معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الإمام الخامنئي: الهدف من الحج وحدة الأمة الإسلامية ضد الاستكبار والظلم
17/05/2023

الإمام الخامنئي: الهدف من الحج وحدة الأمة الإسلامية ضد الاستكبار والظلم

أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن الهدف من فريضة الحج العبادية هو "وحدة الأمة الإسلامية ضد الاستكبار والظلم والغطرسة".

جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته خلال استقباله اليوم الأربعاء (17 أيار 2023) عددًا من المسؤولين والقائمين بشؤون الحج في إيران على أعتاب إيفاد الحجيج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام، والبالغ عددهم لهذا الموسم 89 ألف حاج إيراني من 21 محافظة إيرانية، وذلك اعتبارًا من آخر شهر أيار/ مايو الجاري.

وقال الإمام الخامنئي في هذا اللقاء: "إنّ الغرض من الحج هو وحدة الأمة الإسلامية ضد الاستكبار والظلم والغطرسة والأصنام البشرية وغير البشرية، أمام كل تلك الأشياء التي جاء الإسلام ليدمرها وليجتمعوا (في الحج) ليواجهوا كل هذه الأمور".

وأضاف: "اليوم، على سبيل المثال، هناك قضية الكيان الصهيوني، فيجب أن يجتمع العالم الإسلامي كله، ليوجه رسالة ضد الكيان الصهيوني... مشكلة العالم اليوم هي تأثير القوى الاستكبارية، فيجب على الجميع أن يجتمعوا ليعلنوا وجودهم ويعلنوا قوتهم ويحموا صدورهم مقابل هذه القوى المتغطرسة".

وشدد سماحته على ضرورة "أن يتمّ بناء الثقافة في مجال المفاهيم الأساسية والرئيسية للحج... على مسؤولي الحج أن يفعلوا شيئًا حتى أنه عندما يسمع شبابنا اسم الحج، تتبادر إلى ذهنهم مفاهيم مثل بناء الحضارة، والوحدة الجماعية، والقضاء على التمييز، وما إلى ذلك".

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ الحج يُظهر الإسلام عمليًا أنّه يرفض الفروق الموجودة في العالم كالتمييز العنصري والتمييز الجغرافي والتمييز الطبقي، وأوضح أنّ "هذه السّمات المميزة للإسلام غير موجودة لدى الدول المتحضّرة التي تدّعي أنها حضارية وهي في الأساس لا تمت للحضارة بصلة في تعاملها مع قضايا التمييز كقضية التمييز العنصري والتمييز العرقي الأوروبي وغير الأوروبي وموضوع المهاجرين بحيث يهتمون بحيواناتهم الأليفة أكثر بكثير من اهتمامهم بأي شخص غريب يعيش في منطقتهم".

وقال سماحته: "إنّ الإسلام يُمارس عمليًا القضاء على التمييز العنصري والعرقي في مناسك الحج بحيث يعامل جميع الحجاج من مختلف الأطياف والدول بمساواة فجميعهم جزء من الحضارة والتاريخ في هذا العالم، وجميعهم يطوفون ويقومون بأداء مناسك الحج سويًا وجنبًا إلى جنب دون تمايز بينهم وهذا سرٌّ من أسرار الحج".

وتابع الإمام الخامنئي لافتًا إلى فلسفة الحج وأسرار تشريعاته مستشهدًا بقول للإمام الصادق (ع): "وَجَعَل فِیهِ الاجتماعَ مِنَ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لِیَتَعارَفُوا ولِتُعْرَفَ آثارُ رسولِ اللَّهِ وَتُعْرفَ أخبارُهُ وَلا تُنْسی وَلَو کانَ کُلُّ قَوْمٍ إنَّما یَتَّکِلُونَ عَلی بِلادِهِمْ وَما فِیها هَلَکُوا، وَخَرِبَتِ الْبِلادُ وَسَقَطَ الْجَلْبُ وَالأَرْباحُ وَعَمِیَتِ اْلأَخْبارُ وَلَمْ یَقِفُوا عَلَی ذَلِكَ، وَذَلِك عِلَّةُ الْحَجِّ".

وأضاف: "لا ينبغي إغفال النظرة العالمية والخارجية للمسلمين في مسألة الحج، ويجب أن نكون مطّلعين ومدركين لما يحدث في العالم كي لا نصبح ضعفاء، ونتجنب تدمير وطننا والمنطقة التي تهمنا وأيضًا نتفادى انخفاض دخلنا القومي".

وأكّد الإمام الخامنئي أهمية "معرفة ماهية عدونا ونقاط ضعفه وقوته وأساليبه وأهدافه"، وفي إشارة إلى الآيات القرآنية، اعتبر الإمام الخامنئي أن الكعبة المشرفة هي مصدر نهوض المجتمعات البشرية واستقرارها، لافتًا إلى الفوائد الدنيوية والأخروية لهذا الواجب العظيم، معتبرًا أنه "إذا لم يكن هناك حج ستنهار الأمة الإسلامية".

وقال سماحته: "إنّ الحج حدث دولي وعالمي.. هذه الدعوة الإلهية لكل الناس لأداء فريضة الحج في كل التاريخ ليكونوا حاضرين في مكان معين وفي أيام محددة تبين الأهداف والفوائد العديدة والموجودة في هذه الدعوة الإلهية".

واعتبر الإمام الخامنئي وحدة الأمة الإسلامية ومواجهة الشياطين المتغطرسة من بين هذه الأهداف، مضيفًا: "من الفوائد الدنيوية العديدة للحج أن المسلمين في هذا التجمع الضخم يعلنون وجودهم وقوتهم ضد الكيان الصهيوني ونفوذ القوى المتغطرسة ويحمون أنفسهم ضد ظالمي ومضطهدي العالم".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم