الخليج والعالم
التطوّرات العالمية تعكس تشكل التعددية القطبية: وداعًا لهيمنة أميركا
توقّف الكاتب في موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت"سارانج شيدور في مقال له عند تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأخيرة حول الصين وتايوان، فرأى أنها تتناقض مع نقاط أساسية في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حيال آسيا.
وحسب الكاتب، فإن كلام ماكرون قد يساهم في توجيه رسالة واضحة للنخب في واشنطن التي تتمسّك بعقلية أن أميركا لا تزال القوة العظمى من دون منازع، مضيفًا "مثل هذه النظريات لم تعد صالحة في الكثير من المناطق في العالم".
واعتبر الكاتب أن صعود الصين ما هو سوى عامل واحد يبشّر بتشكل التعددية القطبية في العالم، حيث تتقلص قوة أميركا العالمية، وتابع "واشنطن يجب أن لا تتفاجأ كون الدول "المتوسطة" مثل فرنسا تحاول التكيف مع هذا الوضع بالشكل الذي يرون أنه يصب في مصالح بلدانهم".
وأشار الكاتب إلى ما قاله ماكرون في مقابلة إعلامية بعد لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ، إذ شدد على ضرورة ألّا تصبح الدول الأوروبية أطرافًا تابعة في العالم "تهيمن عليها واشنطن وبيكن"، كما لفت إلى كلام ماكرون عن أن المواجهة بين الصين وتايوان هي ليست "مواجهتنا"، وإلى الرؤية التي طرحها للاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية.
وعقب ذلك لفت الكاتب إلى ردود فعل بعض أعضاء الكونغرس على هذا الكلام، ورأى أن كلام ماكرون شكّل نصرًا دعائيًا هائلًا" للحزب الشيوعي الصيني.
ووفق الكاتب، الموضوع لا يقتصر على فرنسا، إذ أن هناك تحوّلًا كبيرًا يحصل على صعيد نظام التحالفات والشراكات مع أميركا، وخاصة فيما يعرف بالقطب الجنوبي من العالم.، وقال في هذا السياق إن الدول التي تدعمها أميركا في أماكن مثل جنوب وجنوب شرق آسيا، وأميركا اللاتينية وأفريقيا، لا يمكن أن تعوّل عليها واشنطن في مواجهة الخصوم كما كان الحال في السابق.
واستشهد بما كشفته الوثائق الأميركية السرية ولفت إلى اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة صينية، وإلى استمرار شراء الهند كميات كبيرة من النفط الروسي، كذلك أشار إلى أن دولًا مثل سنغافورة ترفض الانحياز مع أي طرف في الخصومة بين الولايات المتحدة والصين.
وقال إن ذلك يعكس نظام التعددية القطبية، إلا أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للقبول بذلك، وبينما ستتعاون بعض الدول من القطب الجنوبي ضد خصوم واشنطن في بعض الأحيان، هذه الحالات ستكون قليلة نسبيًا.
وخلص الكاتب الى أن توقّع دول مختلفة مثل مصر والهند والبرازيل بالوقوف صفًا واحدًا ضد قوى عظمى أخرى هو عبثي وغير منتج، مشدّدًا على أن دول القطب الجنوبي وبالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية البارزة ستتصرف وفق مصالحها وليس وفق الرغبات الأميركية.