الخليج والعالم
مشاركة أبناء المغرب العربي في حرب الـ 48.. دروس الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل
تونس – عبير قاسم
تحت شعار "مشاركة أبناء المغرب العربي في حرب الـ48.. دروس الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل"، عُقدت ندوة فكرية تكريمية بتنظيم من مركز أرض فلسطين للتنمية والانتماء وبالاشتراك مع مركز مسارات للدراسات الإنسانية في تونس بحضور العديد من الأطراف من مختلف الأقطار العربية وبرئاسة د. عابد الزريعي، ففي هذا المكان الصغير الذي يتسع لقارتين "كانت أرواح أكثر من خمسة آلاف مجاهد متطوع من المغرب العربي قاتلوا في فلسطين خلال حرب 1948 حاضرة لتحكي قصة الإخلاص لفلسطين، هذه القضية التي ستبقى البوصلة لشعوب المغرب العربي رغم بعد المسافات ورغم التحديات".
محمد
الباحثة سنية محمد من ليبيا قدّمت مداخلة حول مشاركة الليبيين في حرب الـ 48، وأشارت إلى الدروس الغنية التي نستلمها من هذه التجربة من خلال عرض نتائجها.
وقالت في تصريح لموقع "العهد الاخباري" إنني "تحدثت في كلمتي عن كيفية تطوع الشعب الليبي ليحط رحاله على أرض فلسطين ويخوض العديد من المعارك الضارية، والتي كان في كل مرة ينتصر فيها الليبيون على العدو الغاشم".
وأضافت: "ستظل حرب الـ48 جزءًا من الذاكرة الوطنية الفلسطينية والذاكرة العربية ولا بد من إحياء ذكراها والتعريف بها لدى الناشئة حتى يستلهم من الشعب الفلسطيني حرصه ونضاله للدفاع عن أرضه واسترجاع حقوقه المسلوبة من قبل الكيان الصهيوني، وإننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون على حد قول الفلسطينيين".
العبيدي
أما الباحثة التونسية خميسة العبيدي فقد عرضت بدورها تجربة مناضلي تونس في هذه الحرب وتحدثت عن المشاركة الشعبية من كل الفئات لنصرة فلسطين، موجهةً التحية لأهالي فلسطين الصامدين.
وقالت لـ "العهد": "لقد استقطبت حرب 48 مقاتلين من كل أصقاع العالم وكانت مساهمة أبناء المغرب العربي مميزة خاصة المشاركة الشعبية في تونس".
وأوضحت: "لقد انخرطت كل الشرائح الشعبية التونسية في الدفاع عن فلسطين شبابًا وتلاميذاً، نساءًو فلاحين ،تجاراً وعمالاً، وأبدعوا في أساليب الدعم منها مقاطعة التجار اليهود، والتظاهر، ورصد تحركات اليهود إلى جانب جمع الأموال، والتطوع، وتوزيع المناشير الداعمة لفلسطين، بالإضافة إلى الحضور المكثّف في التجمعات وكتابة الشعر الذي يمجد المقاومة لفلسطين، وإلصاق صور المقاتلين على الجدران".
وقالت "إن حركة التطوع تصدّرت كل أشكال الدعم وتجاوزت كل التوقعات، حيث وصلت أعداد المقاتلين الى 2676 متطوع أغلبهم من شباب ينتسبون إلى الطبقات الشعبية من أبرز الجهات".
وأضافت: "كذلك كانت الأرياف والقرى الممول الرئيسي لحركة المتطوعين حيث سخّرت الجماهير إمكانياتها البسيطة"، مردفةً: "لقد نقل البحّار عبد الله بوليلة على متن سفينته الشراعية قرابة 50 متطوعًا انطلاقًا من جزيرة قرقنة الى ليبيا، وفي مدينة نفطة باع أحد الضباط بستانه وجهّز بثمنه 50 متطوعًا وسار على رأسهم الى فلسطين، وفي توزر باع مواطن داره لتجهيز فوج من المتطوعين".
أما عن دور النساء في النضال، أكدت العبيدي أن "النساء لم تتخلف عن دعم فلسطين فبعن حليهن وقمن كذلك ببيع بطاقات تحمل صور المجاهدين وخرائط لفلسطين".
وقالت الباحثة التونسية "إن عملية جمع الأموال والتطوع عمّت كل أنحاء البلاد، حيث وصلت إلى 7 ملايين بحسب ما صرح مكتب المغرب العربي في القاهرة. وسخّر التجار دكاكينهم خدمة لدعم فلسطين وتزعموا جمع الأموال والتنقل بين الأرياف والمدن".
وشددت العبيدي على أنه "من المهم استحضار هذه القصص لأخذ العبر منها، وتقديرًا لما قام به أبناء المغرب العربي من نضال كبير ودعم من أجل الدفاع عن فلسطين في حرب الـ48".