الخليج والعالم
"واشنطن بوست": اللوبي السعودي يواصل الضغط على ترامب
أكد مدير ومؤسس مبادرة "الشفافية في التأثير الأجنبي" في مركز السياسة الدولية بن فريمان ان "المال السعودي واللوبي الذي شكلته الرياض في واشنطن، يواصل الضغط على الرئيس دونالد ترامب والكونغرس الأمريكي، وهو ما ظهر جليا في قرار الفيتو الذي أصدره ونقض بموجبه قرار الكونغرس التاريخي الذي يطالب بوقف التدخل الأمريكي في حرب اليمن، والذي كان بمثابة توبيخاً قاسياً لقوى العدوان السعودية.
وتابع فريمان في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أنه من الواضح أن على الولايات المتحدة ألّا تدعم قوى العدوان، والتي تستخدم الأسلحة الأمريكية بشكل متكرر في الهجمات التي استهدفت مدنيين وفي الشراكة سراً مع مقاتلي تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وتساءل الكاتب: "لماذا استغرق الكونغرس كل هذا الوقت لتمرير شيء في مصلحة الولايات المتحدة؟ ولماذا يستخدم ترامب حق النقض ضده؟ هناك إجابة بسيطة تتعلق بالتأثير غير العادي للوبي السعودي".
وبحسب تقرير "مبادرة شفافية التأثير الأجنبي"، فإن الشركات المسجلة في قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، أبلغت عن تلقي أكثر من 40 مليون دولار من السعودية بين عامي 2017و2018، وقد اتصلت جماعات الضغط السعودية وخبراء العلاقات العامة بالكونغرس ووسائل الإعلام والمراكز البحثية أكثر من 4 آلاف مرة، وركزت تلك الاتصالات على ضرورة ضمان استمرار مبيعات الأسلحة الامريكية للسعودية ومنع أعمال الكونغرس التي من شأنها إنهاء الدعم الأمريكي للعدوان على اليمن.
وأفادت جماعات الضغط والمحامون وشركات العلاقات التي تعمل لصالح السعوديين أنها ساهمت بأكثر من 4.5 مليون دولار من المساهمات في الحملة خلال العامين الماضيين، حسبما أكد الكاتب.
وأضاف أنه "في كثير من الحالات ذهبت هذه المساهمات إلى أعضاء الكونغرس الذين اتصلوا بهم بشأن حرب اليمن، وذهب بعضها إلى أعضاء الكونغرس في نفس اليوم الذي تم فيه الاتصال بهم من قبل جماعات الضغط، كما تم تقديم بعضها لأعضاء رئيسيين، قبل أو حتى في يوم التصويت على حرب اليمن".
ورأى أن "الأمور بدأت تتغير بالنسبة للوبي السعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، إذ تشير الاتهامات إلى وقوف ولي العهد محمد بن سلمان وراء تلك الجريمة.
وأوضح الكاتب أن شركات الضغط توقفت عن تلقي الأموال من السعودية، وكذلك فعلت بعض المؤسسات الفكرية والجامعات الامريكية، ما أسهم في تقليص النفوذ السعودي، وما سمح بسحب البساط من تحت أقدامها مرة أخرى".
ولفت إلى ان "استثمارات السعوديين في الكونغرس واجهت بعض العراقيل منذ اغتيال خاشقجي"، وقال إن "مغازلة ترامب متواصلة ومستمرة، فقد كان للوبي السعودي دور كبير في إبقاء ترامب إلى جانب السعوديين منذ بداية رئاسته، كما مهّدوا الطريق لإقامة علاقة بين ابن سلمان وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب ومستشاره".