الخليج والعالم
أسانج قيد التوقيف حتى حزيران.. والمحامي يؤكد: سنعترض على طلب واشنطن استرداده
عقب اعتقال الشرطة البريطانية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج أمس داخل مبنى السفارة الإكوادورية في لندن إثر سحب الإكوادور اللجوء السياسي الذي منحته له عام 2012، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن مواطنه لن يحصل على مساعدة خاصة من كانبيرا، مؤكدًا ضرورة مثوله أمام القضاء.
وقال موريسون لقناة "7 news: "عندما يذهب الأستراليون إلى الخارج وينتهكون القانون فإنهم بالطبع سيكونون مسؤولين عن أعمالهم، وأسانج لن يحصل على أي معاملة خاصة من أستراليا وسيحصل على نفس الدعم الذي قد يحصل عليه أي أسترالي آخر في موقف مماثل".
وتابع: "سيحصل على المساعدة القنصلية المعتادة في مثل هذه الحالات، ولكنه يجب أن يمثل أمام القانون".
ويواجه أسانج في بريطانيا تهمة خرق الكفالة وعدم المثول أمام المحكمة، كما يواجه تهمة التآمر بهدف الوصول إلى وثائق سرية في الولايات المتحدة التي تطالب سلطاتها لندن بتسليمه.
وأكدت الشرطة البريطانية أن اعتقال أسانج تم استنادًا لمذكرة التوقيف التي أصدرتها محكمة وستمنستر بحقه في الـ29 من حزيران/يونيو 2012، على خلفية خرقه الكفالة وعدم مثوله أمام المحكمة.
وقررت محكمة وستمنستر في لندن أمس إبقاء أسانج قيد التوقيف حتى 12 حزيران/يونيو القادم، مشيرة إلى أن على الولايات المتحدة تقديم كل الأوراق المطلوبة لتسليم أسانج لها.
أما محامي مؤسّس ويكيليكس أكد إنّه سيعترض على طلب واشنطن استرداده.
وقد رجح فيليب جيرالدي الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن تتهم واشنطن أسانج بالتجسس.
وأضاف جيرالدي في حديث لوكالة "نوفوستي": "توجه السلطات الأمريكية لأسانج في الوقت الراهن تهمة تسمح بتسليمه لواشنطن، ولكن بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، قد تتم إضافة تهم جديدة ضده تندرج في خانة التجسس".
وذكر الضابط الأمريكي السابق أن أسانج سيتعرض بعد دخوله السجن الأمريكي لموجة قوية من التهم من جانب وسائل الإعلام والسياسيين، بسبب تعاونه المزعوم مع روسيا في التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن مسألة تقديم أسانج للعدالة بموجب قانون التجسس أمر مثير للجدل، اذ لم يسبق اتهام أي صحفي بالتجسس.
من جهته، اعتبر رئيس الإكوادور السابق رفائيل كورييا اعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج في لندن مثالًا صارخًا على ازدواجية المعايير في تناول مبدأ حرية التعبير.
وحمّل كورييا الرئيس الحالي لنين مورينو مسؤولية توقيف أسانج، واصفاً إيّاه بأنه "أكبر خائن في تاريخ أميرِكا اللاتينية".
وقال كورييا في تصريحات لوكالة "نوفوستي": "هناك ازدواجية فظيعة للمعايير"، مضيفًا: "أسانج حصل على معلومات، وصحيفتا "نيويورك تايمز" و"إل باييس" هما من نشر المعلومات، وإذا كانت الجريمة المفترضة تتمثل في نشر المعلومات السرية، فلماذا لا يجري التعرض لهاتين الصحيفتين؟ ذلك لأنهم يريدون استعراضا، ويريدون كسر أضعف حلقة في السلسلة، وهي جوليان أسانج".
بدوره، حث زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين حكومة بلاده على عدم تسليم مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج المعتقل في سفارة الإكوادور بلندن للولايات المتحدة.
كوربين كتب في تغريدة له على "تويتر" أنّه "يجب أن تعارض الحكومة البريطانية تسليم أسانج لواشنطن بسبب فضحه الأدلة على ارتكابها فظائع في العراق وأفغانستان".
وذكر موقع ويكيليس أمس الخميس أنّ "سفير الإكوادور في لندن هو من دعا الشرطة البريطانية لدخول سفارة بلاده من أجل اعتقال أسانج".
وقال الموقع في تغريدة له: "أسانج هو ابن وأب وأخ، فاز بعشرات الجوائز الصحافيّة وتمّ ترشيحه لجائزة نوبل للسلام كل عام منذ 2010، يشارك ممثلون أقوياء من ضمنهم الـCIA، في جهد متطوّر لإذلاله، نزع الشرعية عنه وسجنه".
من ناحيته انتقد الكرملين اعتقال أسانج، حيث قال المتحدّث باسمه ديمتري بيسكوف إن "موسكو تأمل أن تُحترم حقوق أسانج كاملةً".
أما الخارجية الروسية فاعتبرت أن "يد الديمقراطية تُضيّق الخناق على الحرية".
في سياق متصل، اعتقلت سلطات الإكوادور متعاونًا مع مؤسّس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج أثناء محاولته الفرار إلى اليابان.
ورفضت وزيرة الداخليّة الإكوادوريّة ماريا باولا الإفصاح عن اسم الشخص المعتقل، لكنّها قالت إنّه "قريب جدًا من أسانج وهو مطّلِع أيضًا على الكثير من المعلومات".