيران
إلى ذلك، اهتمت صحيفة " مردم سالاري" الإصلاحية بالظروف الاقتصادية التضخمية في الجمهورية الإسلامية في إيران، ونقلت عن أحد الخبراء الاقتصاديين الإيرانيين أن العيش في مجتمع تضخمي قد غير مزاج الشعب الإيراني، وأشار سياماك قاسمي، إلى أنّ التضخم هو أهم أزمة ويجب أن تكون جميع السياسات تهدف إلى كبح جماح التضخم، وقال "هذا العام سيكون على الأرجح العام السادس الذي نشهد فيه اتجاهًا متزايدًا للتضخم، ونحن نتعامل الآن مع ما أسميه "الخوف من الخسارة".
وتابع "أصبح الخوف من الخسارة سلوكًا عامًا في المجتمع الإيراني، هذه نتيجة لحياة متضخمة تشعر فيها دائمًا بالقلق من التخلف عن الركب، من وجهة نظر الوضع الاجتماعي، أعطيت ذات مرة مثالاً وقلت إنّ العيش في مجتمع تضخم يشبه المشي في حلقة مفرغة، وكلما طالت مدة المشي، اضطررت إلى الجري أكثر ، وزادت جشعك وخوفك".
وأضاف قاسمي "أهم مؤشر اقتصادي لإيران، والذي أثر على المزاج والسلوك الثقافي وما إلى ذلك، هو التضخم المرتفع للغاية، وفي الحقيقة أننا لا نملك معنى وتعريف للطبقة الوسطى الحضرية على النحو المحدد، فقد عرفها بعض علماء الاقتصاد أنها تعني الطبقة الوسطى التي يمكنها الذهاب في رحلتين جادتين كل عام وتلبية احتياجاتهم التعليمية والمعيشية، لكن حاليًا، نرى من حولنا أن أنماط استهلاك الناس قد تغيرت كثيرًا ويعيشون بشكل مختلف مقارنة بالسنوات الثلاث أو الأربع الماضية، في رأيي، أصبح المجتمع الإيراني مجتمعًا فقيرًا ولم يعد هناك طبقة وسطى".
وأفادت صحيفة "مردم سالاري" نقلًا عن هذا الخبير ردًا على السؤال حول التنبؤ بمستقبل التضخم في إيران، بأنّه "علينا أن نوجد سيناريو، لقد قلت مرات عديدة أنه لا يمكنك عمل تنبؤات بمعزل عن السيناريوهات السياسية، يمكن أن يكون للاقتصاد السياسي والعملية المستقبلية لمفاوضات خطة العمل المشتركة الشاملة، تأثيرا في رفع التفاؤل لرفع العقوبات، ما يحدث هو أنه في عام 2024، ستتم الانتخابات الرئاسية الأميركية مرة أخرى، يومًا بعد يوم، سيظهر أن همسات الانتخابات الأميركية ستبدأ فعليًا اعتبارًا من نهاية هذا العام، الآن في أميركا، يتحدثون عن احتمال أن الرئاسة ستعود إلى الجانب الجمهوري، لسوء الحظ، هذا يعني بداية جولة جديدة من التوقعات التضخمية في إيران".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024