الخليج والعالم
فشل الضغط الأميركي على إيران يتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية
تناولت الصحف الإيرانية الصادرةر صباح اليوم مواضيع عديدة، ومنها فشل الضغط الأميركي المستمر على إيران، حيث سألت "كيهان": "ماذا توقعت حكومة الولايات المتحدة في مجال العقوبات وفي موضوع الحرب المشتركة ضد إيران؟ وما الذي واجهته في الواقع وهل كان على مستوى توقعاتها؟".
وقالت: "كانت فكرتهم أن التصعيد المتزامن للعقوبات والفوضى كرافعتين متآزرتين يقوض باستمرار قدرات إيران ويؤدي إلى إسقاطها أو استسلامها على طاولة المفاوضات، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشاروه يأملون أيضًا الحصول على نقاط إضافية من خطة العمل الشاملة والمشتركة، ولكن سارت الأمور بشكل كامل ضد إرادة الأميركيين".
وأضافت "كيهان": "لقد رفضوا إعطاء ضمانات لرفع العقوبات وعدم تكرار خرق الاتفاقية كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والآن، هم يائسون للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة دون تكلفة، ويبحثون عن اتفاق من شأنه أن يقلل من سرعة تقدم إيران، خاصة بعد فشل أعمال الشغب، حيث أرسلت الحكومة الأميركية عدة وسطاء إلى السلطات الإيرانية وطلبت أيضًا التفاوض بوساطة عمان".
وتابعت الصحيفة "أن أميركا مضطرة وبحاجة إلى اتفاق، ومن جهة أخرى تحاول تقليص الآثار النفسية للاتفاقية لصالح إيران قدر الإمكان"، قائلةً "إنه لأمر ثقيل ومؤلم لأميركا أن يتم إخبار العالم بأنها قبلت الإفراج عن 21 مليار دولار من عائدات إيران المجمدة في دول أخرى دون وقف برنامج إيران النووي وفقًا لخطة العمل الشاملة المشتركة".
وختمت "كيهان": "يتفق المراقبون على أن مفاوضات الفترة الأخيرة وجدت اختلافًا كبيرًا عن المفاوضات السابقة، فقد زادت إيران بشكل كبير من مصادر قوتها السياسية والاقتصادية والدفاعية والدبلوماسية والنووية، خاصة في السنوات الثلاث الماضية، بالتوازي مع تشكيل الحكومة الثورية، ولقد تم تحقيق توسيع مظلة الدبلوماسية الاقتصادية والنجاحات الإقليمية بدون خطة العمل الشاملة المشتركة، وشهدت إيران أيضًا نموًا اقتصاديًا مستمرًا في سبعة مواسم متتالية ونموًا بنسبة 8.4٪ العام الماضي".
المصير العالمي للدولار
في سياق أخر، تطرقت الصحف إلى ما ذكرته وكالة "رويترز" في أحد تقاريرها الأخيرة حول توقعات تراجع قوة الدولار الأميركي وأن حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي تواجه ركودًا واستخدامه في الصادرات يتراجع أيضًا.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "وطن أمروز" اليوم: "لا بد من الاشارة إلى تأثير السياسات الإستراتيجية الأميركية على الوضع المتدهور للدولار في التبادلات الثنائية والمتعددة الأطراف في العالم، فقد أدت الآثار الاقتصادية الناجمة عن الزيادة الحادة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة واستخدام العقوبات ضد روسيا، والتي تسببت في خروج هذا البلد من النظام المصرفي العالمي إلى تشكيل بنك دول البريكس المكون من البرازيل روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا".
وأضافت: "لا يمتلك الدولار الأميركي قيمة متأصلة في التبادلات العالمية، وقيمته الائتمانية بأكملها لها جانب مكتسب وتعاقدي، وقنوات الانتقال من الاعتماد العالمي على الدولار أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، لدرجة أن "رويترز" ووسائل الإعلام الغربية الأخرى لا يمكنها إخفاء قلقهم بشأن التشكيل والتسارع من هذه العملية".
آفاق العلاقة بين مصر وإيران
من جانب أخر، تحدثت صحيفة "مردم سالاري" عن إعلان آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دعمه لتحسين العلاقات مع مصر بشكل علني وغير مسبوق. وقالت: "إذا لم تكن المفاوضات بين طهران والقاهرة من قبل مفتوحة، إلا أنه بعد التصريحات الأخيرة للإمام الخامنئي، فإن الوضع واضح تمامًا، حيث سيتم جعل مصر من بين أولويات العلاقات الخارجية، وقد منح هذا القاهرة فرصة جيدة لتحسين العلاقات الثنائية".
ونقلت عن المساعد السابق لوزير الخارجية المصري عبد الله الأشعل قوله في بيان إن "مصالح القاهرة الاستراتيجية هي من وراء إعادة العلاقات مع طهران، بما يعود بالنفع على البلدين، خاصة الجانب المصري".
وبحسب "مردم سالاري"، فإن "تحسين العلاقات بين مصر وإيران يترتب على نتائج مهمة، منها إقليمي وسياسي، واستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة سيسرع في تشكيل نظام جديد ظهر مؤخرًا في شكل إعادة تنظيم التحالفات الإقليمية وتطبيع العلاقات بين الدول التي كانت في صراع مباشر وبالوكالة مع بعضها البعض، لا سيما إيران والمملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن دخول مصر في عملية تطبيع العلاقات الخارجية مع إيران يمكن أن يكون فعالًا في تسهيل وترسيخ أسس النظام الجديد الذي يتم تشكيله".
وقالت إن مصر وإيران تتمتعان بمكانة مؤثرة في معظم المعادلات الأمنية والسياسية وغيرها لغرب آسيا، وتعد العلاقات بينهما من العوامل الحاسمة والمهمة في تغيير أو تعديل ميزان القوى في المنطقة، لذلك، فإن علاقات الصداقة بين البلدين تترك بالتأكيد نتائج مهمة في التوازن الإقليمي من جهة والسياسة الدولية تجاه المنطقة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع إيران ومصر ببعض السمات الاستراتيجية والجيوسياسية الفريدة المتشابهة النادرة في المنطقة وحتى في العالم.
وتابعت: "في الوقت الحاضر، ينصب جزءًا كبيرًا من تركيز الحكومة المصرية على مشاكلها الاقتصادية المعقدة، فالاقتصاد المصري على وشك الإفلاس، إلى جانب ذلك، لا توجد آليات فعالة لحل المشاكل الاقتصادية في الداخل، هذه القضايا جعلت المصريين يرحبون بالسياسات التي يمكن أن تحل بعض مشكلاتهم الاقتصادية، ويعد تحسين بيئة السياسة الخارجية حلًا هامًا وضعته مصر على جدول الأعمال".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024