الخليج والعالم
بعد عام على الحرب.. جلسة لمجلس الأمن حول أوكرانيا وسط اتهامات متبادلة
تزامنًا مع مرور عام على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة على مستوى وزاري دعا خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشجيع كل الجهود الهادفة إلى "وقف سفك الدماء وإتاحة الفرص أمام تحقيق السلام".
وزعم غوتيريش، في كلمته، أنّ "الدمار الناجم عن "الغزو" الروسي لأوكرانيا انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، على حد تعبيره.
وقال غوتيريش: "إنّ الأوكرانيين يعيشون في جحيم.. نحو 17.6 مليون شخص، أي ما يقرب من 40% من سكان أوكرانيا، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وقد محت الأزمة 30% من الوظائف التي كانت موجودة قبل الحرب. وأدت الحرب إلى أزمة نزوح لم تشهدها أوروبا منذ عقود".
وأضاف غوتيريش: "إن الاتحاد الروسي أيضًا يعاني من عواقب مميتة بسبب الحرب. إننا بحاجة للسلام. السلام الذي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وفيما نعمل من أجل السلام، سنواصل الدعوة للعمل على أصعدة كثيرة".
وشدد على أن "حماية المدنيين يجب أن تبقى أولوية قصوى.. يتعيّن وقف استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالبلدات والمدن والقرى. ويتعيّن ضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل آمن وبدون عوائق".
وحثّ غوتيريش جميع الأطراف على إنشاء منطقة سلامة وحماية أمنية في محطة زابوروجيا التي تعتبر أكبر محطة توليد طاقة نووية في أوروبا، "لتجنّب وقوع أي حادثة خطيرة قد تخلف عواقب كارثية".
مبادرة البحر الأسود
وتحدّث غوتيريش عن مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، فشدد على أهمية مواصلة الانخراط في هذه المبادرة، مجددًا دعوته إلى تمديد العمل بها بعد آذار/مارس المقبل.
وأكد التزام الأمم المتحدة بالعمل لإزالة العقبات المتبقية أمام صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية بما في ذلك الأمونيا. وتعد تلك الصادرات أساسية لجهود خفض الأسعار ومعالجة انعدام الأمن الغذائي في العالم.
وختم غوتيريش قائلًا: "إن البنادق تتحدث الآن، ولكننا في النهاية نعلم جميعًا أن طريق الدبلوماسية والمساءلة هو طريق تحقيق السلام العادل والدائم الذي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرار الجمعية العامة الصادر أمس".
وتحدث المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، فأكد أنّه "من الواضح أن أوكرانيا ليست ضحية لأنّها شنّت حربًا ضد سكان دونيتسك ولوغانسك".
وقال نيبينزيا: "ممثلو أوكرانيا والدول الغربية يستخدمون كلمة "سلام" لكنهم يقصدون استسلام روسيا"، مضيفًا أنّهم "يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا يتبعها تفكك البلاد".
وأضاف: "لم نعلن أبدًا أن الهدف من عمليتنا العسكرية هو تدمير أوكرانيا".
ولفت نيبينزيا إلى أنّ "الغرب يأمل في إضعاف روسيا وتشتيت الصين لتبقى له اليد العليا في العالم".
وتابع: "مستعدون للتفاوض بشأن كيفية تنفيذ أهداف عمليتنا العسكرية باستخدام الوسائل السلمية"، قائلًا: "لسنا مستعدين للنظر في السيناريوهات التي لا تتحقق فيها أهداف عمليتنا العسكرية".
وختم نيبينزيا: "إذا أنهت أوكرانيا الأعمال العدائية فستتاح لها فرصة أن تولد من جديد كدولة طبيعية".
بدوره، أكد مندوب الصين بمجلس الأمن تشانغ جون، أنّه "يجب التفكير في وقف القتال والوصول إلى سلام في أوكرانيا وأوروبا".
وقال تشانغ جون: إنّ "بعض الدول تركز على سلامة أوكرانيا وأراضيها ولا تكترث بسلامة وأراضي الدول الأخرى"، مشيرًا إلى أنّ "الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية".
وشدّد تشانغ جون على أنّه "من الضروري عدم اجتياز الخط الأحمر المتعلق بالسلاح النووي"، معتبرًا أنه "لتحقيق سلام واستقرار دائمين في أوروبا يجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة".
وختم تشانغ جون: "وضع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات ليس أمرًا سهلًا لكنه الخطوة الأولى نحو حل سياسي".
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فرأى أنّ "(الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) "فشل" في "وضع يده" على أوكرانيا بفضل مقاومة الأوكرانيين"، على حدّ قوله.
وزعم بلينكن أنّ "روسيا قتلت عشرات الآلاف من الأوكرانيين من النساء والأطفال على مدار عام"، معتبرًا أنّه "يجب أن نضغط من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا"، ومشيرًا إلى أنّ "أي سلام يضفي الشرعية على استيلاء روسيا على الأرض بالقوة سيضعف ميثاق الأمم المتحدة"، وفق زعمه.
ومن وجهة نظر بلينكن فإنّ "روسيا ستستخدم أي توقف في القتال لتعزيز سيطرتها على الأراضي التي احتلتها بشكل غير قانوني".
وختم: "تبقى الحقيقة هي أن رجلًا واحدًا هو فلاديمير بوتين بدأ هذه الحرب وهو الذي يمكنه إنهاؤها، وينبغي ألا يدعو أي عضو بمجلس الأمن إلى السلام بينما يدعم الحرب الروسية على أوكرانيا"، على حد تعبيره.
من جهته، زعم مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ "الحرب اختارتها روسيا وهي حرب الرئيس بوتين ورأينا خلالها الكثير من الفظائع"، موجهًا التحية لجهود الأمم المتحدة التي ساعدت في تأمين ممرات إنسانية.
وقال بوريل: "آثار هذه الحرب طالت العديد من دول العالم فقد ارتفعت أسعار المواد الأساسية في مناطق مختلفة من العالم"، وشدد على أنّه "يجب إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا من أوكرانيا على الفور"، مضيفًا بأن الرئيس الأوكراني قدم خطة سلام من 10 نقاط ونحن نؤيدها".
وتعليقًا على جلسة مجلس الأمن، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: "نأمل توحيد المواقف بالأمم المتحدة لإنشاء محاكم عسكرية خاصة لمعاقبة روسيا على جرائمها.. نحن متأكدون من تحقيق النصر هذا العام ولدينا كل ما يلزم لذلك"، على حد زعمه.
أضاف زيلنسكي: "خيب أملي كل من تركوا أوكرانيا بينما كان عليهم أن يدافعوا عنها، والروس لا يسعون حتى لإخفاء جرائمهم ويتحدثون عن السلاح النووي"، لافتًا إلى قيامه بخطوات باتجاه مفاوضات سلام وتقديمه صيغة لحل سلمي"، على حد قوله.
وأعرب زيلنسكي عن رغبته بمشاركة الصين والهند ودول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها في مؤتمر للسلام، وقال: "نعمل على آلية إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة روسيا معقدة جدًّا ونعمل بجهد على ذلك"، مشيرًا إلى أنّ "الصين بدأت تتحدث عن أوكرانيا، وهذا أمر جيد، ولكن المهم ما الذي سيلي ذلك وإلى أين سيؤدي".
اوكرانياالأمم المتحدةمجلس الامن