الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: ثورة الإمام الخميني ثورة هوية
مع بداية عشرة الفجر والتي تمثل الأيام العشرة الممتدة من رجوع الإمام الخميني في 1 شباط من العام 1979 إلى يوم انتصار الثورة الإسلامية في 10 شباط 1979، نشرت الصحف الإيرانية جملة من المقالات والأبحاث المتعلقة بقيم الثورة.
وقالت صحيفة "وطن أمروز" في هذا الصدد إنه لا يزال من الممكن اعتبار الثورة الإسلامية المجيدة للشعب الإيراني أكثر ثورة حية في العالم بعد مرور 44 عامًا، فهي ثورة أصبحت مصدرًا جديدًا للمعرفة للمسلمين والأشخاص الأحرار في العالم، ورغم مرور الوقت ومختلف التقلبات، إلا أنها حافظت على طابعها الملهم.
وأضافت: "اليوم وصل نطاق الثورة إلى ما وراء الحدود الجغرافية لإيران، ولا يمكن العثور على نظير للإمام الخميني (رض) ومدرسته المستنيرة".
وبحسب "وطن أمروز"، فإن شخصية الإمام الخميني (رض) تثبت حقيقة أنه بقدر ما كان قائدًا صعبًا للثورة، إلا أنه كان يتمتع أيضًا بالتخطيط الصحيح والبصيرة لتأسيس النظام، وفي الوقت الذي كان فيه يؤمن بعمق بالمثل الثورية ومسار الثورة، اعتبر أن إنشاء الحكم وبناء النظام هو استكمال الطريق للثورة، من هذا المنطلق، تم الاعتراف بالثورة الإسلامية الإيرانية، حيث جلبت معها صدمة عالمية، كأول حركة جديدة حاولت عدم تبني أسلوب العزلة الدينية، أو الدخول في حرب مع مظاهر التقدم.
الفوضى في أوروبا
كما تابعت بعض الصحف الإيرانية اليوم الأوضاع الداخلية في بعض الدول الأوروبية، وذكرت صحيفة "كيهان" أنه بينما لجأت الحكومات الأوروبية إلى كل أداة وخدعة في الأشهر الماضية للحفاظ على أعمال الشغب حية في إيران، إلا أنه منذ بداية العام الجديد، لم يكن هناك يوم بدون مظاهرات وإضرابات في المدن الأوروبية احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وأضافت: "كان رد فعل الحكومات الأوروبية هو تنفيذ سياسات اقتصادية صارمة وضرب طبول الحرب أكثر من خلال إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، فيما هذه القضية أثارت غضب الناس أكثر، ففي فرنسا وبريطانيا، تشير التقارير إلى عودة المحتجين إلى الشوارع بكامل قوتهم احتجاجًا على الوضع الاقتصادي المتردي".
وأوضحت أنه في فرنسا تسعى حكومة إيمانويل ماكرون إلى الموافقة على خطط التقشف وتنفيذها لا سيما خطة زيادة سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، وهذه القضية دفعت ملايين العمال والموظفين الفرنسيين إلى الشوارع، لكن ماكرون لا يزال يصر على تحويل هذه الخطة إلى قانون، وفي أعقاب الإضرابات والمظاهرات، أصيبت أجزاء مختلفة من فرنسا بالشلل بما في ذلك توزيع الكهرباء والوقود والنقل العام والأنشطة المدرسية.
ونقلت عن صحيفة "ديلي ميل" قولها إن المظاهرات كانت سلمية في البداية لكن سرعان ما تعرضت مدن مختلفة في فرنسا للفوضى والاضطرابات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ووصف مواطنون فرنسيون تحرك ماكرون في رفع سن التقاعد وعدم الالتفات إلى الاحتجاجات الحالية بأنه "دكتاتورية".
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن صحيفة "Le Figaro" أنه على الرغم من إصرار حكومة إيمانويل ماكرون على تنفيذ القانون الجديد، فإن انتشار الاحتجاجات وزيادة عدد المشاركين مقارنة بالاحتجاجات قبل أسبوعين يظهر أن المعارضة لن تتوانى.
كما وجهت النقابات العمالية البريطانية ضربة قوية لحكومة ريشي سوناك الضعيفة، بحسب الوكالة، وفرضت واحدة من أكبر الإضرابات في تاريخ البلاد، حيث تسبب هذا الإضراب في إغلاق المدارس والسكك الحديدية ومختلف قطاعات الاقتصاد في بريطانيا، وبحسب "كيهان" أجبر الركود الاقتصادي، والتضخم الذي لا يمكن السيطرة عليه، ونقص الطاقة، ومشاكل المعيشة، جميع سكان بريطانيا، الذين حُرموا من ازدهارهم المعتاد، على الاحتجاج.
كما رسمت المنظمات الدولية منظورًا قاتمًا للمؤشرات الاقتصادية في المملكة المتحدة، وفقًا للوكالة، وحذرت من انكماش اقتصاد هذا البلد، على الرغم من أن جميع الدول الأوروبية تمر بأزمة اقتصادية وتزايد التضخم بشكل كبير، إلا أنه وفقًا لتقييم جديد صادر عن صندوق النقد الدولي نُشر يوم الثلاثاء الماضي، فإن الاقتصاد البريطاني في أسوأ حالة مقارنة بالقوى الاقتصادية الأخرى في العالم.
وأضافت: "في بلجيكا، نزل الآلاف من الموظفين والعاملين في قطاع الرعاية الصحية إلى شوارع العاصمة وطالبوا بتحسين ظروف العمل احتجاجًا على الحكومة، ونظم أكثر من 10 آلاف شخص يعملون في قطاع الصحة والطب في أنحاء العاصمة البلجيكية بروكسل مظاهرة تطالب بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور".
أميركا ليست محل ثقة حتى للمخربين
في سياق آخر، قالت صحيفة "إيران" إن الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران روبرت مالي أدلى ببعض الكلمات في مقابلة مع برنامج "Hard Talk" على "بي بي سي" والتي يمكن التفكير بها، حيث أعلن أن "الدبلوماسية لا تنتهي أبدًا، وأجرينا مفاوضات غير مباشرة مع إيران، وأعلنا علنًا أننا مستعدون لمواصلة المفاوضات غير المباشرة".
وقال مالي إننا لا نبحث عن تغيير النظام في إيران، وأعتقد أن لدينا تجربة حزينة كافية فيما يتعلق بهندسة تغيير النظام، وخاصة في الشرق الأوسط.
وأضافت صحيفة "إيران" أنه بمساعدة وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة باللغة الفارسية في طهران، كان المشاغبون يحاولون التظاهر بأن جمهورية إيران الإسلامية على وشك الانهيار، وبدعم من الدول الغربية، وخاصة أميركا وبريطانيا وفرنسا، أطلقوا حملة دعائية ضخمة، وكان هذا الأمر مدعومًا بألقاب وهمية لـ "احتجاجات حاشدة" في حين لم يكن هناك حراك شعبي جاد ومدعوم في الميدان، وتم الترويج له فقط من قبل وسائل الإعلام، ولكن هذه التصريحات التي أدلى بها مالي، كانت مثل الماء البارد على رأس التيار التخريبي، حيث اعترف معصوم علي نجاد، أحد الناشطين المناهضين لإيران، بالقول إن "العديد من شخصياتنا عقدوا اجتماعات عديدة مع البيت الأبيض وممثلي صنع القرار في حكومات وقادة الدول الغربية، وكانوا يقولون لنا أن هذه الثورة المضادة [أعمال الشغب] قد انتهت ولا يوجد أحد الآن في الشوارع. فلماذا برأيك لا يجب أن نعود إلى طاولة المفاوضات؟ هذا يجعل قلبي فارغًا. هذا ما أخبرني به البيت الأبيض ومكتب ماكرون والعديد من الناشطين، وهذا مقلق".
وتابعت "إيران": "لكن روبرت مالي لم يعترف فقط أن الولايات المتحدة غير قادرة على تغيير النظام في إيران، بل قال إن خطة تغيير النظام في الشرق الأوسط كانت تجربة حزينة وفشلت دائمًا، طبعًا هذه القضية ليست جديدة وقد اعترف بها مسؤولو البيت الأبيض وصناع القرار الأميركيون مرات عديدة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024