الخليج والعالم
العراق: سياسيات ترامب المتهورة تكريس للفوضى والنفاق ودعم الكيان الصهيوني
عادل الجبوري - بغداد
عبرت مختلف الشخصيات والاوساط والمحافل السياسية والشعبية العراقية عن رفضها واستهجانها الكبيرين لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، القاضي بأدراج الحرس الثوري الايراني على لائحة "المنظمات الارهابية".
وقد اشار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي قبل يومين رفضه لقرار ترامب، مؤكدا اجراء حكومته اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية عديدة لدفع واشنطن الى التراجع عن قرارها.
وزارة الخارجية العراقية، اوضحت في بيان لها، ان القرار الأميركي لا يتلاءم وحاجة المنطقة إلى الاستقرار.
وقالت الوزارة في بيانها ان منطقتنا بحاجة إلى قرارات تساهم بتعزيز الاستقرار فيها، وقرار الولايات المتحدة الأخير لا يأتي في هذا السياق، ونتمسك بموقفنا الثابت، ولن نسمح بأن تكون أراضي العراق مقرا، أو ممرا لإلحاق الضرر بأي من دول الجوار".
من جانبه، أكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس "انه لأمر مثير للسخرية ان تقوم امريكا وهي الراعي الرسمي للارهاب في العالم، بأعطاء نفسها الحق في تصنيف حركات المقاومة التي انبثقت من وجدان الشعوب المقهورة، على انها قوى داعمة للارهاب، متناسية انها -أي الولايات المتحدة- هي من دعمت ومولت وراهنت على كل الحركات المتطرفة والإرهابية في العالم، بدء بـ"القاعدة" ووصولا إلى "داعش"، الذي سلطته على تراب ومقدرات العراق، والتي كان للحرس الثوري الدور الفاعل والأساس في الوقوف صفا واحدا الى جانب الشعب العراقي في حربه المقدسة ضد داعش، وتقديم الدعم والمساندة للقوات الامنية العراقية بكل عناوينها".
بدوره، اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي ان "قرار ترامب هو حماقة جديدة تضاف إلى بقية قراراته العدوانية، بدءا من إلغاء الاتفاقية النووية، وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومنح الكيان الغاصب السيادة على الجولان، والحصار الاقتصادي"، مضيفا ان "كل هذه القرارت تصب باتجاهين، الأول خدمة الكيان الصهيوني، والثاني محاولة تأجيج الحرائق والفتن في المنطقة لاستنزاف قوة بلدانها وتمزيقها مقابل تعزيز قوة الكيان الصهيوني".
وأشار حمودي إلى ان "الحرس الثوري يعد أقوى من واجه الإرهاب بالمنطقة ودحره، وكان دوره استشارياً في حربنا ضد الإرهاب، فقد كان اعضاءه مستشارين ومدربين لمجاهدينا في "الحشد الشعبي"، وكذلك الأمر في سوريا، وكان الدعم الذي قدموه هو عامل حسم للمعركة وحافظ على وحدتها".
وفي سياق متصل، اعتبرت منظمة "بدر" بقيادة هادي العامري ان قرار الولايات المتحدة دليل جديد على انزلاقها الكامل في طريق التبعية العمياء لـلكيان الصهيوني.
اما وزير الداخلية العراقي الاسبق باقر جبري الزبيدي فقد كتب في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ان "هذا القرار يأتي في اطار انتهاج سياسة الكيل بمكيالين، وعلى الرغم من المجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال في فلسطين كل يوم، ومجازر العدوان فعلى اليمن، لم تتخذ الإدارة الأميركية أي إجراء أو تصدر أي بيان إستنكار ضد هذه الأعمال الإجرامية".
وأضاف الزبيدي ان "هذا القرار سيكون له أبعاد خطيرة على المنطقة عامة والخليج بشكل خاص، وبالتحديد سيؤثر على حركة الموانئ والتجارة وأسعار النفط، وسيساهم في زيادة التوترات بين عدة دول متجاورة، ورغم تأثيره الكبير على المنطقة، إلا ان تأثيره على إيران سيكون أقل بكثير، وهو ما شهدناه من خلال العقوبات السابقة على فيلق القدس، والتي فشلت وبشهادة الأميركان انفسهم".
وقالت "حركة المقاومة الاسلامية العراقية- كتائب حزب الله" إن "القرار لابد أن تتبعه تداعيات، فتاريخ أميركا الإرهابي وما ارتكبته من جرائم بحق شعوب العالم، خصوصا جريمة احتلال العراق وتدميرهوقتل الآلاف من أبنائه، أولى بأن تصنف كدولة إرهابية، بإداراتها وجيشها ومخابراتها، ولا شك أن هذه السياسة العدوانية ضد إيران لا تبقي للشعب الإيراني وشعوب المنطقة خيارا غير التصدي والمواجهة لإفشال هذا المخطط الجديد".
ولفتت الحركة في بيان لها ، إلى ان هذا القرار يعد مصدر فخر لحرس الثورة كما هو فخر لإخوتهم في كتائب "حزب الله" وفصائل المقاومة، ويؤكد سلامة منهج محور المقاومة وحجم دوره في إفشال المخططات الأميركية،، مؤكدة "وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني المسلم، حتى نحول هذه المواقف العدوانية".
واكدت دار الافتاء العراقية على لسان المتحدث باسمها الشيخ عامر البياتي ان "القرار الامريكي بأدراج الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب هو قرار مدان ومسبوق ومدفوع الثمن من قبل الكيان الصهيوني، وهيهات.. هيهات منا الذلة، سنكون بأذن الله تبارك وتعالى عند حسن ظن الجميع وندافع عن مقدساتنا وارضنا".
وتساءلت :"هل يعقل ان من يدافع عن ارضه ومقدساته وعرضه يكون ارهابيا؟ ومن يجتاز البحار والمحيطات والدول والقارات ليحتل اراضي الدول ويضطهد شعوبها ويقوم بقتل الابرياء والاطفال والنساء بالاسلحة الفتاكة، لايكون ارهابيا؟!".