الخليج والعالم
واشنطن تمهد لاحتلالٍ تركي شرق الفرات
أكدت مصادر مطلعة لموقع "المونيتور" أن الولايات المتحدة تضغط على حلفائها الأكراد من أجل السماح بإنتشار قوات تركية داخل مناطق سورية محاذية للحدود مع تركيا.
وأشارت المصادر في تقرير نشره الموقع إلى أن القوات التركية ستكون جزءًا من مشروع المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، مضيفًا أن المسؤولين الأميركيين يضغطون من أجل السماح بدخول "عدد محدود" من القوات التركية إلى الجانب السوري من الحدود.
ونقل عن مصدر رفيع في "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" أن المنطقة التي يجري الحديث عنها تمتد من شرق الفرات إلى الحدود مع العراق، مضيفا انه "تم مناقشة الموضوع مع "قسد" التي تعتبر أن وجود قوات تركية في المنطقة المذكورة يثير مشاكل كبيرة".
وأكد المصدر أن المبعوث الأميركي إلى سوريا جيم جيفري سيتوجه إلى شمال شرق سوريا خلال الأيام المقبلة، حيث يتوقع أن يجدد المطالب بالسماح للقوات التركية أن تدخل إلى مناطق شمال شرق سوريا.
ونقل الموقع عن مسؤول آخر في "قسد" أن المطلب الأميركي لن يلقى قبولًا أبدًا من الجانب الكردي.
وتابع التقرير أن جيفري صرح خلال مؤتمر سنوي لمجموعات الضغط التجارية التركية والأميركية قائلا إن "تركيا والولايات المتحدة لم تتوصلا بعد إلى إتفاق حول شكل خطة المنطقة الآمنة، لكنهما تستمران بالعمل عليه"، مضيفا أن كلام جيفري يؤكد أن الولايات المتحدة "تتفهم مخاوف تركيا الأمنية" وأن الطرفين يركزان على خطة تقوم على إقصاء "وحدات حماية الشعب الكردية".
كما أضاف أن "وحدات حماية الشعب الكردية" من المفترض أن يستبدلوا بعناصر "محلية"، ونقل في هذا السياق عن مسؤول آخر في "قسد" أن "عرب سينتشرون في المناطق ذات غالبية عربية، بينما سينتشر عناصر أكراد في مناطق أخرى".
وأشار التقرير إلى معلومات تفيد أن واشنطن تطلب من الأكراد السوريين، المنتمين إلى "وحدات حماية الشعب" و"قسد"، أن يقطعوا علاقاتهم مع "وحدات حماية الشعب"، وأردف ان "واشنطن و مقابل ذلك قدمت وعودا للاكراد بضمان عودة تركيا إلى طاولة المفاوضات مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبدالله اوجلان (المسجون لدى تركيا).
ونقل عن مصادر مطلعة أن الضغوط الأميركية على الأكراد السوريين تنسجم مع نمط واشنطن القائم على مطالبة "قسد" بتقديم تنازلات إلى أنقرة من دون ان تقدم الأخيرة من جهتها اي تنازلات للأكراد في المقابل.
ولفت التقرير إلى أن "واشنطن تضغط على الأكراد لعدم فتح اي قنوات تواصل مع الحكومة السورية، وتطالبهم بتوحيد الصفوف مع تركيا ضد دمشق، وذلك من أجل ممارسة "الضغوط القصوى" على الرئيس بشار الأسد على أمل سقوطه"، وأضاف أن ذلك سيحقق هدف واشنطن الآخر الذي يتمثل "بتقليص نفوذ إيران"، وقال إن "واشنطن ترى أن هذا السيناريو قد يخرج تركيا من فلك روسيا".