الخليج والعالم
هل تعود تركيا إلى الحضن الغربي؟
توقَّف المسؤول السابق في "الـ-CIA" جراهام فولر في مقالة له نشرت على موقع "Responsible Statecraft" عند الانتخابات التركية، والتي نبّه فيها من أنَّ الاعتقاد بأنَّ حكومة تركية جديدة ستٌغير في السياسات الخارجية وتعود إلى المعسكر الغربي هو شيء من الخيال.
وشدد الكاتب - والذي عمل في تركيا وكتب مؤلفات عن الأخيرة - على أنَّ حلف "الناتو" بحاجة إلى تركيا أكثر مما تحتاج الأخيرة للحلف، مشيرًا إلى النفوذ الواسع الذي تتمتع به أنقرة.
كما أضاف أنَّ تركيا تتحكم بمضيق الدردنيل المؤدي إلى البحر الأسود، لافتًا إلى أنَّ هذا المضيق هو منفذ روسيا الوحيد إلى البحر الأبيض المتوسط والبحار الجنوبية.
وتابع الكاتب: "الرئيس رجب طيب أردوغان قام بتوسيع نطاق الرؤية التركية للسياسة الخارجية بشكل غير قابل للعودة"، مشددًا على أنَّه لا يمكن الرجوع إلى النموذج التركي الأطلسي القديم، وأنَّ أنقرة ستتصدى لأية ضغوط من أجل وضع نفوذها الجيوسياسي بخدمة المصالح الغربية.
ورجح الكاتب أن يستمر التوافق ما بين تركيا وإيران، متحدثًا عن إمكانية تعزيز هذا التوافق في ظل مناخات جديدة في منطقة يوروآسيا.
واعتبر أنَّ كل ذلك يحدث على خلفية تراجع قدرة واشنطن على التحكم بزمام الأمور حول العالم، مبينًا أنَّ ذلك ينطبق على علاقات واشنطن مع تركيا.
وعليه، خلص الكاتب إلى أنَّ توسُّع نطاق الرؤية التركية وتركيزها على منطقة يوروآسيا أصبح من الثوابت الجديدة في السياسات الدولية، مشددًا على أنَّ المشهد سيتعزز بينما تسعى تركيا إلى الانضمام إلى منظمة "البريكس".
هذا، وتطرق إلى هواجس لدى غالبية الشعب التركي حيال النوايا الغربية، محذرًا من التوقعات بحصول تحول في مقاربة تركيا الجيوسياسية في حال تغير القيادة، حيث قال إن مثل هذه التقديرات إنما تعكس عدم فهم التحولات السريعة الحاصلة اليوم على صعيد ميزان القوة في يوروآسيا.
من جهتها، قالت مجموعة "صوفان" إنَّ واشنطن والعواصم الأوروبية سترحب بفوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو بالجولة الثانية من الانتخابات التركية، خاصة وأن الأخير يؤيد سن قوانين جديدة من أجل حصول تركيا على عضوية في الاتحاد الأوروبي.
كما أشارت إلى أنَّ كليجدار أوغلو يؤيد توطيد العلاقات مع الشركاء في حلف "الناتو"، مرجحة أن يتخلى عن الشروط التي وضعها أردوغان حول انضمام السويد إلى الحلف.
ولفتت إلى آمال أميركية وأوروبية بأن يؤدي فوز المعارضة إلى ابتعاد أنقرة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منبهة في الوقت نفسه من أنَّ أي زعيم تركي يتوجب عليه الانخراط مع روسيا كقوة في البحر الأسود وخصم محتمل.
كذلك أشارت المجموعة إلى انتقادات من واشنطن وعواصم أوروبية لأردوغان بسبب رفض الأخير تطبيق العقوبات الغربية ضد روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، متوقعةً أن تؤدي خسارة أردوغان إلى عودة العلمانية في سياسة التركية الداخلية والخارجية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024