الخليج والعالم
لاریجاني: وجود إیران في العراق وسوریا جاء تلبیة لطلب حكومتيهما
أكد رئیس مجلس الشورى الإسلامي علي لاریجاني ان سلوك الساسة الأمیركان مع الروس فیما یخص الإتفاقیة الصاروخیة، ومع الصین والدول الأوروبیة في القضایا الإقتصادیة، ومع العالم في إنسحابهم من إتفاقیة باریس للمناخ والبیئة، والإتفاق النووي، والتصرفات المزدوجة والمنافقة في مكافحة الإرهاب، وسلوكهم الوقح في القدس الشریف وفلسطین المحتلة، أدى الى المساس بكافة منظومات السلام والأمن.
وأضاف لاریجاني مساء الیوم الأحد خلال كلمته فی إجتماع الجمعیة العامة لمؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي في الدوحة، انه لا یقوم أي سلام من دون الأمن، ولا أمن من دون السلام، ولا سلام وأمن مستدام من دون سیادة القانون.
وصرح، ان سیادة القانون هي عمود الأساس والضرورة الماسة لإستمرار حیاة المجتمع الدولي وتتضمن المصالح المشتركة لكافة أبناء البشر. وان هذه المفاهیم الثلاثة (أي السلام والأمن والقانون) الهامة والفاعلة في نفس الوقت، متشابكة وتربطها علاقة ملحوظة مع بعضها البعض، كما انها تشكل النواة الرئیسة والهدف من تأسیس الأمم المتحدة والمنظمات الدولیة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمیثاق الدولي للحقوق المدنیة والسیاسیة وكافة القرارات والمعاهدات الدولیة المختلفة.
وتابع، انه من الجانب الآخر، التغییر المضطرد للمجتمع الدولي والعلاقات القائمة في إطاره أدت الى تغییر ماهیة وعوامل التهدید لهذه المفاهیم الثلاثة الهامة وإتساع نطاق شمولیة هذه التهدیدات ومصادیقها وفي نفس الوقت، بدأت تتبلور آفاق جدیدة للحفاظ على هذا المیثاق الدولي ودعمه.
وقال لاریجاني، اننا نشهد الیوم تحدیات هامة في مجال سیادة القانون والسلام؛ بما في ذلك الجرائم المنتظمة والإرهاب الدولي وتهریب المخدرات والبشر، والإنتهاك الشامل لحقوق الإنسان، وإنتهاك القوانین المعنیة بحقوق الإنسان، والتطهیرات العرقیة لا سیما في القدس الشریف والفلسطین المحتلة، وفرض الأجواء الأمنیة، وسیاسة الخوف والغضب، وخلق أجواء یسودها القلق المصطنع، وأهم من كل هذه السیاسات الأحادیة والأنانیة والتوسعیة لبعض الدول، وفرض أنواع الحظر الأحادی اللا قانونی العابر للحدود، وفرض التعریفات التجاریة على السلع التصدیریة للدول، وإنتهاج توجهات وتصرفات منافقة وتمییزیة وإزدواجیة على الصعید الدولي، تعد من العوامل المهددة بالسلام والأمن وسیادة القانون.
وتابع رئیس مجلس الشورى الإسلامي، ان الظروف الدولیة تدل انه على الرغم من التقدم المحرز، والقوانین، والإتفاقیات والمعاهدات الدولیة، فقدت ضمان التنفیذ في مختلف المجتمعات بسبب بعض التصرفات الأحادیة.
واعتبر السلوك الأمیركي الأخیر في منح جزء من الأراضي السوریة الى الكیان الصهیونی الغاصب، بأنه سلوك غیر معهود ولا یتفق لا مع العقل ولا مع قرارات الأمم المتحدة والمنظومات القانونیة الدولیة.
ومن الجانب الآخر، أشاد بیقظة الدول ومجلس الأمن الدولی في عدم الموافقة على هذا القرار المبتذل.
وفي سیاق متصل، أشار الى نوعیة تعامل أمیركا مع كارثة الفیضانات في إیران، حیث منعت إرسال مساعدات الدول الأخرى والصلیب الأحمر الى جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة؛ واصفا هذا الإجراء بـ'الإرهاب الإقتصادی.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار الى التعدیات الأخیرة للصهاینة على المسجد الأقصى والمعالم التاریخیة والإسلامیة المحتل والتطهیرات العرقیة-الدینیة في بیت المقدس والإجراءات التوسعیة واللا إنسانیة والتي لا تتفق مع القوانین الدولیة بأنها نتیجة للسیاسات والمسرحیات الأمیركیة-الإسرائیلیة الساخرة والأسلوب المنتهج من قبل أمیركا و"إسرائیل" في إنعدام الأمن بالمنطقة.
وعلى صعید آخر، أشار لاریجاني الى أن وجود الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في العراق وسوریا خلال العقود الأخیرة، جاء تلبیة لطلب حكومتي هذین البلدین، حیث كانت إیران فی الخط الأمامي وقدمت مئات الشهداء والمعاقین في محاربة الإرهاب وإجتثاثه.
ولفت رئیس مجلس الشورى الإسلامي الى أنه 'فی الوقت الراهن، باتت هذه الفكرة تتعزز التي تقول أن المنظمات الدولیة فشلت فی العمل بواجباتها الجوهریة، في المسؤولیة حیال الحوادث والأزمات التي تهدد السلام والأمن وإرساء سیادة القانون على الصعید العالمي أو ان بعض البلدان، باتت تتجاهل هویة وفلسفة نشأة هذه المنظمات والقوانین الدولیة، حیث أصبحت بالفعل هذه المنظمات الدولیة أداة بید بعض الدول من أجل تمریر سیاساتها التمییزیة على البلدان الأخرى.