الخليج والعالم
مسؤول أميركي سابق: واشنطن ستواجه هزيمة إستراتيجية في المنطقة
أشار باتريك بوكانان في مقالة نشرتها مجلة "ذا اميركان كوسيرفاتيف" إلى ان القرار الأميركي والرد الإيراني يقرب الولايات المتحدة اكثر إلى الحرب، متسائلا عن المكاسب "التي ستحصل عليها أميركا جراء هذه الخطوة".
واعتبر بوكانان، الذي عمل مستشاراً لعدد من الرؤساء الأميركيين السابقين، ان القرار هو استجابة اخرى نفذها ترامب لمطالب رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن "نتنياهو يرغب بإندلاع حرب أميركية مع إيران، إلا ان واشنطن تعتبر انها بغنى عن هذه الحرب".
وأشار الكاتب إلى الحروب التي خاضتها أميركا في المنطقة، خصوصا في أفغانستان، وقال إن "طالبان تسيطر على اراضي واسعة في البلاد وتتفاوض مع الأميركيين على إنسحاب ما تبقى من القوات الاميركية"، لافتا إلى أن "ثمن الحرب على افغانستان كان مقتل 2400 أميركي وجرح 32000، إضافة إلى انفاق ترليون دولار، واردف أن "الولايات المتحدة تقف على حافة هزيمة إستراتيجية "محتملة"".
وقال الكاتب إنه "على الرغم من ان نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يسعيان لإشعال الحرب مع إيران، إلا أن المصالح القومية الأميركية ومصالح ترامب السياسية تقتضي عدم بدء اي حروب جديدة"، مشيرا إلى ان "جميع الحروب التي شنت في الشرق الاوسط خلال القرن الحالي لم تسير بالشكل الذي كان مخطط له أو ترغب به الولايات المتحدة".
"فورين بوليسي": إيران سترد بطرق مختلفة على القرار الأميركي بشان الحري الثوري
أشار الكاتبان كولين كلارك و أريان طباطبائي في مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" إلى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بطرق مختلفة على قرار الرئيس الأميركي تصنيف الحرس الثوري بانه "منظمة إرهابية"، معتبرين ان الإدراة الأميركية لم تأخذ موضوع الرد الإيراني بالحسبان.
وأضاف الكاتبان ان التصريحات الصادرة عن الحكومة الإيرانية تشير إلى انها تعتبر إعلان دونالد ترامب بمثابة اعتداء ما يتطلب الرد بالمثل"، مشيرين إلى ان طهران صنفت القيادة الوسطى التابعة للجيش الاميركي على انها "المنظمة الإرهابية".
وتابعا أن "إيران لديها سوابق باستهداف قوات أميركية في المنطقة، خصوصا بعد ان زودت المقاومة العراقية بالسلاح في معركتها ضد الاحتلال الأميركي بين عامي 2006 و2010"، مضيفين أن "الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية مقتل ما يزيد عن 600 جندي أميركي في العراق"، على حد تعبيرهما.
وتحدث الكاتبان حول خيارات عدة أمام إيران للرد على القرار الأميركي، وقالا : "يمكن لطهران أن تركز على المناطق التي تتواجد فيها قوات الحرس الثوري أو حلفائها"، لافتين إلى "التواجد القوي لإيران في سوريا".
الكاتبان أشارا إلى أن "لدى طهران العديد من الحلفاء في العراق (كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق ومنظمة بدر)، فيما يتواجد حوالي 5200 جندي أميركي في العراق"، ولفتا إلى "إمكانية ان تشن هجوما الكترونيا بواسطة وحدات الحرب الالكترونية التابعة لقوات حرس الثورة".
وحول التداعيات الدبلوماسية لتصنيف إيران للقيادة الوسطى بالجيش الأميركي بالمنظمة الإرهابية، قال الكاتبان إن "إيران هددت بإستهداف السفن الحربية الأميركية في بحر الخليج، وفي حال وقوع سيناريو شبيه بما حصل عام 2016 عندما اعتقلت قوات حرس الثورة بحارة أميركيين، فإن واشنطن لن تملك قنوات التواصل التي كانت موجودة آنذاك من أجل الإفراج عن البحارة، وحذروا من ان إيران قد تحتجز جنودا اميركيين لفترة طويلة".
واعتبرا أنه "مع تراجع تهديد "داعش" في المنطقة، تدخل الولايات المتحدة وإيران فصلاً جديداً من التنافس في ساحات إستراتيجية أساسية، مثل أفغانستان والعراق"، مشيرين إلى ان إيران تعمل على تعزيز نفوذها في العراق وسوريا وكذلك في لبنان والبحرين واليمن"، على حد قولهما.
وأكدا أن "كل ذلك يعني انه لا يمكن لإدارة ترامب تجاهل إيران"، وشددا على ضرورة ان تتعامل واشنطن مع إيران في عدد من الملفات الجيوسياسية البارزة، مثل إعادة اعمار سوريا، والحملة ضد بقايا داعش، ومنع افغانستان من الإنزلاق إلى الفوضى، إضافة إلى "مصالحة سياسية" في العراق".
الكاتبان قالا إن القرار الأميركي ساهم في زيادة احتمال التصعيد مع طهران"، وحذرا"من أن مثل هكذا تصعيد يتطلب موارد دبلوماسية من أجل تجنب إشعال المنطقة بأكملها.