الخليج والعالم
مأساة زلزال سورية تفضح ادعاءات الغرب الإنسانية
دمشق - علي حسن
بعد نحو أسبوعين من الزلزال المدمر الذي ضرب كلا من سورية وتركيا وما خلفه من مأساة إنسانية غير مسبوقة، يتكشف تباعًا حجم النفاق الغربي وزيف ادعاءاته المتكررة عن حقوق الإنسان والدفاع عن القضايا الإنسانية التي نصب نفسه مناصرًا لها، بل قاضيًا يجلد بحجتها من يشاء من أعدائه بدعوى الدفاع عنها.
وفي آخر فصول هذه المفارقة العجيبة التي ترقى إلى مستوى الفضيحة هو ما أعلنته مسؤولة أممية من أن نسبة الاستجابة في سورية عقب الزلزال المدمر لم يصل إلى الحد الأدنى من المطلوب حتى الآن.
وأكدت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية غادة مضوي أن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة للوفاء باحتياجات المتضررين من الزلزال في سوريا لم يتلق سوى 17% فقط، من القيمة الإجمالية المطلوبة التي تبلغ 397 مليون دولار.
وشددت على ضرورة توفير المزيد من الموارد لدعم جهود الإغاثة المنقذة للحياة في سورية وتركيا، مشيرةً إلى أن أكثر الاحتياجات إلحاحًا للنازحين بسبب الزلازل المدمرة، يتمثل في الغذاء والمأوى والإمدادات اللازمة لفصل الشتاء والنقود، وفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة.
وباستثناء سفينة مساعدات ايطالية وطائرة نرويجية، حطت أمس في مطار دمشق لم يقدم الاتحاد الأوروبي أي مساعدات لسورية رغم كل الدموع الزائفة التي كان المسؤولون الأوروبيون يذرفونها حزنًا وكمدًا على الشعب السوري من أجل نيل حريته، على حد زعمهم.
كرماء فقط في السلاح
وحول هذا النفاق الغربي الواضح في التعاطي مع القضايا الإنسانية، قال المحلل السياسي خالد عامر لموقع "العهد" الاخباري إن مأساة الزلزال فضحت الادعاءات الغربية تمامًا وكشفت زيفها.
وسأل عامر: "أين ذهبت العاطفة الإنسانية الجياشة التي يكنها المسؤولون الأوروبيون للشعب السوري وهم الذين كانوا يتابعون الأزمة السورية بكل تفاصيلها وجعلوا مجلس الأمن الدولي في حالة انعقاد شبه دائمة للبحث في الشأن السوري؟".
وتابع: "لماذا يبخل الأوروبيون على السوريين بالجزء البسيط من مستلزمات الحياة الرئيسيه في حين أنهم أنفقوا عشرات الملايين في ضخ السلاح وتحشيد وسائل الإعلام لإثارة البلبلة والفتنة بين السوريين ودفعهم ليقتل بعضهم البعض؟".
وأكد أن سورية وعلى الرغم من كل المصاعب التي تواجهها والمآسي التي حلت بها لا تحتاج لهؤلاء الذين يتاجرون بمآسي الشعوب، خاصة أن لديها من الحلفاء من يقف إلى جانبها في كل الأزمات ويتقاسمون معها ما يملكونه في سبيل بلسمة جراحها، وقد اختلطت دماؤهم بدماء جنودها وشعبها في كل بقعة من أرضها العزيزة وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة اللبنانية والعراق وحشده الشعبي.
واعتبر عامر أنه بوجود كل هذه القوى الحليفة والصادقة لا خوف على سورية، مشددًا على أنها قادرة على تجاوز كل تلك الآلام والنهوض مجددًا لتستعيد عافيتها من جديد.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024