الخليج والعالم
"ويكيليكس": أمريكا تداولت بن عوف كبديل للبشير في 2007
كشفت وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس" خلال العام 2008 أن الولايات المتحدة الأمريكية ناقشت طرح رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الحالي عوض بن عوف بديلا للرئيس السوداني عمر البشير عام 2007، وهو ما أثار مخاوف "الحركة الشعبية لتحرير السودان".
وقالت الوثيقة إن "دوائر في حزب المؤتمر الوطني الحاكم سعت إلى إيجاد حل يجري بموجبه إزاحة بسيطة وسريعة للبشير خلال أشهر عام 2008، على أن يتوجه إلى منفى اختياري في السعودية، مع ضمانات بعدم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية".
المناقشات حول عملية الانتقال حينها توقفت حول من سيحل محل البشير وتحت أي شروط، وذلك في ظل مخاوف لدى "الحركة الشعبية لتحرير السودان" (قبل الانفصال عن جنوب السودان) واعتراضها على بعض الشخصيات.
ورغم الإجماع الذي تشير إليه الوثيقة على رحيل البشير، فإن كل ذلك اصطدم بالقضايا الرئيسية المتمثلة في التسلسل والشخصيات، رغم موافقة مبدئية من البشير على الرحيل، بحسب الوثيقة، التي حملت رقم "08KHARTOUM1777_a" وتاريخ كانون الأول/ديسمبر 2008.
وكشفت الوثيقة أن البديل المنطقي المطروح حينها، كان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، لكنه تردد في المضي قدماً بسبب مخاوف من معارضة من قبل الجيش السوداني (القوات المسلحة السودانية) التي لا تثق بالمدنيين.
الوثيقة أشارت إلى ان الجيش اعترض على طه بشأن علاقاته الوثيقة بزعيم جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش، الذي يحاول منافسة القوات المسلحة السودانية في نفوذها.
وبسبب ذلك الرفض العسكري، فقد تم التوصل إلى قرار بتعيين قائد للجيش يكون مقبولا لدى مختلف الفصائل داخل "النخبة الإسلامية" في السودان.
"الحركة الشعبية لتحرير السودان" عبرت عن مخاوفها من أن "حزب المؤتمر الوطني الحاكم" قد يوافق على "نسخة أصغر وأكثر راديكالية" من البشير، مثل نائب رئيس أركان القوات المسلحة السودانية حينها عوض بن عوف.
وأشارت الوثيقة إلى أن ذلك البديل (عوض بن عوف) الذي ناقشته إدارة الولايات المتحدة، اعترضت عليه الحركة في أيار/مايو 2007 بسبب دوره في دارفور أثناء عمله كرئيس الاستخبارات العسكرية.
وعلق الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان على اعتماد بن عوف كبديل قائلا: "ستكون هذه كارثة بالنسبة لنا ، وسنفتقد البشير".
واقترح وزير خارجية جنوب السودان الحالي دينغ ألور، القيادي السابق في "حزب المؤتمر الوطني" حسن الترابي الذي لا يزال يحظى بمستوى من الدعم في القوات المسلحة السودانية، وعزز هذا الإختيار حفاط الترابي على صلاته بالحركة التابعة لحركة العدل والمساواة في دارفور.
وشددت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على ضرورة الضغط على "حزب المؤتمر الوطني" من قبل المجتمع الدولي لتحديد شخص انتقالي يفضل أن يكون مسنا، فيما بدا ضمانا لعدم بقائه في السلطة فترة طويلة.
ألور أكد أنه "على الرغم من أن السودان يزخر بقيادات في القوات المسلحة السودانية السابقين، فإنه لن يكون من السهل إيجاد شخص بديل للبشير يضبط هذا النوع من التوازن مرة أخرى".