الخليج والعالم
ترحيب عربي ودولي بعودة العلاقات بين الرياض وطهران
لقي اتفاق عودة العلاقات بين الرياض وطهران، ترحيبًا دوليًا وعربيًا واسعًا، حيث أكدت المواقف على أهميته وأنّه عامل أساسي في ضمان الاستقرار والتطور الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة واستقرارها ويوفّر المزيد من فرص التنمية والازدهار.
موقف الأمم المتحدة عبّر عنه الأمين العام للمنظمة الأممية أنطونيو غوتيريش، واصفًا التقارب الإيراني السعودي بالمهم للاستقرار الإقليمي، مثنيًا على جهود الصين والعراق وسلطنة عمان.
روسيا وعلى لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف هنأت "الأصدقاء في إيران والسعودية والصين على التوصل إلى اتفاق عودة العلاقات بين الرياض وطهران".
وأشار بوغدانوف إلى أنَّ تطبيع العلاقات بين البلدين في منطقة هامة، يعتبر عاملًا أساسيًا في ضمان التطور الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح أنَّ "روسيا ساهمت في العملية السياسية جنبًا إلى جنب مع دول أخرى مثل سلطنة عُمان والعراق وغيرهما وقد كنت زرت البلدين مؤخرًا وكان موضوع التطبيع بين إيران والسعودية في جدول أعمال زيارتنا".
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي أن عودة العلاقات تتماشى مع المبادرات الروسية الرامية إلى إنشاء منظومة للأمن في منطقة الخليج ذات الأهمية الاستثنائية على المستوى الاقتصادي العالمي.
ووصف بوغدانوف خطوة التوصل إلى الاتفاق بأنها إيجابية للغاية، حيث قال إنه "يأتي في سياق سياسة روسيا الداعية إلى حسن الجوار وضمان واحترام السيادة والاستقلال".
الادارة الأميركية كشفت على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أنَّ السعوديين أبلغوا الولايات المتحدة الأميركية باتصالاتهم مع الإيرانيين "لكن لم يكن لها دور في الاتفاقية التي أُبرِمت بينهما"، مشيرًا إلى أنَّ "التزامات الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط لم تتراجع"، بحسب قوله.
وأضاف كيربي: "سننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها بعد إبرامها الاتفاقية مع السعودية"، كما زعم أنَّ "ما يهمّنا هو إنهاء الحرب في اليمن ووقف الهجمات على السعودية"، بحسب مزاعمه.
إلى ذلك، تلقّى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالًا من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مثمنًا دور العراق في الوساطة الإيرانية السعودية.
وعبّر شمخاني عن شكره للعراق لدوره في المفاوضات بين السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والجهود العراقية التي بُذلت من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين التي أسهمت في التوصل إلى اتفاق جديد بينهما في بكين.
من جهته، هنأ السوداني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بمناسبة التوصل إلى اتفاق بينهما، مؤكدًا أنه سيُسهم في زيادة الوئام بين البلدان الإسلامية بما ينعكس إيجابًا على أمن المنطقة واستقرارها ويوفر المزيد من فرص التنمية والازدهار.
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحّاف إنّ "الإتفاق السعودي-الإيراني يأتي تتويجًا لرؤية الجانبين بأولوية الحوار بوصفه سبيلًا لخفض التوتر".
وأشار الصحاف في حديث لقناة "الميادين" إلى أنّ "الإتفاق يُدشِّن مرحلة جديدة من الفُرص الجماعيّة"، مضيفاً: "كانت رؤيتنا بإستضافة جولات الحوار بين طهران والرياض، إدراكًا منّا بأن المنطقة تحتاج لمجموع أطرافها لتحقيق التكامل المنشود على كافة الأصعدة".
كما لفت الصحاف إلى أنّ "بغداد ترى في الإعلان الثلاثي إطارًا شاملًا يمكن أن يوجد حلولاً لملفات استعصت في المنطقة وتنتظر الحل"، مضيفاً: "نريدُ منطقة آمنة وبيئة تُعزز فرص التنمية ولا يكون ذلك إلّا بإرادة جماعية تتجاوز الخلافات".
كذلك، رحّب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالبيان المشترك، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي: "نتطلع إلى أن يسهم إعلان استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في تعزيز الأمن والسلام العالميين ونثمّن جهود عمان والعراق لاستضافتهما جولات الحوار السابقة".
من جهتها، رحبت سلطنة عُمان التي استضافت في وقت سابق، جولات حوار سابقة بين البلدين، وأعربت عن أملها في أن يساهم استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في "تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة"، وتوطيد التعاون الإيجابي البناء "الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم".
من جهته، علَّق الناطق الرسمي لحركة "أنصار الله" اليمنية محمد عبد السلام على استئناف العلاقات بين السعودية وإيران بالقول: "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيو-أميركية التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن".
أما وزارة الخارجية المصرية فأعلنت أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه.
وأعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدّة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار.
هذا ورحبت وزارة الخارجية الأردنية بالاتفاق، مثمنةً دور سلطنة عمان وجمهورية العراق في التوصل لهذا الاتفاق.
وأعربت الخارجية الأردنية عن أملها بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية وبما يخدم المصالح المشتركة.
كما رحب المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور بن محمد قرقاش بالتقارب بين السعودية وإيران، مؤكداً أن "الإمارات مؤمنة بأهمية الحوار بين دول المنطقة".
وقال قرقاش في تغريدة على "تويتر" "نرحّب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمّن الدور الصيني في هذا الشأن".
وأكّد قرقاش أن "الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة، نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار، والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا للجميع".
في الوقت نفسه، أجرى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن اتصالا هاتفيا مع من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وأعرب بن عبد الرحمن لنظيريه السعودي والإيراني كلًّا على حدة، عن ترحيب دولة قطر بصدور البيان الثلاثي المشترك الصادر عن المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
كما أعرب وزير الخارجية القطري، عن تطلع بلاده بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبية تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة.
كذاك، أعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها اليوم الجمعة عن ترحيبها بالاتفاق، وأكدت دعم بلادها لهذا الاتفاق، وأعربت عن أملها بأن يساهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة بين الطرفين بما يصب في مصلحة دول المنطقة والعالم.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن ترحيبها باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وعبَّرت عن تقديرها لمبادرة جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات السعودية الإيرانية، استكمالًا للجهود الدبلوماسية العراقية والعُمانية.
وأملت الخارجية البحرينية أن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والالتزام بميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة "التعاون الإسلامي" والقوانين والأعراف الدولية.
فلسطينيًا، أعرب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية عن ترحيب الحركة باستئناف العلاقة بين السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، معتبرًا أنَّها خطوة مهمَّة على طريق توحيد صفوف الأمَّة، وتعزيز الأمن والتفاهم بين الدول العربية والإسلامية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ورأى الحية أنَّ "هذه الخطوة المهمّة تصبّ في صالح القضية الفلسطينية، ودعم صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال وعدوانه المتواصل على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".
وتأتي هذه التصريحات، بعد إعلان كل من إيران والسعودية في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين.
ووفق البيان المشترك، فإنّ "استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني"، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت ما بين 6 و10 آذار/مارس الحالي في بكين.
وأعرب البلدان عن تقديرهما، لاستضافة الصين ودعمها للمحادثات الأخيرة، وامتنانهما للعراق ولسلطنة عمان لاستضافة المحادثات بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022.
ووفق البيان، فإنّ طهران والرياض أكدتا على مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001.